سفينة واحدة لن يُمحى اسمها على الإطلاق من ذاكرة الناس، إنها «آر إم إس تايتنك»، أو ما تُعرف بالتايتنك، التي صارت قصة شائقة وشائكة لمختلف الأدباء وصُناع الأفلام. وكل تاريخ في هذه القصة يعتبر حدثاً مُهماً وكبيراً. منذ لحظة انطلاقها في نيسان/أبريل 1912، وحتى اصطدامها بالجبل الجليدي وغرقها بعد 4 أيام من انطلاقها، وصولاً إلى لحظة العثور على حطام سفينة التايتنك في قعر المحيط الأطلنطي، قبل 34 عاماً كاملة من الآن.
حقيقتان عن غرق التايتنك والكارثة واحدة
بعد 73 عاماً من الكارثة التي أودت بحياة ما يزيد على الـ1500 شخص من ركاب سفينة التايتنك، تم العثور على حطامها بـ1 أيلول/سبتمبر من العام 1985، ومنذ الإعلان هذا الحدث التاريخي، تداولت وسائل الإعلام العديد من الروايات التي تحاول الوصول إلى حقيقة اكتشاف حطام التايتنك. أشهرها والتي أعلن عنها رسمياً في ذلك الوقت، أنه تم إرسال بعثة أمريكية فرنسية مشتركة خاصة لهذا الهدف، بقيادة «روبرت بالارد»، الضابط السابق في البحرية الأمريكية، وأستاذ علم المحيطات في جامعة رود أيلاند، وأحد أشهر الأسماء في مجال علم الآثار تحت الماء، وأنهم في ذلك اليوم استطاعوا العثور على حطام السفينة الشهيرة.
القصة الحقيقية لغرق التايتنك
ما سبق، كان الرواية الرسمية لقصة العثور على حطام سفينة التايتنك، إلا أن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، كشفت في تقرير صحفي نشرته في 1 حزيران/يونيو من العام الماضي 2018 عن تفاصيل غير متوقعة، تفيد بأن البعثة الأمريكية الفرنسية التي عثرت على الحُطام، كانت في «مهمة سرّية» أخرى للعثور على غواصتين اثنتين غرقتا خلال فترة الحرب الباردة، وأن حكاية اكتشاف التايتنك، لم تكن سوى غطاءً لهذه المهمة الغاية في السرّية.
هذه التفاصيل الصادمة، كانت –بحسب موقع عربي بوست- قد ظهرت قبل يوم واحد فقط من تقرير الـ«ديلي ميل»، في معرض حمل اسم «تايتنك: القصّة التي لم تُروَ»، والذي تم افتتاحه بتاريخ 30 أيار/مايو 2018، وذلك في متحف ناشيونال جيوغرافيك بالعاصمة الأميركية واشنطن. حيث تم عرض العديد من مقتنيات السفينة الشهيرة الغارقة لأول مرة، من بينهما ما يخص الناجين وقوارب النجاة، حتى النوتات الموسيقية التي كان يعزفها الموسيقيون خلال لحظات الغرق الأخيرة، وغيرها من المقتنيات النادرة.
التايتنك.. قصة المبدعين الشائكة الشائقة
وجود حقيقتين لم يقلل من شأن وأهمية سفينة التايتنك وحكايتها التي حدثت قبل 107 أعوام، بل كان أمراً زاد من أهمية وغموض هذه القصة. ومنذ لحظاتها الأولى وحتى وقتنا الحاضر، ظلت التايتنك القصة المفضلة لدى صُناع السينما والتلفزيون، الذين أبدعوا الفيلم تلو الآخر عنها، وحتى الآن تعتبر قصة دسمة لهم ومغرية للعمل عليها.
ما قد يكون مثيراً للاهتمام -رغم عدم شهرته وانتشاره- هو أول عمل سينمائي عن حادثة الغرق. وهو فيلم صامت بعنوان «أُنقذت من التايتنك»، عرُض بعد 29 يوماً فقط من غرق السفينة. وأخرجه إتيان أرناد، ولعبت دور البطولة فيه الممثلة الأمريكية دوروثي جيبسون، التي كانت إحدى الناجيات من الحادثة الشهيرة، إلا أن آخر نُسخ هذا الفيلم فُقدت في حريق اندلع في أستوديوهات الشركة المنتجة.
أفلام أخرى..
في العام 1914، أنتج فيلم ألماني صامت عن التايتنك من إخراج ميم ميزو، وحمل اسم «في الليل والجليد». ومن ثم في العام 1953، صدر فيلم أمريكي بعنوان «تايتنك» من إخراج جين نيجلسكو، وبطولة باربارا ستانويك وروبرت وانجر. وبعد 5 أعوام من هذا الأخير، وفي العام 1958 تم إنتاج فيلم بريطاني بعنوان «ليلة للذكرى»، أخرجه روي رود بيكر، وأدى البطولة فيه كينيث مور ورونالد ألين.
فيلم التايتنك الشهير.. جاك وروز
عقود الستينات والسبعينات والثمانينات وحتى التسعينات، استمرت بتناول ما حدث مع السفينة الغارقة، حتى أتى العام 1997، العام الذي أُنتج فيه أشهر أفلام التايتنك على الإطلاق، والذي حصد 11 جائزة أوسكار حينها. من إنتاج وسيناريو وإخراج جيمس كاميرون. وبطولة ليوناردو ديكابريو وكيت وينسليت. وكان أول فيلم في تاريخ السينما العالمية يحصل على 1 مليار دولار في شباك التذاكر، كما أن أغنية العمل التي أدتها النجمة الكندية سيلين ديون، أصبحت واحدة من أشهر الأغاني في العالم حتى اليوم.