تعد الميزانية وطريقة وضعها من الأمور الهامة التي تشغل بال العديد من الأسر، وذلك لما لها من آثار على حياة الأسرة واستقرارها الاجتماعي والعاطفي والمالي، خاصة إذ كان لديها العديد من الالتزامات، مثل موسم المدارس والأعياد، ما يحتاج إلى خطة للإنفاق والإرشاد.
«سيدتي» ناقشت الموضوع مع بعض المختصين لمعرفة آلية التخطيط السليم للميزانية وكانت كالآتي:
التخطيط السليم للميزانية
أوضحت الأستاذة المساعدة في قسم المسكن وإدارة المسكن بكلية التصاميم والفنون التطبيقية بجامعة الطائف الدكتورة «انتصار الحلبي»، بأن هناك من يفتقر للتخطيط خلال فترات الإجازات ولا يعطي بالاً للمصروفات التي تأتي بعد ذلك. ولتلافي ذلك كله نصحت بالآتي:
- يجب على الأسرة وضع خطة كاملة وشاملة لمدة عام كامل والالتزام بكافة البنود، وضع بند للطوارئ وبند للأعياد والمناسبات الاجتماعية، وبند آخر لمصروفات المدارس والتعليم.
- وضع خطة بديلة في حين طرأ شيء على الميزانية الموضوعة، لأن التخطيط السليم سوف يجعل الأسرة تحقق أهدافها.
لذا، ينبغي مراعاة إمكانات الأسرة واتباع نظام الإنفاق السليم، وتوزيع الدخل قدر الإمكان على أبواب الإنفاق.
وتشير دكتورة «انتصار» إلى دور ربة المنزل الهام في ذلك وقالت: «تلعب ربة المنزل دوراً مهماً في إسعاد أسرتها، وذلك بإدارتها الحكيمة لشؤون المنزل وتدبير مصروفاته وصحة أفراده».
نجاح الإنفاق الرشيد للأسرة
أكد الكاتب والمحلل الاقتصادي «عبدالرحمن أحمد الجبيري»، بأن من أهم عوامل نجاح الإنفاق الرشيد للأسرة «المساحة التي يصنعها أفراد الأسرة والتفاهم حول ذلك والتي تعتمد على التخطيط السليم للمصروفات وترتيبها وفقاً للحاجات الأهم والأساسيات، ثم الرغبات ومراعاة الجوانب التي تتعلق بالأسعار، ومناسبتها وبدائلها وجودتها ومواصفاتها، وتأجيل ما تدعو الحاجة لتأجيله».
وأضاف «من المهم أيضاً العمل على إعطاء الجوانب الترفيهية جزءاً من عمليات الإنفاق كمرحلة لاحقة، نظراً لأن الجوانب الترفيهية تسهم في إضفاء السعادة والثقة العائلية في جوانبها السلوكية والثقافية».
معدل إنفاق الأسرة السعودية
استناداً إلى تقرير دخل وإنفاق الأسرة السعودية لعام 2018 الصادر عن «الهيئة العامة للإحصاء»، فقد بلغ متوسط دخل الأسرة السعودية الشهري على مستوى المملكة 14،823 أربعة عشر ألفاً وثمانمائة وثلاثة وعشرين ريالاً بزيادة بلغت نسبتها 8.9% مقارنة مع عام 2013م، في حين وصل أعلى متوسط إنفاق شهري للأسرة حسب مجموعات الإنفاق الرئيسية على السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع أخرى من الوقود بمتوسط بلغ 2،989 ألفين وتسعمائة وتسعة وثمانين ريالاً شهرياً، تلتها مجموعة السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بمتوسط بلغ 2،567 ألفين وخمسمائة وسبعة وستين ريالاً شهرياً، وأقل متوسط إنفاق شهري للأسر،ة كان على مجموعة التبغ بمتوسط بلغ 70 سبعين ريالاً.
إرشادات على كيفية الإنفاق
وأوضح «الجبيري» أنه من المهم تعزيز قدرات الوعي الاستهلاكي، من خلال الوسائل الإعلامية في أماكن العمل والمدرسة والبيت، وزرع هذه القيم الاقتصادية لدى الأطفال منذ وقت مبكر وضبط السلوك الاستهلاكي غير المبرر، مشدداً على أن نجاح ذلك يؤدي إلى تفاهم الأسرة، لذلك نجد أن الكثير من الأسر وذات الدخول المتوسطة ساهمت في بناء أسري ناجح للدخل والإنفاق ومنحها بالتالي هذا البعد بالادخار والاستثمار الجيد وأصبح أفرادها يملكون المنازل ولديهم استقرار مالي، وهذه المميزات، ما كان لها أن تتحقق لولا الثقافة الاستهلاكية الجيدة.
أسعار الاستهلاك خلال شهر يوليو 2019
من جهة أخرى، أصدرت مؤخراً الهيئة العامة للإحصاء GaStat بشهر ذي الحجة 1440هـ الموافق 2019م تقريرها الشهري عن الرقم القياسي لأسعار المستهلك في المملكة العربية السعودية لشهر يوليو الماضي.
وقد سجل الرقم القياسي العام لأسعار المستهلك ارتفاعاً خلال شهر يوليو 2019م بلــغت نسبته 0.1% مقارنةً بالشهر السابق يونيو 2019م.
وأوضح التقرير الشهري الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء أن مؤشر الرقم القياسي العام لأسعار المستهلك في المملكة بلغ 106.0 في شهر يوليو 2019م ارتفاعًا من 105.9 في شهر يونيو 2019م بنسبة بلغت 0.1%.
وأرجع التقرير الارتفاع الشهري للمؤشر إلى الارتفاعات التي شهدتها ستة من الأقسام الرئيسة المكوِّنة للرقم القياسي لأسعار المستهلك، وهي:
قسم تأثيث وتجهيزات المنزل بنسبة 0.8%، قسم الصحة بنسبة 0.8%، قسم النقل بنسبة 0.7%، قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 0.6%، قسم الترفيه والثقافة بنسبة 0.5%، وأخيراً قسم المطاعم والفنادق بنسبة 1.0%.
على الجانب الآخر سجل قسمان من أقسام المؤشر الرئيسة انخفاضاً، وهما: قسم الأغذية والمشروبات بنسبة 0.3%، قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.0%
فيما ظلت أقسام التبغ، السكن، المياه، الكهرباء وأنواع وقود أخرى، الاتصالات والتعليم، عند مستـوى أسعارها السابق ولم يطرأ على أرقامها القياسية أي تغير نسـبي يذكر.