عندما يُقارن عدد ضحايا صور السيلفي بعدد ضحايا أسماك القرش المفترسة، إذاً علينا التوقف قليلاً والتأمل في هذه المقارنة مطولاً. فهذا السلوك اليومي الذي من المفترض أنه توثيق للبهحة، أصبح قاتلاً متسلسلاً وخطيراً، وضحاياه يذهبون إليه بأرجلهم. وآخر هؤلاء الضحايا، فتاة مراهقة أوكرانية، فقدت نصف وجهها بسبب صورة سيلفي التقطتها برفقة صديقتها مع بندقية صيد.
ووفقاً لصحيفة الديلي ميل البريطانية، فإن المراهقة الأوكرانية بولينا غورديك، البالغة من العمر 17 عاماً، كانت قد تعرضت لإصابة خطيرة بعيار ناري في وجهها، بعد أن أطلقته عليها صديقتها عن طريق الخطأ بشكل غير مقصود، وذلك خلال محاولة الفتاتين المراهقتين التقاط صورة سيلفي مع بندقية صيد.
وتابعت الصحيفة، أن بولينا كانت في منزل صديقتها المقربة فيرونيكا البالغة من العمر 16 عاماً، وكانت المراهقتان تحضران لإقامة حفلة للأصدقاء. وحينها أحضرت فيرونيكا بندقية الصيد الخاصة بوالدها حتى تلتقط الصديقتان صورة سيلفي برفقتها. وعندما وضعتا السلاح الناري بينهما وتجهزتا للصورة، انطلق العيار الناري فجأة من البندقية وأصاب وجه بولينا. وعلى الفور تم نقلها إلى إحدى المستشفيات القريبة، وكانت في حالة صحية حرجة للغاية.
وأفادت التقارير الصحفية الأوكرانية، أن الرصاصة كانت قد أصابت بولينا يالنصف الأيسر من وجهها بالقرب من أنفها، وأنها تمكنت من سحق عظام الوجه لشدة الإصابة. وفور وصولها إلى المستشفى تم إدخالها إلى العناية المركزة وهي في حالة صحية خطيرة، وأخضعها الأطباء إلى عملية جراحية صعبة استمرت قرابة 7 ساعات متواصلة.
من جانبه، أوضح فاليري تساريوف، رئيس قسم العناية المركزة في المستشفى، أنه بعد جراحة معقدة استمرت لـ7 ساعات، استقرت حالة بولينا في الوقت الحاضر، ولكن يتوجب على الأطباء الآن أن يعيدوا بناء الأنف من نقطة الصفر تماماً، لأنه تضرر كثيراً. وأضاف تساريوف أنه يجب القيام بإجراء العديد من العمليات الجراحية التجميلية لبولينا، كما أن عليها الخضوع لفترة نقاهة طويلة حتى تُشفى.
أنطونينا غورديك، والدة المراهقة الأوكرانية صرحت لوسائل الإعلام المحلية قائلة: «لقد أصابتني حالة رعب كبيرة عندما رأيت ابنتي بهذا الشكل، لقد كان نصف وجهها مفقوداً، وكانت الرصاصة قد سحقت أنفها. لقد اضطر الأطباء إلى إزالة عينها اليسرى لأنها تضررت بشدة».
وتابعت الديلي ميل، أن بولينا الآن واعية وحالتها مستقرة، إلا أنها لا تستطيع الكلام على الإطلاق، وتتواصل مع الآخرين بالإيماءات أو هزّ رأسها فقط. وعلى الرغم من أنها عبرت للمحققين أن ما حصل معها كان مجرد حادثة غير مقصودة، لكن الشرطة الأوكرانية رفعت دعوى جنائية ضد فيرونيكا ووالديها، حيث صرحت آنا ماكسيمينكو، المتحدثة باسم الشرطة أنه تم رفع الدعوى جراء التسبب العرضي في ضرر جسدي جسيم لبولينا. وفي الوقت الحاضر، تحقق الشرطة فيما إذا كانت البندقية مسجلة ومخزنة بشكل صحيح. وإن ثبت عكس ذلك، قد تواجه فيرونيكا ووالديها السجن لخمس سنوات.