أثار فيلم وثائقي، عرضته القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني، حفيظة الناس، خاصة الآباء والأمهات، الذين أمطروا القناة بالرسائل النصية و«التغريدات» التي تهاجم هذا الفيلم، وتطالب بمنع عرضه، وتبدي استياءها من الرسائل التربوية السيئة التي يقدمها للمشاهدين.
هل يتشابه الأطفال مع الحيوانات؟
يحمل هذا الفيلم عنوان «كيف تدرب طفلك مثل الكلب؟» How To Train Your Baby Like A Dog، وتقوم بتقديمه الخبيرة في سلوكيات الحيوانات وفي علم النفس البشري (جو- روزي هافيندين)، التي خرجت على الناس بفكرة غريبة؛ تشجعهم فيها على اتباع الطرق المتعارف عليها في تعليم الكلاب، وتطبيقها حرفياً على الأطفال. وظهرت في الفيلم وهي تُدرب طفلة، تبلغ من العمر 14 شهراً، على كيفية أخذ وضع الجلوس بإشارة من المدربة، والجري للإمساك بالقرص الذي ترميه المدربة وإعادته إليها، كما دربتها على الإصغاء إلى بعض الكلمات التي عادة ما تُخاطب بها الكلاب، والتي تقترب من الأوامر، وعندما حان وقت الأكل؛ قدمت لها الطعام كنوع من المكافأة، كما يفعل بعض الناس مع الحيوانات، وفي وقت النوم تركتها في الغرفة وهي تبكي، وبعد نصف ساعة اختفى صوت البكاء ونامت الطفلة، وهنا تظهر المدربة وهي تخاطب مشاهدي هذا الفيلم، قائلة: «أنا لا أجد أي سبب يمنعنا من تطبيق تقنيات تعليم الكلاب على الأطفال!».
انتقادات وهجوم
أثار هذا الفيلم قلق الإعلام البريطاني، وكتبت صحيفة الغارديان The Guardian مقالاً رئيسياً، اتهمت فيه المدربة بتبني أساليب مثيرة للجدل، وباعثة على القلق، بل وصلت إلى وصفها بالمروعة، وانتقدت المدربة؛ لأنها تعتقد بأن الأطفال يشبهون الكلاب أكثر من البشر، وأنها تعاملهم على أنهم فئة خاصة، وهذا غير معقول ومثير للسخرية، ورأت الصحيفة أن هذه الأساليب والتقنيات التي تستخدمها المدربة مرفوضة ومؤلمة وغير إنسانية، بالرغم من الملاحظة التي أوردتها القناة الرابعة البريطانية في بداية ونهاية الفيلم، وأشارت فيها إلى الحصول على موافقة طبيب نفسي متخصص، وتأكيداته بأن هذه الأساليب لا تؤثر على نفسية الطفلة التي خضعت لهذا التدريب أمام أعين المشاهدين، كما أشارت الصحيفة إلى الغضب الذي أثاره الفيلم، والذي دفع الناس إلى جمع آلاف التواقيع التي ترفض هذه الطرق التربوية المزعجة، وغير الأخلاقية، التي يريدون تطبيقها على الأطفال
ردود فعل الناس
عارض أغلبية المشاهدين هذه الأساليب في التربية، مع وجود أقلية ساندت المدربة ودافعت عنها، وهذه بعض التغريدات التي نُشرت بعد عرض الفيلم :
# لقد شعرت بالغثيان وأنا أشاهد هذا الفيلم، كيف يمكن أن نترك طفلة عمرها 14 شهراً في الظلام وهي تبكي، وننتظر أن تنام وحدها؟ هذا مستحيل!! وإذا كان الوالدان يفضلان الراحة على حساب الطفل، فلماذا ينجبان إذن؟!
# أوقفوا هذا البرنامج القاسي وغير الأخلاقي.
# كلا.. لا يمكن أن يحدث ذلك، إن هذا الأمر خطير؛ لأن الأطفال ليسوا حيوانات.
# هنالك طرق أخرى لتعليم الأطفال.. هذا سلوك مرفوض .
# لا أجد مبرراً لهذا الغضب؛ لأن هذه المدربة لم تؤذِ الطفلة، ولم تعرضها للخطر، ولم تؤثر على نفسيتها.
# هذا سلوك غير إنساني، ولا يمكن الدفاع عنه .