بدأت القصة عندما عاش الإنسان الحديث، أو الإنسان العاقل في أفريقيا قبل 300 ألف عام، واستمرت باكتشاف النار قبل 125 ألف عام، وبعد ذلك اكتشاف الزراعة قبل 10 آلاف عام، ثمّ بدأت حضارتنا الإنسانية باكتشاف الكتابة قبل 5500 عام حتى وصلنا لعصر الإنترنت والأجهزة الذكية، ولكن رغم هذا كله ما يزال هناك شعوب تعيش حياة ما قبل التاريخ! هذه أبرز القبائل حول العالم التي ما تزال تعيش حياة بدائية والتي بعضها لم يكتشف النار بعد.
قبائل بدائية في عصر الإنترنت
قبيلة كورواي
في العام 1974، تم اكتشاف واحدة من أكثر القبائل بدائية حول العالم، إنها قبيلة «كورواي» التي يعيش أفرادها داخل بيوت فوق أشجار غابات «بابوا» في إندونيسيا. ما شكّل صدمة للجميع، أن شعوب هذه القبيلة التي لا يتجاوز عددها الـ3 آلاف شخص، هي من آخر قبائل آكلة لحوم البشر، بحسب ما نقله موقع «ساسة بوست» عن مؤسسة «سورفايفيل انترناشونال» أو مؤسسة البقاء الدولية.
شعب قبيلة «كورواي»، لا يأكلون لحوم البشر بهدف الغذاء والجوع، بل الأمر لديهم مرتبط بشعائر مقدسة، إذْ يعتقدون بأنها تطرد الأرواح الشريرة، وبأنهم يقتلون ويأكلون السحرة الذكور الذين يسمونهم «خـاخـوا»، كما أنهم يسمون أصحاب البشرة البيضاء «الأشباح» ويقتلونهم فور وصولهم حدود مناطقهم.
قبيلة سينتينل
خلال العام 1867، تحطمت سفينة تجارية هندية شمال جزيرة «سينتينل»، إحدى جزر «أندمان» الهندية الواقعة على خليج البنغال. تمكن طاقم السفينة البالغ 80 راكباً من الوصول إلى شاطئ الجزيرة بأمان، إلا أنهم تعرضوا لهجوم دموي من إحدى القبائل هناك، وحينها تمكن فقط القبطان من النجاة وحيداً بحياته والهرب من الجزيرة، وقال إنه رأى أشخاصاً متوحشين وعراة تماماً، يطلون أنوفهم باللون الأحمر ويحملون سهاماً بدائية الصنع. وحتى الآن ظل مصير الناجين من تحطم السفينة الهندية مجهولاً على متن الجزيرة.
كان هذا الشعب البدائي الذي لم يعرف الحضارة البشرية الحديثة هم قبيلة «سينتينل» المهدد نسلهم بالانتهاء بسبب الكوارث الطبيعية، ومحاولات غزوهم ودراستهم من قبل الإنسان المتحضر. عددهم غير معروف حيث يقدره العلماء من 50 إلى 400 شخص. تعرف هذه القبيلة بأنها من أكثر قبائل العالم عزلة، وأشار علماء الأنثروبولوجيا إلى أنهم حتى اليوم لم يكتشفوا الزراعة ولا يعرفون كيف يشعلون النار ويتحكمون بها، وهم يقاومون أي غزو من العالم الخارجي بعدائية كبيرة جداً.
القبائل الأمازونية
لا يمكن لأي أحد أن يتخيل مدى التنوع الطبيعي في غابات الأمازون في البرازيل، ولا يمكن لأحد أن يتصور كيف تتعامل القبائل البدائية التي تعيش فيها مع الطبيعة والكائنات الأخرى. تعتبر القبائل الأمازونية التي تعيش وسط هذه الأدغال الشاسعة والساحرة، من أكثر قبائل العالم بدائية وغرابة في معتقادتهم، فهم يعتقدون بأن كل نبتة وزهرة، طائر، حيوان وحشرة، روح وكيان قائم بحد ذاته ويجب عليهم احترامه وتقديره، حتى أنهم يستخدمون في طقوسهم المقدسة نوعاً من المخدرات يصنعونه من لحاء شجرة الـ«فيرولا» التي يعتقدون بأنها تمكنهم من التواصل مع الأرواح.
القبائل التي تعيش في غابات الأمازون كثيرة، حيث يقدر العلماء عددهم بأكثر من 3 آلاف قبيلة، إلا أن جميعها مهددة بالانتهاء بسبب الكثير من العوامل، من بينها المزارعون وعصابات المخدرات. وخلال السنوات القليلة الماضية، تم تصوير آخر فرد من إحدى هذه القبائل البدائية، كان يعيش بمفرده لأكثر من 20 عاماً، بعد أن قتل مُنتهكو الأراضي والمزارعون جميع أفراد قبيلته.
قبيلة نين برتبل
قبيلة «نين برتبل»، كانت تسمى القبيلة الضائعة، وهي من آخر شعوب السكان الأصليين لأستراليا والتي عاشت في صحراء «جيبسون» غرب البلاد، إلا أنها انتهت ولم يبقَ أيٌّ من أفرادها خلال العام 1984. وكانت قبيلة «نين برتبل» تعتبر إحدى الصور الحقيقية لما كانت عليها شعوب أستراليا الأصلية قبل وصول الاستعمار الأوروبي إليها والذي أباد معظم هذه الشعوب.
بعد أن تم اكتشاف هذه القبيلة البدائية، قرر من تبقى منها منتصف عقد الثمانينيات من القرن العشرين الماضي، وهم عائلة تتألف من زوجين و7 أبناء، 3 إناث و4 ذكور أن يتركوا حياتهم البدائية في الصحراء وعيش حياة المدينة الحضرية باسثناء فرد واحد من هذه العائلة يدعى «ياري ياري» الذي عاد إلى موطنه ليعيش هناك، ويعتقد الكثير من العلماء أنه لا يزال حتى يومنا هذا يعيش بمفرده في صحراء «جيبسون».