خلال أيّام تنطلق دورة برامج الخريف على الشاشات العربيّة، واللافت هذا العام، أنّ الشاشات اللبنانيّة تخلّت عن البرامج الفنيّة، لصالح البرامج الاجتماعية التي باتت تحتلّ الشاشة، حتى أنّ بعض الشاشات ستعرض أكثر من برنامج بنفس المحتوى.
فلا برامج حوارات فنيّة، والحوارات ستكون فقرة صغيرة ضمن برنامج منوّع، أمّا الاتّجاه فهو نحو برامج الهواة التي تعرضها مجموعة MBC، والتي باتت منافستها غاية لا تدركها الشاشات بسبب تكلفتها الإنتاجيّة العالية.
ذا فويس: سميرة سعيد تؤكد أن الألفة تجمع المدربين وراغب علامة لا يضمن هدنة مع أحلام
فعلي شاشة "الجديد" سيتنافس طوني خليفة ونيشان ومعهما ريما كركي في برامج اجتماعية تتضمّن نفس المضمون باتجاهات مختلفة.
طوني سيتناول البرامج الاجتماعية من خلال الإضاءة على قضايا وحوادث آنية، أما نيشان فسيضيء على قضايا اجتماعية من خلال ظواهر نافرة، بينما ستتناول ريما في برنامجها قضايا إنسانية.
وعلى شاشة MTV، سيقدّم جو معلوف برنامج "بالوكالة"، وهو برنامج اجتماعي جديد في تعاون مع المحطة التي يعود إليها بعد ست سنوات قضاها في محطة LBCI وقدّم خلالها اهم البرامج الاجتماعية وآخرها "هوا الحرية".
وكذلك ستقدّم غادة عيد برنامج "بدا ثورة"، بينما تستمر كلود أبي ناضر بتقديم تحقيق، وهو أيضاً يدور في فلك القضايا الاجتماعية.
أما LBCI التي خسرت جو معلوف، ومعه أهم برامجها الاجتماعية الذي كان يحقّق نسب مشاهدة مرتفعة مساء كل اثنين، فستكتفي ببرنامج "أحمر بالخط العريض" لمالك مكتبي، في حين أنّ خارطة برامجها لم تتّضح بعد.
واللافت ابتعاد المحطات عن البرامج الحوارية الفنية، إذ أنّ LBCI التي كانت رائدة البرامج الحوارية مع المخرج سيمون أسمر، كان آخر ما قدّمته في هذا الإطار برنامج "المتّهم" مع رجا نصر الدين ورودولف هلال، اللذين انتقلا إلى محطة MTV.
وبعدها بات الحوار الفني مقتصراً على برنامج "لهون وبس" مع هشام حداد، الذي يخصّص فقرتها مدّتها أقل من 20 دقيقة لمحاورة الضيف بطريقة غير تقليدية، كما تحاور كارلا حداد ضيوفها من خلال برنامج Fe Male بطريقة غير تقليديّة، بعيداً عن الحوارات الفنيّة.
راشد الماجد يوقع عقد انضمامه إلى شركة روتانا ويكشف لـ "سيدتي" عن مفاجآت مقبلة
أما على قناة "الجديد" فلا برامج فنيّة جديدة، وكذلك MTV التي ستنحصر المنوّعات بـ "منا وجر" القائم على النقد والجدل بين مقدميه، و"رقص النجوم" الذي سينطلق قريباً.
التخلّي عن البرامج الفنيّة بدا واضحاً في عاصمة السينما الاوروبية "كان" هذا الصيف، حيث يخصّص معرض لبيع وشراء البرامج العالمية، وكان اللافت هذا العام، أنّ الإقبال كان على البرامج ذات الطابع الاجتماعي، وأنّ برامج المنوّعات انحسرت إلى حدّها الأدنى كما لم يحصل منذ سنوات، وهو ما لاحظه مندوبو المحطّات العربيّة الذين يزورون المعرض، إذ أنّ الاتجاه العالمي لم يعد لبرامج الفن، بل للبرامج التي تحمل طابعاً اجتماعياً ولبرامج التوك شو والكوميديا.
ويبدو أنّ هذا الاتجاه يؤكّد أنّ الفنانين بالمجمل فقدوا عناصر الجذب بسبب تواجدهم المستمر على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنّ البرامج الاجتماعية زاد رصيدها بسبب المشاكل الاجتماعية التي تجتاح العالم، وتحتاج إلى منابر توصلها بطريقة بعيداً عن الشكل التقليدي الممل، والوعظي المنفر، والمستهلك على شاشاتنا التي حوّلت البرامج إلى أشبه بمنابر شكوى لا تقدّم أي حل أو حتى اقتراح حلول.
