هل الزواج يُطفئ أو يُقلِّل من نيران الحب؟..
إنه سؤال كبير، لا يمكن الإجابة عليه بالنفي أو الإثبات، لذلك دعونا نمر على بعض رؤوس البشر، من الخبراء والفلاسفة في هذا الشأن، ونستعرض ما قالوه، لعلهم يمنحوننا إشارة هنا، أو موافقة هناك..!
تقول الكتب والمصادر: إن بعض الصحفيين، سألوا نجمة «هوليوود» الساطعة «جين تيرني»: (هل تنوين حقاً الزواج من الأمير «علي خان»؟ ، فأجابت: كلا، لأنني أحبه جداً، ولا أريد أن أُبدِّد هذا الحب)..!
وقد قيل فيما مضى: إن الحب أعمى، وقيل: إنه بعينٍ واحدة، وقيل: إنه أحول، وقيل: إنه ضعيف البصر، يحتاج إلى نظارتين سميكتين.. كل هذا معروف ومشهور، ولكن غير المعروف، وغير المشهور، هو مثل ألماني يقول: (الحب أعمى، ولكن الزواج يعيد إليه البصر)..!
ويقال أيضاً: إن الحب والزواج -في الغالب- لا يجتمعان في غرفة واحدة، فإذا رأيتَ زواجاً بلا حُب، فاعلم أنه يوجد في الزاوية الأخرى، حب بلا زواج، وفي ذلك يقول الفيلسوف «فرانكلين»: (حيث يقيم زواج بغير حب، يقيم حب بغير زواج)..!
وقد نجد –أحياناً- مبالغة في التقليل من أهمية الحب عند المتزوجين، والمبالغة تستمر، لتصف الأزواج بأنهم دخلوا الحب وجربوه، قبل أن يبلغوا سن اليأس العاطفي، وقد بسَّط هذه الفكرة الفيلسوف «دوماس» فقال: (الزوج هو بقايا عاشق، قد تحطَّم)..
أكثر من ذلك، إذا أردتَ أن تحتفظ بحرارة العشق، إياك ثم إياك أن تتزوج، وهذه ليست من أقوالي غير المأثورة، وإنما هي نصيحة للأديب الساخر «أوسكار وايلد» يقول فيها: (ينبغي أن يكون المرء عاشقاً دائماً، لذلك لا ينبغي له أن يتزوج مطلقاً).
وقد أدلى العرب بدلوهم، وقالوا رأيهم في علاج الحب بالزواج، أو قتله، فقرروا أن الحب سيفسد إذا انتهى بالزواج، حيث كانت العرب تقول: (إذا نكح الحب فسد)..!
في النهاية أقول: يا قوم، في التراث العربي؛ هناك مَن يجزم بأن الزواج؛ هو الحل الأمثل لكل حبيبين، وهذا الرأي يتطابق مع الأثر القائل: (لم ير للمتحابين مثل النكاح)..!!