احتفلت السفارة السعودية في لبنان بـ اليوم الوطني السعودي التاسع والثمانين، حيث دعا السفير وليد بخاري عددًا كبيرًا من الشخصيات السياسية والاجتماعية والإعلامية والفنية، لحضور حفل الاستقبال الذي أقيم في المتحف الوطني في بيروت .
واستُهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني والسلام الملكي السعودي، وبعد ذلك ألقى السفير بخاري كلمةً ركز فيها على العلاقة المتينة والوثيقة بين البلدين، وقال : في هذا اليوم الأغرّ، وعلى عتباتِ المتحفِ الوطنيِّ رمزِ وَحدةِ الأشّقاءِ اللبنانيين بأطيافهم كافة، وحارسِ تاريخِ عيشِهُمُ المشترك، نستذكر معًا في مناسبةٍ عظيمةٍ هي يومُنا الوطنيُّ المجيد، قصّةَ ملحمتِهِ التاريخيةِ الخالدةِ في توحيدِ بلادي، تحت رايةٍ واحدةٍ بقيادةِ فارسِ الجزيرةِ العربيةِ الملكِ المؤسِّسِ المفغورِ له - بإذن اللهِ تعالى- الملكِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الرحمن آل سعود- طيّب الله ثراه- حيث استطاعَ مع قليلٍ من الرجالِ أن يجمعَ شتاتَ أمّة، ويلمْلِمَ أطرافَ وطن .
نقفُ اليومَ أيّها السادةُ على ماضي وطنٍ مجيدٍ وحاضرٍ مُشرقٍ، والذي تكامَلَ عَقْدُهُ في عهدِ سيّدي خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سَلْمان بْنِ عبدِ العزيز آل سعود - حفظهُ الله - عبْرِ رؤيةٍ ثاقبةٍ ومواقِفَ حازمةٍ تتعاملُ مع قضايا مصيريَّةٍ على الصُّعدِ المحليَّةِ والإقليميَّةِ والعالميَّة، والتي جعلت للمملكةِ مكانًا ومكانةً للرّيادةِ في محيطها العربيِّ والإسلاميِّ والدّولي...".
وتابع: "يطيبُ لِي أنْ أرفعَ أسمَى آياتِ التهنئةِ والتبريكِ، إلى مقامِ خادمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الملكِ سَلْمَانَ بْنِ عبد العزيزِ آل سعودِ - حَفِظَهُ اللهُ ورَعَاهُ-، وإلى صاحبِ السُّمُوِّ المَلَكِيِّ الأميرِ محمَّدٍ بْنِ سَلْمانَ بْنِ عبدِ العزيزِ آلِ سعودْ وَلِيِّ عَهْدِهِ الأمينِ ، وإلى الأُسْرَةِ المالكةِ الكريمةِ، وإلى الشعبِ السعوديِّ الأبيِّ الوفيّ، سائلًا المولى عزَّ وجلّ أن يحفظَ بلادي، ويُديمَ عليها نِعمةَ الأمنِ والأمانِ والاستقرار، وأن تبقى منيعةَ الجانبِ رافِلةً بالعزِّ مرفوعةَ الراية".
وأردف: "يأتي اليومُ الوطنيُّ للمملكةِ العربيةِ السعوديّةِ في ظلِّ تَطَوُّراتٍ استثنائيَّةٍ تشهدُها المنطقة، وفي ظلِّ تحدّياتٍ تواجهُ البُلدانَ العربيةَ ككل..
والمملكةُ تقع على رأسِ البلدانِ المستهدفةِ تعرَّضَتْ وتتعرّضُ لِمُسلسلٍ عْدوانيٍّ واضحِ الأهدافِ والنوايا...
كما أودُّ أن أؤكِّدَ لكم، بأنَّ الهجومَ الجبانَ الذي استهدفَ المنشآتِ النفطيَّةَ الحَيَوِيَّةَ ليس اعتداءً على المملكةِ فَحَسْب، بل يُعتبرُ اعتداءً على العالمِ أجمع، وذلك من خلالِ استهدافِ إمداداتِ الطاقةِ للأسواقِ الدَّوْليّةِ...
كما تُدين المملكةُ العربيةُ السعوديةُ هذا الاعتداءَ الجبان، والذي يهدِّدُ السِّلمَ والأمنَ الدَّوْليَّيْن، وتؤكِّدُ بدورها أنَّ الهدفَ من هذا الهجومِ موجَّهٌ بالدرجةِ الأولى لإمدادات الطاقةِ العالميَّةِ، وهو امتدادٌ للأعمالِ العُدوانيَّةِ السابقةِ التي تعرَّضتْ لها المملكةُ باستخدامِ أسلحةٍ إيرانيةِ المصدر"
وأضاف: "لقد تميَّزتِ العلاقاتُ السعوديةُ - اللّبنانيةُ على الدّوامِ، بمحطّاتٍ مُضيئةٍ ومواقفَ أخوِيّةٍ تُعبِّر عن المكانةِ المُميَّزةِ التي يحتلُّها لبنانُ الشقيقُ لدى قلبِ ووِجدانِ المملكةِ العربيةِ السعودية، الحريصةِ كلَّ الحرصِ على إحاطةِ جميعِ الإخوةِ اللّبنانيين، بأواصرِ المحبَّةِ، وحثِّهم على التكاتفِ وتغليبِ المصلحةِ اللُّبنانية العُليا والعيشِ المشتركِ على ما عداهُما من مصالح.
ولقد جسَّدتِ المملكةُ في تعاطيها الذي لا ينقطِعُ مع لبنانَ الحبيبِ، منذ نشأتِه، والذي شكَّلَ أنموذجًا فريدًا ومميَّزًا في تاريخِ العلاقاتِ العربيّة-العربية...
وتابع: "هذا الإرثُ العريقُ منَ العلاقاتِ المميّزةِ، يحملُنِي على تأكيدِ حِرصِ قيادةِ المملكةِ على لُبنَانَ وشعبهِ بفئاتهِ وطوائفهِ ومناطقهِ كافّة، وعلى أمنِ واستقرارِ هذا البلدِ الطيّبِ، وأهميةِ أنْ يستعيدَ تألّقَهُ ودوْرَهُ الفاعِلَ بين دولِ المنطقة.
وختم: "لا بدَّ لي أن أستذكرَ معكُم قَوْلَ الملكِ المؤسِّسِ المغفورِ له عبدِ العزيزِ بْنِ عبدِ الرحمنِ آل سعود طيَّبَ الله ثراه، حينَ أرْسَى أبرزَ مرتكزاتِ العلاقاتِ الثنائيَّةِ بينَ المملكةِ العربيّةِ السعوديةِ ولبنانَ، بقولهِ: " لبنانُ قِطعةٌ مِنّا وأنا أحمي اسْتقلالَه بنفسي، ولن أسمَحَ لأيَّةِ يدٍ أن تمتدَّ إليهِ بسوءٍ.وكلُّ عامٍ وأنتم بألف خير.
وفي ختام الحفل ألقى الشاعر طلال حيدر قصيدة بالمناسبة، وأضاءت الألعاب النارية سماء العاصمة اللبنانية احتفاءً بالمناسبة، على وقع رقصة العرضة السعودية .
حفل اليوم الوطني السعودي في بيروت
- أخبار
- سيدتي - نت
- 23 سبتمبر 2019