تفاوتت التعليقات حول الحلقة الأولى من برنامج "ذا فويس"، بين من اعتبر الانطلاقة قويّة وبين من وجدها أقلّ من الدعاية التي حظي بها البرنامج، والتي رفعت سقف التوقّعات، مع تواجد الزميلين اللدودين راغب علامة وأحلام في برنامج واحد، وما قد يثيرانه من أجواء "أكشن" ترفع من نسب المشاهدة، لجمهور ملّ برامج الهواة، ولم تعد تبهره حتى المواهب الجبّارة.
فبين أحلام وراغب مناوشات متّفق عليها سابقاً، هكذا ظهر في الحلقة الأولى التي انتهت باستخدام أحلام زر البلوك المستحدث لمنع زميلها من ضمّ موهبة إلى فريقه، ولم يعرف ما إذا كانت أحلام تستهدف الموهبة أم راغب نفسه، الذي حاول زكزتها خلال الحلقة، لكنّها لم تتجاوب معه.
جمع راغب وأحلام في البرنامج كان الهدف منه واضحاً، استعادة أجواء الحماس والإثارة في "أراب أيدول"، الذي تحوّل إلى جدّ أطاح راغب نفسه، فانحسب بعد أن توتّر الجو داخل الستوديو ولم يعد المزاج ملائماً للمشاركة في برنامج هواة.
متسابقة مغربية من "ذا فويس" تتفوّق على سعد المجرد
راغب وبعيداً عن مناكفته أحلام، بدا متمكّناً في كرسي المدرّب، بتعليقاته المدروسة، وجو المرح الذي يضيفه إلى البرنامج، واحتضانه للمواهب، وحضوره الجذّاب، إلا أنّ كل هذا لم يكن كافياً لجمهور ينتظر درجات أعلى من الإثارة في الحلقات المقبلة.
أحلام بدورها بدت واثقة بنفسها، وقد استعادت رشاقتها، وبدت أنيقة بزيّها الأحمر، معتدّة بنفسها، تتجاهل تعليقات زميلها ربما عن قصد، فالصمت أحياناً أبلغ من الرد، وردّها جاء على شكل "بلوك" في نهاية الحلقة.
المفاجأة كانت النجمة سميرة سعيد، هادئة، أنيقة، مبتسمة، لم تبذل أي جهد لخطف الأضواء لكنها خطفت الأضواء بامتياز بحضورها الآسر. حصدت إجماعاً على أنّها ستكون واحدة من أهم عناصر قوّة هذا الموسم، وبدا التناغم بينها وبين الفنان محمد حماقي واضحاً، رغم أنّهما في عملية توزيع الأدوار يلعبان دوراً واحداً، أضاف عليه حماقي هذا الموسم عنصر "الدون جوان" الذي يغري المشتركات بباقة زهور، ويفوز في أغلب الأحيان عندما يستدير وزملاؤه ليخطف موهبة تختاره دون سواه.
توزيع الأدوار متّفق عليه مسبقاً، كما في كل برامج الهواة، يعوّل على المدرّبين، وعلى موهبة خارقة قد تحدث ضجّة شبيهة بالضجة التي أحدثها محمد عساف في "أراب أيدول" قبل سنوات، لم يحدثها بعده أحد.
مستوى المواهب في الحلقة الأولى كان لافتاً، إلا أنّ اللافت أيضاً أن المشاهدين اعتادوا على الأصوات الجميلة، وبات إبهارهم مهمة صعبة، لا يرضيها سوى مسرحيات متّفق عليها مسبقاً بين المدرّبين، يفوز بها المدرّب الذي يحفظ دوره ويؤدّيه بعفوية وتلقائية لا يشعر معها المشاهد أنّه أمام خديعة.
انطلاقة موفّقة للبرنامج في حلقته الأولى، بانتظار حلقات أقوى لموسم ينتظره الجميع.