هل يصيح الديك «موريس» أم يتوقف عن الصياح؟ تلك هي المشكلة التي واجهت صاحبته السيدة «كورين فيسو» التي وجدت نفسها في أروقة المحاكم الفرنسية للدفاع عن حق ديكها في ممارسة طقسه الصباحي. القضية لم تقف عند هذا الحد، لأنها انطلقت من هذه البلدة الريفية لتصل إلى وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية وتأخذ أبعاداً أخرى تتعلق بالتوترات المستمرة بين أهل الريف الفرنسي الأصليين والآخرين الزاحفين من المدن. فكيف جرت الأمور في هذه القضية التي صارت حديث الناس والإعلام؟
محنة الديك موريس
«موريس»، ديك فرنسي بريش أحمر يعيش في بيت صاحبته في مدينة ريفية صغيرة سعيداً ببيئته، يصيح متى يشاء ويسكت متى يشاء، إلى أن اشترى رجل متقاعد يدعى «جان لوي بيرون» بيتاً بجوار بيت صاحبة الديك، ليبدأ النزاع بينه وبين صاحبة الديك الذي استمر لمدة سنتين حاول خلالها الجار إبعاد الديك من الباحة الخلفية، فقامت صاحبته بتغطية الحظيرة بالورق الأسود كي لا ينتبه الديك لطلوع الفجر ويظن أن الليل ما يزال يخيم على المكان، ولكن هذه الطريقة لم تنفع حتى وصلت القضية إلى المحكمة.
أنقذوا موريس واتركوه يغني!
لم تجد صاحبة الديك حلاً إلا في عرض مشكلتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبسرعة قياسية تطوع آلاف الناس لقيادة حملة «أنقذوا موريس» و«أنا موريس» وجمعوا مئات الآلاف من التواقيع في هذا الشأن، فيما قام فريق آخر بطبع قمصان مرسوم عليها ديك ومكتوب عليها «اتركوني أغني» وأرسل عمدة إحدى القرى خطاباً مفتوحاً غاضباً يدافع فيه عن ملامح الريف الفرنسي، ومنها أصوات الديكة والأبقار والخراف ونهيق الحمير، وطالب بإدراجها في قائمة التراث الفرنسي! فالريف لا بد أن يبقى ريفاً وعلى الزاحفين إليه من المدن أن يقبلوا بتقاليد الناس المحلية، وأن يعرفوا بأن الديك هو رمز كبير لفرنسا، فكيف يريدون إسكاته؟ وقد حصلت الحملات على رسائل دعم ومساندة من كل أنحاء العالم..
موريس يصيح بقوة القانون
وأخيراً، حكمت المحكمة لصالح الديك وحقه في مواصلة الصياح متى يشاء، ورفضت الدعوى التي تقدم بها الجار وزوجته بسبب عدم قدرتهما على إثبات وجود مصدر إزعاج حقيقي وأمرتهما بدفع 1000 يورو كتعويض لصاحبة الديك. ولم يصرح الزوجان بعد ذلك إن كانا عازمين على الاستئناف والطعن في الحكم أم لا.
كادر بالأرقام
• في عام 1995 تقدم زوجان فرنسيان بدعوى للمحكمة يشتكيان فيها من إزعاج الدجاج ونقنقته المتواصلة في بيت الجيران، لكن القاضي رفض الدعوى وأشار مازحاً إلى كون الدجاج ليس ذكياً ما فيه الكفاية كي يتعلم متى يصدر أصواتاً ومتى يصمت، وأن السيرك الصيني نفسه غير قادر على تدريبه على ذلك.
• في عام 2018 قدم جيران في قرية في جنوب فرنسا شكوى في المحكمة ضد امرأة تربي أعداداً كبيرة من طيور الإوز التي ترفرف بأجنحتها وتحدث أصوتاً مزعجة، لكن القضية لم تحسم للآن بانتظار الحكم في نوفمبر من هذا العام.