الاستياء الشعبي الذي عمّ مختلف الأوساط المصرية زاد من سرعة إجراءات التحقيق والمحاكمة بصورة عاجلة لامتصاص غضب الناس المتعاطفين مع الطفلة الصغيرة جنة «5 سنوات» التي قتلت تعذيباَ على أيدي جدتها التي وصفها الآلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالمتوحشة، وطالبوا بأقصى عقوبة لها، وهي الإعدام، عله يردع آخرين يعذبون صغارهم سراً وراء الجدران الصامتة مثلها.
وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بإصدار حكم الإعدام ضد خال وجدة الطفلة «جنة» التي توفيت أول أمس السبت، بالمستشفى الدولي بالمنصورة.
ودشن رواد موقع التدوين المصغر «تويتر» هاشتاغ بعنوان «الإعدام لخال وجدة الطفلة جنة»، وحصل الهاشتاغ على المركز الرابع ضمن قائمة التريندات الأكثر تداولاً في مصر، حسب موقع «مصر العربية».
وذكر بيان لمكتب النائب العام أن التحقيقات كشفت عن انفصال والدي الطفلة وشقيقتها أماني وأن جدتهما لأمهما هي من تتولى حضانتهما لفقدان والدتهما الإبصار.
وكشفت التحقيقات وسماع أقوال «الشهود» حقيقة دأب الجدة التعدي على الطفلتين «جنة» و«أماني» بالضرب والحرق.
كما أكدت تقارير الطب الشرعي إصابة الطفلة جنة بحروق من الدرجات الثلاث بالظهر ومناطق عفتها وكدمات نتيجة تقييدها بقوة وأن تلك الإصابات جرت على فترات زمنية متباعدة ما يؤكد الاعتياد والتكرار بقصد التعذيب وأن وفاتها تعزى لتلك الإصابات ومضاعفاتها.
بينما ثبت للأطباء الشرعيين إصابة شقيقتها بحروق نارية من الدرجتين الأولى والثانية بمواضع عفتها وكدمات بأنحاء مختلفة من جسدها نتيجة ضربها بمواد صلبة واعترفت الجدة بضربهما وحرقهما باستخدام أدوات صلبة بزعم تربيتهما.
وأمرت النيابة بإيداع الطفلة أماني بدار رعاية اجتماعية بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي لتوفير بيئة ملائمة لها من النواحي الصحية والنفسية.
وأوضح البيان عدم صحة ما أثير بشأن تعرض الطفلتين لأي اعتداء جنسي حيث أكدت تقارير الطب الشرعي خلو جسد الطفلتين من أي اعتداءات جنسية.
وأكد المحامي أشرف عبدالوهاب صحة البيان، وهو محامي أسرة الطفلة جنة ضحية التعذيب على يد جدتها، وقال المحامي عبدالوهاب: إن تقرير الطب الشرعي، وتقرير لجنة نسائية، يؤكد أن الطفلة جنة وشقيقتها لم يتم اغتصابهما، أو هتك عرضهما كما أشيع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد الباز، مقدم برنامج «90 دقيقة» على قناة «المحور»، أن النيابة انتهت من التحقيق مع الطفلة أماني، ومواجهتها بتقرير الطب الشرعي مناشداً، المحامي العام لنيابات المنصورة، والنائب العام المستشار حمادة صدقي، باستخدام روح القانون في حالة الطفلة أماني، وتسليمها لوالدها محمد سمير، وجدتها «أم هاشم» والدة والدها، مؤكدًا على العلاقة التي تربطها بهم.
وتابع « المحامي أشرف عبدالوهاب»، أن دور الرعاية لن تكون رحيمة بالطفلة أماني، مؤكدًا أن الطفلة تعرضت لتعذيب شاق لمدة 10 شهور، وفي حاجة لاحتضان والدها لها.
ونشرت صحيفة «اليوم السابع» المصرية الكتاب الرسمي الذي طالبت فيه جدتها لأبيها، حضانة حفيدتها بدلاً من بقائها في دار رعاية حكومية.
وبعد إثبات الطب الشرعي عذرية الطفلتين وعدم وقوع أي اعتداء جنسي عليهما، تم إخلاء سبيل والدتهما «أسماء»، وأخوالهن، وجدهما من أمهما، واستمر احتجاز الجدة وتحويلها لمحاكمة عاجلة بتهمة التعذيب المفضي للوفاة.
وكان قد أعلن وكيل وزارة الصحة بالدقهلية الدكتور «سعد مكي» عن وفاة الطفلة «جنة محمد سمير حافظ» ضحية تعذيب جدتها عقاباً على تبولها اللاإرادي بعد خضوعها لبتر في ساقها اليسرى.
وأشار التقرير أن الطفلة قد توفيت نتيجة توقف عضلة القلب وخضعت لمحاولات الإنعاش ولكن دون جدوى، وتم التصريح بدفن الطفلة جنة وتشيع جنازة مهيبة للطفلة وسط حزن كبير.
ولم يحضر والد الطفلة جنة تشيع جنازتها لتواجده مع شقيقتها الكبيرة «أماني-6 سنوات» في النيابة العامة أثناء التحقيقات معها وجدتها ولم يتمكن من تشيع جنازة ابنته الصغرى «جنة».