لا يتخلى قصور ومنازل الملوك والرؤساء عن أساليب الحماية من التسمم والاغتيال من قبل أعدائهم المتربصين بهم، وأقدم ملكية في العالم، الملكية البريطانية تتبع حيلاً خاصة وبسيطة لحماية ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية من التسمم، يقوم بها طاقم قصرها الخاص المشرف على طعامها وشرابها.
تعد المآدب الرسمية للعائلة الملكية في بريطانيا مناسبات ضخمة، يقضي المضيفون وطاقم عملهم فيها شهوراً، من أجل التخطيط لكل تفصيلة صغيرة.
ويُنظر بدقة في قائمة الضيوف، وقائمة الطعام، والزخارف، والخطابات المُلقاة، للتأكد أن كل شيء سيسير بشكل مثالي.
أكبر تحد يواجهه طاقم الملكة حمايتها من التسمم
وكما هو متوقع للمناسبات التي يحضرها بعض أكثر الأشخاص نفوذاً في العالم، منهم رؤساء الدول، ورؤساء الوزراء، وأفراد العائلات الملكية، يُعد الأمن تحدياً لوجيستياً هائلاً.
وعلى مر السنوات، توصل طاقم العمل إلى عدد من الحيل الصغيرة، لضمان أن تظل الملكة في أمان خلال ولائم العشاء؛ منها خدعة تضمن ألا يضع أحدٌ السم في طعامها بالمطبخ، وفقاً لما ذكرته صحيفة «ذا ديلي ميرور» البريطانية، و«عربي بوست» يوم الاثنين 30 سبتمبر 2019.
وفي برنامج القناة الخامسة المعروف بـ«Secrets of the Royal Kitchens» «أسرار المطبخ الملكي»، كشفت المراسلة الملكية إيميلي أندروز عن أحد الأسرار، قائلة: «بعد أن يوضع الطعام في الأطباق، يختار واحد من الخدم عشوائياً أي الأطباق يُقدَّم إلى جلالتها».
وأضافت: «وهكذا إذا أراد أحد أن يُسمم الملكة، فسيكون عليه أن يُسمم الجَمع بأكمله».
لكن روتين الملكة المسائي يكون مختلفاً كل الاختلاف في الأوقات التي لا تستضيف فيها شخصيات مهمة من حول العالم.
وخلال البرنامج، أوضحت كاتبة السير الذاتية الملكية، ليدي كولين كامبل، أن أذواق الملكة اليومية أكثر تواضعاً للغاية، حيث تملك الملكة أن تختار من بين غرف الطعام المترفة، لكنها بدلاً من ذلك تتناول وجبتها في غرفة معيشتها الخاصة المريحة.
ومثل كثير من رعاياها، لا تستمتع الملكة بشيء أكثر من مشاهدة التلفاز أثناء العشاء، وبحسب ليدي كامبل «تتناول الملكة العشاء في صينية وهي تنظر إلى التلفاز»، وتضيف «هي تحب ذلك. فهو أمر حميمي ودافئ ومريح».
وأضافت أن الملكة تملك فريقاً من الطهاة يضعون قائمة من اختيارات الطعام كل بضعة أيام، وتُقدَّم لها هذه القائمة بعد ذلك لتختار منها.
ويقول الطاهي الملكي السابق، دارين مكغريدي: «يضع الطاهي قائمة طعام لثلاثة أيام تالية، ويمنحنا ذلك وقتاً كافياً للحصول على المنتجات وتحضيرها»، ويضيف: «عندما تذهب القائمة إلى الملكة، تضع خطاً على الأطباق التي تريدها».
وقبل أن تجلس الملكة لتناول وجبة العشاء، تستمتع باحتساء شراب الجين والديبونيه المفضَّلَين لديها، في السابعة مساءً.
وفي حين قد لا تطهو الملكة طعامها الخاص، تراقب بحرص ما يُقدَّم في البلاط الملكي، إذ يقول مكغريدي: «تراقب الملكة الطعام كله. يُحضر الطاهي قائمة تكفي ثلاثة أيام، وهو ما يعطينا وقتاً كافياً لتحضيره، وتُعطى هذه القائمة لجلالتها».