سرية البيانات الطبية يحميها القانون في كل البلدان، ولا يحق لأحد تحت أي ظرف التصرف بها والاستفادة منها وتسريبها عبر وسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية، وعندما أقدم رجل أمريكي على فعلته المشينة بتسريب بيانات مصابين بالإيدز في سنغافورة لم يفلته قانون بلده من العقاب، وحكم عليه بالسجن سنتين، فكيف حصل على البيانات ولماذا سربها؟
أودع أمريكي سرّب معلومات سرية تخصّ آلاف الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في «سنغافورة»، معظمهم من الأجانب، السجن في الولايات المتحدة حيث سيبقى لمدة سنتين.
ودانت محكمة كنتاكي، في حزيران الماضي، ميكي فاريرا بروتشيز بتهمة محاولة ابتزاز الحكومة السنغافورية باستخدام البيانات المسروقة.
فقد حصل هذا الأمريكي البالغ من العمر 34 عاماً على البيانات من شريكه لير تيك سيانج، وهو طبيب سنغافوري ساعده أيضاً في إخفاء إصابته بفيروس نقص المناعة البشرية، للحصول على تصريح عمل في هذه المدينة، فأرسل عينة من دمه هو لاختبار فحص الإيدز على أنها لميكي فاريرا، وتم إيقافه عن العمل لمساعدته شريكه الأميركي في الحصول على البيانات، وباستغلال مهنته الطبية لتحقيق مصالح شخصية وأرباح مادية، وحكم عليه بالسجن سنتين هو الآخر، لكنه استأنف الحكم ضده، وبعد إيقافه عن العمل، استقال لير تيك سيانج من العمل في وزارة الصحة لانتهاء مستقبله فيها بعد فضائح له بالغش والتكسب والكذب وحقن المدمنين بالمخدرات غير المشروعة.
وتضمّنت تلك البيانات التي نشرت على الإنترنت معلومات بما فيها أسماء وعناوين 14200 شخص شخصوا بإصابتهم بالفيروس.
وتسبّبت عملية التسريب هذه في إثارة القلق بين المصابين بالفيروس الذين يشتكون منذ فترة طويلة من مواجهتهم الإجحاف في سنغافورة المحافظة اجتماعياً.
وحكم على بروتشيز بالسجن 24 شهراً في سجن فيدرالي، يوم الجمعة الماضي، وفق ما جاء في بيان لمكتب المدعي العام الأميركي في مقاطعة كنتاكي، كما أنّه سيخضع للمراقبة القضائية لمدة ثلاث سنوات بعد إطلاق سراحه.
وأضاف البيان أنّ البيانات طالت أكثر من 50 مواطناً أمريكيًّا، حسب وسائل الاعلام الأمريكية و«رابلر».
وقال المدعي العام روبرت م. دانكن جونيور: «كان سلوك المدعى عليه خطيراً إذ أثّر على آلاف الأشخاص في أنحاء العالم».
وكان قد سجن الأمريكي ميكي فاريرا بروتشيز عام 2016 في سنغافورة بتهمة تزييف فحص اختبار الإيدز والكذب حول حالته الصحية والاحتيال والتجارة بالمخدرات، وتم ترحيله إلى الولايات المتحدة عام 2018، وبعد انكشاف فضيحة تسريب بيانات 14200 مصاب بالإيدز عمداً، تم اعتقاله مجدداً في الولايات المتحدة.
وكانت طريقته للحصول على بيانات المصابين بالإيدز دون أن يعرف أحد، هي بإرسالها إلى والدته المقيمة في كانتاكي، ثم الحصول عليها عند عودته للولايات المتحدة، وهذا ما حصل فعلاً، وقام بتسريب البيانات، دون أن يبالي بما سيحصل للآلاف الذين نشرت بياناتهم على الإنترنت، لكن أمره انكشف بعد انتشار أخبار التسريبات.
ولم يكن يسمح للأجانب المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لسنوات بالدخول إلى سنغافورة.
لكن في العام 2015، بدأت السلطات السماح للأجانب المصابين بالفيروس بالقيام بزيارات قصيرة إلّا أنّه ما زال يتوجب على الباحثين عن فرص عمل في سنغافورة الخضوع لاختبار فيروس الإيدز، وتفعل معظم دول العالم ذلك، وبعضها يقوم بإعطاء الزائر مهلة قصيرة لتصويب أوضاعه ومغادرة البلد.