في الماضي كانت صلة الجوار أهم من بعض مصادر الضوضاء التي تصدر من بعضهم وتزعج بعضهم الآخر، وكان الحوار طريقة التفاهم الوحيدة، ويتحملون بعضهم أكثر، ولا يضطر أحدهم للجوء إلى القانون، لكن الأمر اختلف هذه الأيام في فرنسا، وأصبحت الراحة هي الأكثر أولوية على استمرار صلة الجوار بين الناس، لهذا تخضع مسنة فرنسية للمحاكمة، والسبب: إزعاج بطها للجيران بصورة لا تحتمل. فكيف دافعت عن نفسها وعن حقها بتربية البط؟
وأثارت القضية حسب وصف وسائل الإعلام اهتمام الفرنسيين المعروفين بروح الدعابة والمرح، وحبهم الزائد للهدوء في أماكن إقامتهم.
ومثلت مالكة طيور بط يتهمها الجيران بإصدار قوقأة مزعجة في سوستون في جنوب غرب فرنسا، أمام المحكمة في داكس التي ستصدر قرارها في 19 نوفمبر.
وكانت مالكة هذه الحيوانات، دومينيك دوت، قد مثلت في سبتمبر الماضي أمام المحكمة بعدما تقدم جيران بدعوى قضائية بسبب انزعاجهم من صوت الطيور، غير أن الجلسة أرجئت إلى أكتوبر الحالي، وفق موقع «العرب».
وتتواجه في النزاع دوت (67 عاماً) التي تربي على سبيل الهواية منذ 36 عاماً طيور بط وإوز، مع زوجين اشتريا المنزل المجاور لها قبل سنة تقريباً.
وقالت آن كلير ريميه محامية الجيران «تربية (هذه الطيور) تتسبب في أصوات مزعجة جداً».
واستندت إلى مقاسات أجراها خبير في الأصوات أظهرت أن الضجيج الصادر عن حوالي خمسين طيراً يمنع موكليها من الاستمتاع بشرفة منزلهما أو بالحديقة.
وأضافت المحامية «هما مضطران إلى إغلاق النوافذ ليلاً حتى في عز الصيف». وطلبت من المحكمة الحكم على مربية الطيور بوقف هذا الإزعاج مع فرض غرامة قدرها 150 يورو لكل يوم تتأخر فيه عن تنفيذ الحكم، فضلاً عن دفع عطل وضرر قيمته 3500 يورو لتغطية كلفة الإجراءات القضائية.
لكن محامي مربية الطيور، فيليب لالان، اعتبر أن الزوجين عندما اشتريا المنزل الجديد كانا على علم بمحيطه خصوصاً أنهما كانا يقيمان على مسافة 15 كيلومتراً فقط. وقال: «ثمة بحيرة تمتد على 42 هكتاراً ومحمية طبيعية. إنها منطقة لتكاثر البط والإوز ولتمضية فصل الشتاء، نحن في جنة البط».