S. O. S أو «أنقذوا أرواحنا» هو رمز عالمي متعارف عليه في مختلف أرجاء المعمورة، يعني طلب مجموعة من البشر للنجدة الفورية. استخدم منذ القدم بوسائل بدائية مختلفة، كانت تواكب العصر آنذاك.
SOS بطرق قديمة
قديماً اعتاد البشر على استخدام سحب الدخان والطبول وآلات النفخ البدائية للتنبيه عن حالات الخطر. ومع انتشار التجارة العالمية وحركة الاكتشافات الاستعمارية، كان البحارة يستخدمون الأعلام الحمراء فوق سرايا السفن لجذب انتباه السفن القريبة لإنقاذهم من الغرق، ومنذ اختراع التليجراف اللاسلكي واستخدام موجات الراديو القصيرة والمتوسطة في إرسال واستلام الرسائل في السفن التجارية والحربية أواخر القرن التاسع عشر.
تطور الـ SOS
وفي بدايات القرن العشرين، استخدم البحارة «إس أو إس» في حالات غرق السفن في عرض البحر بنطاق واسع، وانتشر بعد ذلك طبقاً لاتفاقات دولية ليستخدمه أي شخص أو جماعة من البشر تتعرض حياتهم لخطر محدق في أي منطقة بالعالم سواء في البر أو البحر.
ومع انتشار التجارة الدولية وحركة السفن المتواصلة في بحار ومحيطات الكرة الأرضية دعت الحاجة دول العالم بلغاتها المختلفة إلى اتخاذ رمز دولي للتعبير عن خطر محدق أو كارثة تهدد أرواح راكبي السفن وطواقمها، ومع انتشار أجهزة التليجراف اللاسلكي لشركة «ماركوني» عملاق الاتصالات السلكية واللاسلكية مع بدايات القرن العشرين واستخدامها لشفرة «موريس» في نقل المعلومات والبيانات من السفن إلى الموانئ المختلفة، فكان طلب الإنقاذ يختلف من لغة لأخرى، فضلاً عن كونه طويلاً نسبياً حيث كان مكوناً من ثلاث كلمات وتزيد حروفه عن عشرة أحرف، فتم التوقيع بين دول العالم المختلفة على الاتفاقية الراديوتلجراف الدولية في الثالث من نوفمبر عام 1905 واعتماد استخدامها دولياً فى الأول من يونيو لعام 1908.
وإلى اليوم ما زال العالم يستخدم ذلك الرمز البسيط، ويتعلمه الأطفال حول العالم، سواء في المدارس أو معسكرات الكشافة، لاستخدامه وقت الحاجة.