خلال عقود من الزمن، ترشح مئات المبدعين، القادة والسياسيين، دعاة وصناع السلام والأدب والفن لجائزة نوبل للسلام، لكن.. ترى من أغرب الأشخاص الذين رشحوا لهذه الجائزة ولم تقتنع لجنة نوبل بهم واستبعدتهم؟ تعرفي إليهم وإلى أسباب ترشيحهم المختلفة والغريبة.
شروط الترشح لنوبل
شهد تاريخ جائزة نوبل للسلام ترشيح شخصيات مثيرة للجدل، مثل «أدولف هتلر» وملك البوب «مايكل جاكسون»، ما يدل على أنه من السهل جداً اقتراح أسماء لهذه الجائزة، لكنه من الصعب جداً الفوز بها، فلجنة نوبل تقبل كل الاقتراحات، شرط أن تقدم قبل 31 يناير/كانون الثاني، لكن في الوقت الذي يمكن فيه تسمية أي شخص على قيد الحياة، لا يمكن لأي شخص تقديم ترشيح.
تشمل قائمة المرشحين اقتراح أسماء البرلمانيين، الوزراء من حول العالم، الفائزين السابقين بالجائزة، بعض الأساتذة الجامعيين، الأعضاء الحاليين والسابقين في اللجنة. وبمجرد إغلاق باب الترشيحات، تصمد فقط حفنة من الأسماء تشكّل قائمة قصيرة لتراجعها اللجنة ومستشاروها، وهذا ما يوضحه الأمين العام للجنة «غير لوندستاد» قائلاً: «هناك كثر يحق لهم ترشيح أشخاص وهو ليس أمراً معقداً».
ترشيح هتلر ليس تقديراً وإنما سخرية!
شهد 1939، قبل 8 أشهر من اجتياح ألمانيا لبولندا، قيام النائب الديمقراطي الإشتراكي السويدي «إريك براندت» ببعث رسالة إلى اللجنة النرويجية المسؤولة عن منح جوائز نوبل، جاء فيها أنه يقترح اسم «أدولف هتلر» للفوز بجائزة السلام. ومدح «براندت» في هذه الرسالة أيضاً، زعيم الرايخ الثالث، لما وصفه بـ«حبه المتوهج للسلام»، ووصفه أيضاً بأنه «أمير السلام على الأرض».
لكن «براندت» شرح لاحقاً أن هدفه من تسمية «هتلر» كان السخرية واحتجاجاً على ترشيح رئيس الوزراء البريطاني «نيفيل تشامبرلين»، لرعايته اتفاق ميونيخ في 1938 الذي تم التنازل بموجبه عن جزء من تشيكوسلوفاكيا لألمانيا.
وفي نهاية المطاف، سحب «براندت» هذا الترشيح، لكن «هتلر» لا يزال يعد واحداً من بين المرشحين لجائزة نوبل للسلام في أرشيف اللجنة. ونقلت وكالة «الأنباء الفرنسية» عن المؤرخ «أسليه سفين» قوله: «يظهر التاريخ مدى خطورة استخدام السخرية في مناخ سياسي ساخن».
سبب ترشيح بينيتو موسوليني لجائزة نوبل
وفي 1935، رشح أكاديميون ألمان وفرنسيون الإيطالي «بينيتو موسوليني» لجائزة نوبل السلام على سبيل السخرية، قبل شهر فقط من غزو بلاده لإثيوبيا.
ترشيح ستالين مرتين لنوبل
وعلى مدار العقدين الماضيين، ارتفع عدد المرشحين، وأصبح يتجاوز اليوم 300 شخص، لذلك ليس من المستغرب أن تظهر بعض الأسماء «الغريبة». كواحد من المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، رشّح الزعيم الروسي «جوزيف ستالين» مرتين في 1945 و1948، وبالطبع لم يفز.
وقال المؤرخ «لوندستاد»، الأمين العام السابق للّجنة: «لم يعد هتلر ولا ستالين ولا موسوليني مرشّحين جديين لجائزة نوبل السلام»، وأضاف: «لكن أكثر ما يفاجئني هو أن الكثير من الديكتاتوريين من حول العالم رفضوا ترشيحهم».
ترشيح الفيفا
تبقى قائمة المرشحين سرية لمدة 50 عاماً على الأقل، لكن يمكن للراعي أن يعلن اختياره، ففي 2001 رشح الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لهذه الجائزة.
وبرر النائب السويدي، الذي كان وراء هذا الترشيح، بأن الرياضة لديها القدرة على خلق تواصل عالمي إيجابي، والمساهمة في عالم أكثر سلاماً، لكنه لم يكن الأول الذي يفكر بهذه الطريقة، ففي 1956، رشح «جول ريمي» الذي أنشأ مسابقة كأس العالم في كرة القدم لهذه الجائزة أيضاً، وفق الصحفي «أنطوان جايكوب»، مؤلف كتاب «تاريخ جائزة نوبل».
وفي 1998، وجد «مايكل جاكسون» نفسه مرشحاً لجائزة نوبل السلام، ولكن رغم أن مزاعم التحرش الجنسي بالأطفال لم تكن قد ظهرت إلى الواجهة، لم تقنع اللجنة آنذاك رسالة «ملك البوب» التي مفادها «شفاء العالم».
وأوضح «لوندستاد» أن البرلمانيين الرومانيين الذين رشّحوا مايكل جاكسون أخذوا الأمر على محمل الجد، لكن اللجنة لم تقتنع به. وفي 2001، قال «لوندستاد» إنه لم يكن مستحيلاً أن يحصل فنانون أطراف في قضايا معينة ذات يوم على الجائزة، وأشار إلى أن أسماء الفنانين دائماً ما كانت ترد إلى اللجنة، لكن هذا الأمر أصبح اليوم أكثر شيوعاً.
من مرشحي هذا العام لجائزة نوبل
من المرشحين هذه السنة لجائزة نوبل السلام التي أعلن عنها في 11 أكتوبر/تشرين الأول، الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، والناشطة السويدية «جريتا ثونبرج».
وشدد «لوندستاد» على أنه يجب عدم الإكثار من الحماسة لترشيح شخص معين، موضحاً: «من السهل جداً الحصول على ترشيح، لكنه من الصعب جداً الفوز بالجائزة».
الفائز بجائزة نوبل للسلام 2019
فاز رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، بجائزة نوبل للسلام لعام 2019. وقد منحت الأكاديمية السويدية جائزة السلام لهذا العام لرئيس الوزراء آبي بسبب "جهوده في تحقيق السلام والتعاون الدولي".
وتوصلت إثيوبيا، العام الماضي، إلى اتفاق تاريخي مع إريتريا ينهي 20 عاما الخلاف عقب الحرب الحدودية بين البلدين من 1998 إلى 2000.
ويفوز آبي بجائزة نوبل للسلام رقم مئة، وسيستلم الجائزة في أوسلو في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.