أثار مقطع فيديو مصور أقل ما يمكن وصفه بأنه مرعب، الكثير من الجدل والتعليقات على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، في المكسيك. حيث يظهر في الفيديو مزارع مكسيكي غاضب للغاية، ربط أحد المسؤولين رفيعي المستوى في مدينته بشاحنته الصغيرة، وجره خلفه لعدة شوارع كنوع من العقاب؛ لأنه اعتبر هذا المسؤول كاذباً وفاسداً.
وفقاً لما ذكرته وكالة فرانس برس الإخبارية عن عدد من المسؤولين المكسيكيين في المدينة، فإن عشرات المزارعين الغاضبين كانوا قد اقتحموا بلدية لاس مارغاريتاس الواقعة جنوب البلاد، وكانوا يحملون الهروات والأسلحة البيضاء وقاموا باعتقال رئيس البلدية، وعملوا على ربطه بشاحنة صغيرة يمتلكها أحدهم، الذي بدوره قام بجرّ رئيس البلدية المربوط وسحله خلفه لعدة شوارع، يوم الثلاثاء الماضي 8 أكتوبر.
وأشار المسؤولون المكسيكيون، إلى أن ما يقارب الـ60 مزارعاً غاضباً وصلوا إلى مقر البلدية على متن 3 شاحنات صغيرة حاملين أسلحتهم وهرواتهم، وقاموا باختطاف خورخي لويس إسكاندي، رئيس البلدية في ولاية تشياباس الجنوبية، وسحلوه لعشرات الأمتار في شوارع المدينة بسبب قطعه وعوداً كاذبة للسكان ببناء طرق جديدة وصيانة القديمة، ولم يقم بالإيفاء بأي من هذه الوعود.
إضافة إلى مطالبتهم بالمزيد من الموارد الحكومية عقب قرار رئاسي جديد يفيد بتقديم مساعدة حكومية على شكل دفعات نقدية للمستفيدين منها، في إطار مكافحة الفساد عبر تجنب مرور الأموال عبر وسطاء بيروقراطيين.
وعقب سحل خورخي لعشرات الأمتار في شوارع لاس مارغاريتاس، تدخل رجال الشرطة وعدد من الموظفين لإيقاف ما يحدث، وتمكنوا أخيراً من تحرير رئيس البلدية، الذي لم يصب إلا بعدد من الجروح غير الخطيرة.
وقام فيما بعد باتهام المزارعين بمحاولة خطفه للحصول على المال، وعلّق إسكاندي على الحادثة قائلاً: «لقد قاموا بحملي وتقييد قدمي وسحبي من مكتبي إلى الشارع».
وذكرت وسائل الإعلام المحلية، أنه تم توقيف 11 شخصاً من المشاركين في سحل رئيس البلدية، وأن هنالك 10 آخرين أصيبوا بجروح.
ومن الجدير بالذكر، أن ما حدث في مدينة لاس مارغريتاس، ليس الواقعة الأولى من نوعها في المكسيك؛ إذ إنه سبق وأن تعرض العديد من المسؤولين السياسيين ورؤساء البلديات لحوادث مشابهة، إثر وعود انتخابية كاذبة لم يوفوا بها، أو بسبب عصابات المخدرات التي يهاجم عناصرها هؤلاء المسؤولين لعدم التعاون معهم في أعمالهم غير الشرعية.