صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب كتاب جديد يحمل عنوان «الحقول المعرفية عند ابن قتيبة... المنهج والقضايا» للمؤلف الدكتور محمد حمدي درويش، حيث يقع الكتاب في أكثر من 340 صفحة من القطع الكبير.
يتناول الباحث بالكتاب فكر العالم الموسوعي ابن قتيبة الدينوري (المولود في 213هـ، والمتوفى في 276هـ)، وإسهاماته في المعارف شتى.
ينقسم الكتاب إلى 3 أبواب يسبقها تمهيد يشمل الحديث عن عصر ابن قتيبة من حيث البيئة المحيطة والعصر الذي يعيشه الأديب وأثر عليه، ثم يأتي بتناول سيرة ابن قتيبة مولده ونشأته، ووفاته وتلاميذه وشيوخه، كما يستعرض مؤلفات ابن قتيبة المطبوعة والمخطوطة والمفقودة، وكذلك المنسوبة إليه.
أبواب الكتاب
الباب الأول
ابن قتيبة والنقد الأدبي؛ الذي ينقسم لفصلين: الأول «المقاييس النقدية عند ابن قتيبة» التي شملت المقاييس الخلقي، والذوقي، والفني، واللغوي، والكمي.
ويتناول الفصل الثاني «القضايا النقدية عند ابن قتيبة»: وفيه يستعرض القضايا النقدية التي أثارها ابن قتيبة في مؤلفاته لاسيما كتاب «الشعر والشعراء»، والتي شملت قضايا الدين والأخلاق، والطبع والتكلف، واللفظ والمعنى، ووحدة القصيدة، والقدم والحداثة، والتأثيرات المختلفة، وأخيراً قضية السرقة والانتحال.
الباب الثاني
«ابن قتيبة واللغة» فيلقي فيه الباحث «حمدي» الضوء على جهود ابن قتيبة اللغوية، وكذا حرصه على القيام بدور تعليمي دفعه للقيام به ما وجده من ضعف اللغة العربية عند الكثيرين من معاصريه، حيث قسّم هذا الباب إلى 6 فصول يسبقها تمهيد يشمل ثقافته اللغوية، ومذهبه النحوي.
وقد جاء الفصل الأول «دراسته الصوتية»؛ إذ تناول فيه الجوانب الصوتية التي عرض لها (القلب - الإبدال - الإدغام - التخالف). أما الفصل الثاني «دراسته الدلالية» تناول خلاله (المترادف - المشترك اللفظي - الأضداد). والفصل الثالث تناول فيه «منهجه» في الألفاظ؛ حيث اتخذ المؤلف «حمدي» من كتابيه: «تأويل مشكل القرآن»، «أدب الكاتب» نموذجاً. وجاء الفصول الرابع والخامس والسادس تحت عناوين «شواهده» و«ضوابطه» و«التصويب اللغوي» مستعرضاً من خلالها الشواهد التي استشهد بها في كتبه، وعرض للضوابط التي اعتمد عليها، ثم تناول جهود ابن قتيبة في التصويب اللغوي.
رأيه في خلق القرآن ورده على المشبهة
الباب الثالث
«ابن قتيبة والدراسات الإسلامية» يعرض فيه جهود ابن قتيبة في الدراسات الإسلامية، منقسماً إلى 3 فصول هي: «ابن قتيبة والقرآن الكريم» متناولاً القضايا القرآنية التي عرض لها ابن قتيبة في مؤلفاته مثل: قضية «خلق القرآن»، وقضية نزول القرآن على سبعة أحرف، وقضية «التشبيه ورده على المشبهة الذين يصفون الله بما لا يليق بقدره جل وعلا»، وقضية المجاز في القرآن الكريم ورأيه فيها، وأخيراً استعراض لما قدمه ابن قتيبة للمفسرين والذين استرشدوا كثيراً بآرائه واستشهدوا بأقواله.
أما الفصل الثاني «ابن قتيبة والحديث النبوي الشريف»، فيستعرض فيه الدور الكبير الذي لعبه ابن قتيبة للدفاع عن الحديث النبوي الشريف من طعن الطاعنين، ومكر الماكرين، وكيف أنه تصدى لهم بكل قوة، وبكل حكمة وحجة واضحة لتفنيد مزاعمهم.
وجاء الفصل الثالث «ابن قتيبة والفقه» منهياً فيه عرضه وبحثه الأكاديمي لما قدمه ابن قتيبة لبعض القضايا الفقهية مثل قضيتي الخمر والميسر، منتهجاً خلالهما منهجاً علمياً، يتسم بروح العلم والحياد التام في عرض الأفكار المتباينة وترجيحه هو لأحد الرأيين بالحجة الدامغة والبرهان المقنع، مضفياً على أسلوبه الطابع الأدبي الذي يجعله سبباً في الإقناع والإمتاع معاً.
وإن كان هذا الكتاب يتحدث عن ابن قتيبة، بيد أن هذا لم يمنع المؤلف من معارضة بعض آرائه مقدماً الحجة المقنعة المدعمة - أحياناً - بآراء العلماء، حيث اشتهر ابن قتيبة بمعارضته لآراء كثير من المعتزلة وخاصة في قضيتي «خلق القرآن» و«التشبيه ورده على المُشبِّهة»، حيث وصل الأمر إلى الفتوى بقتله في زمنهم وإهدار دمه.
نبذة عن الكاتب
تخرج الباحث محمد حمدي درويش في كلية الآداب جامعة عين شمس قسم اللغة العربية وآدابها عام 2003. وحصل على الماجستير من كلية الآداب جامعة عين شمس قسم اللغة العربية وآدابها عام 2007 بتقدير امتياز عن رسالته «آيات الحيوان في القرآن الكريم – دراسة دلالية»، ثم حصد درجة الدكتوراه من كلية الآداب جامعة عين شمس قسم اللغة العربية وآدابها عام 2011 بتقدير مرتبة الشرف الأولى عن رسالته «اتجاهات التأليف عند ابن قتيبة – دراسة في المنهج والقضايا»، وله عدة أبحاث ومقالات علمية.