طوال قرون عديدة، ظلت أول رواية أدبية كتبها الإنسان في التاريخ، ناقصة وأحداثها غير مكتملة، إثر ضياع أحد أهم فصولها لمئات السنين في مكان مجهول. إلا أن السلطات اليابانية، أعلنت مؤخراً عن اكتمال هذه الأحجية التاريخية والأيقونة التي كانت سطراً مهماً في حكاية الإنسان الحديث، وذلك بالعثور على هذا الفصل المفقود من الرواية في أحد المنازل بالعاصمة طوكيو.
ووفقاً لما نقله موقع سكاي نيوز عن صحيفة أساهي شيمبون اليابانية، أن رواية «حكاية غينجي»، التي يعتبرها المؤرخون والمختصون أول رواية في تاريخ الحضارة الإنسانية، والتي كتبتها امرأة خلال حقبة القرن الحادي عشر، تم العثور مؤخراً على مخطوط الفصل الذي ظل مفقوداً منها لقرون عديدة، وذلك في منزل عائلة ممن تعود أصولها إلى أحد الأمراء الإقطاعيين السابقين في العاصمة اليابانية.
وتابعت الصحيفة أن رواية حكاية غينجي، من تأليف سيدة تدعى موراساكي شيكيبو، التي كانت تعيش خلال فترة حكم الإمبراطور الياباني كيوتو الذي كان يعرف سابقاً بهييآن، وعُرفت بأنها من أبرز الشعراء والكتاب في ذلك العصر، وأنها كانت واحدة من نساء البلاط الحاكم اللواتي كن يُسمين بالوصيفات. ووفقاً للعديد من المؤرخين والنقاد الأدبيين، فإن رواية حكاية غينجي تعتبر أول رواية في تاريخ الأدب على الإطلاق.
وبحسب وسائل الإعلام المحلية في اليابان، فقد أكد الخبراء صحة المخطوط الذي كان مفقوداً وتم اكتشافه مؤخراً، والذي أتى ورقه بقياس 21.9 في 14.3 سنتيمتراً. ويعتقد المؤرخون اليابانيون، أن هذا المخطوط التاريخي، كان قد نُسخ بخط الشاعر الياباني الشهير فوجيوارا نو تيكا، الذي تُعتبر النُسخ التي كتبها بخط يده، من بين أقدم المخطوطات على الإطلاق.
وعلى الرغم من أن الخبراء يعتقدون بأن هذه النسخة من الرواية التاريخية، حالها كحال النُسخ الأخرى ليست أصلية، وأن من أكمل كتابتها شعراء وكًتاب آخرون على مرّ التاريخ الياباني. إلا أن جونكو ياماموتو، الأستاذة بجامعة كيوتو للعلوم المتقدمة في طوكيو، تعتقد بأن هذه النسخة على أهمية تاريخية وأدبية عالية جداً، خاصة أن من حررها ونسخها الشاعر نو تيكا. لذلك على الباحثين أن يعملوا على دراستها جيداً.
أحداث الرواية الأولى في التاريخ..
ووفقاً لصحيفة أساهي شيمبون، فإن أحداث رواية حكاية غينجي، تدور حول أمير يدعى هيكارو نو غينجي، كان لسبب ما تم إبعاده عن بلاط الإمبراطور وأُسندت له أعمال إدارية أخرى. وخلال فترة الإبعاد هذه يقع في عشق فتاة تدعى موراساكي -نفس اسم المؤلفة- لتنهي الرواية بشكل رومانسي بزواج الحبيبين. وبحسب النُقاد الأدبيين، فإن أسلوب سرد الرواية كان مختلفاً تماماً عن الأعمال الأدبية القديمة لأنها كُتبت لتسلية نساء البلاط/الوصيفات. ومن الجدير بالذكر، أن جميع عناصر الرواية الحديثة كانت موجودة في «حكاية غينجي»، من شخصيات وأحداث متسلسلة وحبكة وإطار زمني ومكاني أيضاً، إضافة إلى صوت الراوي في النصّ الذي يروي ما يحدث.