خلص منظمو المؤتمر العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا الذي عُقد في مدينة ليون الفرنسية الواقعة في الوسط الشرقي الفرنسي، إلى الحاجة لمبلغ 14 مليار دولار لاحتواء انتشار هذه الأمراض الثلاثة بحلول 2030، ما من شأنه إنقاذ أرواح 16 مليون شخص، وتجنيب العالم 234 مليون إصابة جديدة بحلول 2023.
وبحسب ما أعلنه المدير التنفيذي للصندوق العالمي لـ مكافحة هذه الأمراض بيتر ساندز، بات مبلغ الـ14 مليار دولار المطلوب لمكافحة الإيدز والسل والملاريا متوفراً في السنوات الثلاث المقبلة؛ بفضل تعهدات جهات مانحة عامة، وخاصة خلال مؤتمر في فرنسا، وتم تخطي السقف المطلوب؛ إذ بلغت قيمة المبالغ الموعودة 14.02 مليار دولار.
وزاد عدد من البلدان مساهمته أو أصبح من الجهات المانحة للمرة الأولى؛ خصوصاً في أفريقيا، بحسب ما أشار إليه الرئيس الفرنسي عند اختتام الحدث الذي جمع حوالي 700 مندوب.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الراعي للمؤتمر، قد أعلن قبيل ذلك أن المبلغ المطلوب بات شبه مؤمّن بفضل التزامات جهات مانحة من القطاعين العام والخاص.
تضامن الجهات المانحة
وشهد الصندوق الذي أسس في 2002 انضمام مساهمين جدد. وقدمت البلدان الأفريقية خصوصاً مساهمة مضاعفة مقارنة مع المؤتمر السابق للصندوق، بحسب ماكرون.
وأبدى بيتر ساندز، شديد الفخر بالمبلغ المجموع، وقال "من الغد سنركز بصورة أفضل على طريقة إنفاقه".
وكان ائتلاف من 12 منظمة من المجتمع المدني بينها "أوكسفام" و"سيداكسيون" يطالب برفع لمساهمة فرنسا في الصندوق "بنسبة لا تقل عن 25 بالمئة ". ولبلوغ مبلغ 14 مليار دولار، زادت فرنسا في نهاية المطاف تمويلها بنسبة 20 بالمئة إلى 1,29 مليار يورو (1,43 مليار دولار).
كما زاد الملياردير الأمريكي بيل غيتس، أكبر مانح خاص، مساهمته بنسبة موازية للزيادة المقدمة من فرنسا بعدما رفع هذه المساهمة إلى 700 مليون دولار.
وقال مارك دينوف المدير العام لمنظمة "إيد" غير الحكومية الفرنسية المعنية بمكافحة الإيدز "بلوغ هذا الحد الأدنى البالغ 14 ملياراً مصدر إرتياح لأن هذا الهدف لم يكن طموحاً جداً. أما رئيس ائتلاف "آر بي إم" لمكافحة الملاريا عبد الرحمن ديالو فقال: ((نعتبر ما حصل نجاحاً. بصرف النظر عن المبلغ، ما سجلناه هو هذه الإندفاعة التضامنية الحقيقية والتعبئة من الجميع)).
وكان ماكرون قد قال صباح الخميس إن "لا فضل لفرنسا في استضافة هذا المؤتمر في ليون لأن أحداً لم يكن يريد استضافته... ففي بلدان كثيرة هي من كبار الواهبين عادة، كان يسود خطر تراخي الجهود". وأردف "السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة ستكشف لنا إذا ما كنا قد ربحنا المعركة أم خسرناها".