احتفالاً باليوم العالمي لشلل الأطفال والذي يأتي تحت شعار «يوم واحد – تركيز واحد: إنهاء شلل الأطفال».
قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، في كلمته نيابة عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن قضية شلل الأطفال من القضايا الشائكة والخطيرة والمهمة التي يُبنى عليها مستقبل الأمم والشعوب، وتأتي هذه الأهمية من خلال دلالتها على أمور تتمثل في التأكيد على عمق العلاقة بين الدين والعلم، أو بين العلوم الدينية والعلوم التجريبية، خصوصاً مع إطلالة المادية مرة أخرى في عصورنا الحديثة والمعاصرة، متخذة من التقدمات العلمية والتطورات المتنوعة باباً تركز عليه.
وأضاف أمين عام مجمع البحوث الإسلامية خلال كلمته في فعاليات الاجتماع السنوي السادس للفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال، أن علماء الشرع تنبهوا للعلاقة بين علوم الدين وعلوم الطب منذ قرون عدة، مؤكداً على أهمية دور المؤسسات الدينية، مبيناً أنه أمر في غاية الأهمية، خصوصاً أن هناك من ينظر إلى هذه المؤسسات على أنها مقطوعة الصلة بالواقع، أو أنها لا تُعنَى بقضاياه، أو على أحسن تقدير أنها تركز عنايتها على روح الإنسانية فقط.
وأشار د. نظير إلى أهمية العناية بالأطفال والمحافظة عليهم باعتبارهم رجال الغد وقادة المستقبل وأمل الشعوب وبناة الأمم، فهم يمثلون البذور الأولى، التي تكوِّن الأجيال التي تستطيع في مستقبلها أن تؤدي الرسالة التي خلقوا من أجلها وهي عبادة الله وعمارة الكون، مضيفاً أن القيام بحقوق الأطفال ورعايتهم هو أحد مقاصد الشريعة.
واختتم كلمته بأن التطعيم ضد شلل الأطفال وجميع الأمراض المعدية الأخرى هو أحد إيجابيات العلم وأهم دعواته، حيث يحمي حياتهم من الهلاك أو الأمراض، ويمكنهم من التمتع بحالة من الرفاهية التامة من الناحية الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية، كما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وكذلك في ميثاق المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، مؤكداً على ضرورة التطعيم ضد شلل الأطفال والأمراض الأخرى، مبيناً أنه واجب ديني ملزم للأسرة والمجتمع والحكومات والعالم بأسره، وهو مطلب علمي أكدت عليه البحوث العلمية.
شارك في الاجتماع قيادات المؤسسات الشريكة في الفريق والمنظمات الداعمة له، وهم: الأزهر الشريف، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية، ودار الإفتاء المصرية، واتحاد الجمعيات الطبية الإسلامية، ومنظمة الصحة العالمية، واليونسيف.
- كشفت أحدث بيانات المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال عن رصد 10 حالات إصابة بشلل الأطفال هذا العام 2019. منها 8 في نيجيريا، وواحدة في الصومال؛ وواحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
- أكثر الفئات عرضة لمخاطر الإصابة بالمرض، الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى. ولا يوجد علاج لشلل الأطفال، ولكن يمكن الوقاية منه.
- وزارة الصحة قامت بتطعيم 16 مليوناً و567 ألفاً و480 طفلاً، بزيادة أكثر من 190 ألف طفل عن المستهدف مع انطلاق الحملة القومية للتطعيم ضد شلل الأطفال فبراير (شباط) الماضي والتي استمرت 4 أيام.
- آخر حالة شلل أطفال مسجلة في مصر تعود لما قبل 14 عاماً، وأنّ الوزارة تنفذ حملات التطعيم سنوياً ضد المرض، للتأكد من رفع المناعة المجتمعية للأطفال، واستمرار الحفاظ على خلو مصر منه، وحرص الوزارة على تنفيذ الحملات الوقائية؛ حرصاً على الصحة العامة للمواطنين.
ويهدف الاحتفاء بهذه المناسبة إلى إذكاء الوعي بالقضاء على شلل الأطفال؛ تقديراً لجهود الجنود المجهولين من الآلاف من موظفي منظمة الصحة العالمية وغيرهم من المتطوعين الملتزمين بالقضاء على شلل الأطفال.
وقد اختير الرابع والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام لإحياء هذا اليوم؛ تخليداً لذكرى عيد ميلاد العالم الأميركي جوناس سالك الذي تمكن من تطوير أول لقاح فعال ضد المرض وأعلن عن نجاحه عام 1955.
وقد انخفض عدد حالات شلل الأطفال منذ عام 1988. بنسبة تفوق 99 في المائة؛ إذ تشير التقديرات إلى انخفاض ذلك العدد من نحو 350 ألف حالة سجلت في أكثر من 125 بلداً موطوناً بالمرض في حينها إلى 33 حالة أبلغ عنها في عام 2018.
ومن بين سلالات فيروس شلل الأطفال البري الثلاثة (النمط 1 والنمط 2 والنمط 3) تم استئصال النمط 2 من فيروس شلل الأطفال البري في عام 1999.
وانخفضت عدد حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال البري النمط 3 إلى أدنى مستوياته على مر التاريخ.
إلا أن أحدث بيانات المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال كشفت عن رصد 10 حالات إصابة بشلل الأطفال هذا العام 2019. منها 8 في نيجيريا، وحالة واحدة في الصومال، وآخران في الكونغو الديمقراطية.
أعراض شلل الأطفال
وشلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي، وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن. وينتقل الفيروس عن طريق الانتشار من شخص لآخر بصورة رئيسية عن طريق البراز، وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة (مثل المياه الملوثة أو الطعام) ويتكاثر في الأمعاء.
وتتمثل أعراض المرض الأولية في الحمى والتعب والصداع والتقيؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف. وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال (يصيب الساقين عادة). ويلاقي ما يتراوح بين 5 في المائة و10 في المائة من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف أعضائهم التنفسية عن أداء وظائفها.
وأكثر الفئات عرضة لمخاطر الإصابة بالمرض، الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى. ولا يوجد علاج لشلل الأطفال، ولكن يمكن الوقاية منه. ولقاح الشلل الذي يعطى على دفعات متعددة يمكن أن يقي الطفل من شر المرض مدى الحياة.