يحتفي جمهور الأدب والثقافة بانطلاق فعاليات الدورة الـ 38 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يعقد في عام تتويج الشارقة "العاصمة العالمية للكتاب"، فيتحضّر طيف واسع من كبار الأدباء والمثقفين العرب، ومدراء ورؤساء الدوائر الحكوميّة في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، للمشاركة في الحدث الثقافي، الذي يقام خلال الفترة من 30 أكتوبر إلى 9 نوفمبر المقبل، في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار «افتح كتاباً.. تفتح أذهاناً».
ويثمّن المثقفون والأدباء العرب والإماراتيون بهذه المناسبة الجهود الثقافية الكبيرة التي تقودها إمارة الشارقة مؤكدين على مكانتها الكبيرة والواضحة على صعيد تنمية المشهد الثقافي المعرفي والإبداعي العربي والعالمي.
أدباء ومثقفون يثمنون مكانة الشارقة الثقافية
بدوره قال الدكتور بنيان التركي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الكويت:" تستضيف إمارة الشارقة معرضها هذا العام تحت شعار (أفتح كتاباً تفتح أذهاناً)، ويعد المعرض وفعالياته فرصة مميزة ليس فقط للأدباء والمفكرين لعرض إبداعاتهم وعصارة تجاربهم، ولكن لتلاقي وتلاقح الأفكار مع زوار هذا المعرض المميز، وسوف أقدم خلال مشاركتي ورقة علمية عن الكويت وإفريقيا سأركز فيها على العلاقات الكويتية مع شرق إفريقيا والدراسة التي نحن بصددها تدرس وتحلل وتطور العلاقات التجارية بين الكويت وشرق إفريقيا من الأعوام 1883 وحتى 1981 أي خلال الفترة من نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى".
وفي نفس السياق قال الروائي الجزائري واسيني الأعرج: "يتفرد معرض الشارقة الدولي للكتاب عن غيره من المعارض العربية بكونه معرضاً احترافياً جمع بين الصيغتين، فعل العقود واللقاء بين الناشرين والمترجمين والكتاب وبيع الحقوق متى توفرت الفرص لذلك كما في معرض فرانكفورت، ولكنه أيضاً بوابة ثقافية عربية للكتاب، إذ يزوره بالدرجة الأولى كل رواد الكتاب في الخليج العربي مما يجعله سوقا منظمة لحركة الكتاب، وما يرتبط بها من مشاركات ثقافية لكبار الكتاب".
من جهته قال الشاعر المصري هشام الجخ: " ليست مشاركتي الأولى في معرض الشارقة الدولي للكتاب فلقد شاركت عامي 2010 و2012، ولكني أرى هذا العام ترتيبات خاصة ومبتكرة وأتوقع نجاحاً كبيراً يفوق النجاحات المعتادة هذه الدورة وتحقيق أرقاما قياسية عالمية سواء في عدد الناشرين أو القراء،
أما الروائية العراقية إنعام كجه جي، فقالت: " أحمل في داخلي علاقة خاصة مع الشارقة. وأنا مدينة لها بالامتنان. فأنا أطير إلى الشارقة لأتنشق هواءً عربيًا بعد أن أزكمني طقس الغربة، ولأتصفح الاصدارات الجديدة وألتقي زملاء الحرف وأصغي إلى الندوات الشيقة وأشارك بما لديّ من أفكار متواضعة في هذا المعرض الثقافي الكبير. ماذا يريد الكاتب المغترب أكثر من ذلك؟".
بدوره قال الروائي الليبي أحمد الفيتوري: " معرض الشارقة الدولي للكتاب من أهم ثلاثة معارض كتاب في العالم، وما يميز هذه الدورة أن الكثير من المشاركين، في مناشطها، أسماء جديدة، تعد إضافة للثقافة العربية بل والعالمية، لهذا ولغيرها من الجهود التي تقودها الشارقة، تترجم الإمارة أحقية ومكانة نيلها لقب العاصمة العالمية للكتاب هذا العام، ما يؤهلها لأن تكون أيضاً عاصمة للكتاب في المستقبل".
وعن مشاركته في المعرض قال الشاعر الإماراتي علي العبدان: "تأتي مشاركتي ضمن البرنامج الفكري لهذه الدورة من معرض الشارقة الدولي للكتاب في ندوة فكرية تعرض جماليات المقامات الموسيقية العربية والتناغم أو الهارموني في أجناسها وهيئاتها الموسيقية،
ومن الجميل أن يُعنى معرض الشارقة الدولي للكتاب بالفكر الموسيقي العربي الراقي من أجل إثراء آدابه.
كما أكد على الصعيد المحلي مدراء ورؤساء الجهات والدوائر الحكومية في الإمارة على مكانة المعرض كواحد من الأحداث التي تلفت الانتباه لإمارة الشارقة ومشروعها الثقافي الكبير للعالم بأسره، حيث قال محمد خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: "إن الاحتفاء بانطلاق معرض الشارقة الدولي للكتاب لا يقتصر على العاملين في صناعة الكتاب من ناشرين، وكتاب، ومترجمين، وحسب، فالمعرض مشروع ثقافي متكامل شكل في واحدة من صوره حضور إمارة الشارقة على المستوى العربي والعالمي".
وقال راشد الكوس المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، إن معرض الشارقة الدولي للكتاب أصبح يشكل مؤشراً على الحالة الثقافية والأدبية في الإمارات والمنطقة، ومرجعية متكاملة حول تطور حركة التأليف والنشر والتوزيع لكل المهتمين بمسيرة الكتاب والنشر في العالم.