وسائل التواصل الاجتماعي؛ أصبحت هي المنفذ الوحيد للكثير من الأشخاص لعرض آرائهم وأفكارهم، والآن أصبحت مولاً مصغراً للكثير من السيدات لتسويق منتجاتهن ودخولهن عالم البزنس، بعيداً عن التسوق التقليدي القديم الذي يكلف الكثير، ولا يجدي النفع الكثير، حصول «سيدتي» على إحصائية عالمية، تؤكد أن عدد مستخدمي الإنترنت على المستوى العالمي، نحو بليون مستخدم؛ بسبب انتشار أجهزة الحاسب الآلي رخيصة الثمن، واستخدامه على الهاتف الجوال.
إن التوسع في استخدام التسويق الإلكتروني والتجارة الإلكترونية، مرهون بزيادة عدد مستخدمي شبكة الإنترنت على المستوى العالمي.
ظهور المنتجات بشكل رائع
توضح شهد شكور، «مستشارة قانونية، صاحبة بوتيك، 40 عاماً»، قائلة: «إن وسائل التواصل الاجتماعي هي أكثر سرعة للوصول إلى الناس.. وخاصة منها الإنستقرام، حيث إنه يعطي صورة تفصيلية للثياب المراد عرضها؛ لافتاً إلى أنها كانت تسوق باللوحات الإعلانية في الشوارع العامة والمجلات والرسائل النصية.. طبعاً هناك فرق من ناحية التكلفة، حيث إن هذه الوسائل مجانية، وحجم المتابعين أكبر».
المنافسة الشريفة
من ناحية أخرى، هتون رمضان، «تعمل على كب كيك، 32عاماً»، قالت: «بدايتي كانت مثل سيدات كثر بين الأهل والأقارب والأصدقاء، ولكن محدودة النطاق، ما إن ظهرت تقنية الواتس أب؛ حتى أصبح الإقبال جيداً، ثم الإنستقرام؛ فلاحظت فرقاً أكبر، ولاختلاف الفئات العمرية التي تستخدمه، ولسرعة انتشار الصورة، وما يعلن فيها، والمساهمة في خلق جو نشط لتبادل الإنتاج المنزلي، والتنافس الشريف في إبرازه».
لا حدود جغرافية بها
رحمة هارون، «تعمل ملابس أطفال ومواليد كورشي، 40عاماً»، قالت: «بدايتي كانت بين الأهل والأسواق البسيطة (البازارات)، ثم انتقلت بالتسويق عن طريق الواتس أب، وتطور تسويقي إلى أن وصل بصفحة بالفيس بوك وتويتر والإنستقرام، ولكن هناك فرقاً بالدخل، حيث بالسابق عندما كنت أود أن أبيع؛ لابد من دفع سعر رمزي لمن أسوق منتجاتي عنده؛ سواءً بالأسواق الخيرية، أو الأهل والأصدقاء، التسويق بهذه الوسائل يسهل الوصول للعالم بتخطي الحدود الجغرافية، وشركات الشحن سهلت لنا إيصال المنتجات لأبعد ما يمكن».
رأي محلل اقتصادي
د. علي التواتي «كاتب اقتصادي سعودي»: إن التسويق عن طريق وسائل الاتصال لمن يجيده؛ أفضل بكثير من التسويق عن طريق أناس آخرين «تقليدي»، ولكن إذا أصبح تسويقاً ذاتياً؛ للوصول إلى أكبر عدد من المستهلكين؛ خروجاً عن حدود السعودية، وبذلك يصبح العائد الاقتصادي أكبر من التسويق عن الأساليب القديمة المكلفة، بتقديم المنتج بطريقة جيدة؛ توفر المصداقية.
الرأي الاجتماعي
عضو برنامج اﻷمان الأسري الوطني، عبدالرحمن القراش، قال حول الموضوع: «إن ظاهرة التجارة الإلكترونية جديدة، برزت بعد استخدام الإنترنت؛ حيث استفادت من ذلك جميع قطاعات الأعمال؛ خاصة التسويق»؛ لافتاً إلى بعض الأسباب التي جعلتهم يسوقون عن طريقها.
- سهولة الوصول لكافة الطبقات دون حواجز.
- الاستغناء عن الوسطاء الذين ربما يطالبون بمبالغ عالية؛ من أجل عرض سلع المنتجين.
- الاستغناء عن استئجار المحلات المكلفة.
- بروز ظاهرة البطالة بشكل موسع في جانب المرأة؛ جعلها تلجأ لهذه الوسيلة؛ للخروج من نفق الحاجة.
يتابع القراش: «بالإضافة إلى بعض العوائد الاجتماعية الناجمة عن استقلالية الدخل من خلال التسويق الشخصي، والهدف السامي الذي تنشده المسوقات بتكوين قاعدة جماهيرية قائمة على مبدأ تكوين اسم تجاري مقنع؛ يمكن من خلاله بعد فترة وجيزة نجاحه كمشروع تسويقي؛ يكون له كيان مستقل، لاسيما الثقة الناتجة بين المستهلك والمنتجة، أو المسوقة؛ إذا نجحت في إيصال الصورة الحسنة عنها له، مابين بعض الصعوبات التي تواجه بعض المسوقات بطرق إقناع المستهلك بالمنتجات، تعرضهن لبعض من حالات الابتزاز الإلكتروني من خلال تهكير مواقعهم، أو صفحاتهم، وتعرضهن للمضايقات من رجال الشركات بمجال التسويق، ووقوف بعض الأسر أمام طموح فتيات من باب العيب».