خطفت المواهب المغربية الأنظار مرةً أخرى مع انطلاق الموسم الخامس من برنامج «ذا فويس»، من خلال المواويل الأندلسية وأغاني أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب وغيرها.
وتنافس أعضاء لجنة تحكيم البرنامج، التي تتكون من الفنان راغب علامة والفنانة أحلام والفنانة سميرة سعيد والفنان محمد حماقي، في مرحلة «الصوت وبس»، على المواهب المغربية بطرق وحيل متنوعة، حتى يحظوا بتدريب هذه الأصوات القوية والانتقال بها إلى مرحلة المواجهة.
تميز الأصوات المغربية وانفتاحها
الفنان المغربي عبد العالي الغاوي ورئيس نادي الفنانين قال في تصريح لمجلة «سيدتي»: «إنه معروف أنّ الأصوات المغربية متمكنة واحترافية وحالياً يُعاد اكتشافها، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي سمحت للمغاربة اليوم بالتعريف عن قدراتهم الغنائية ومساحات أصواتهم. وهذه حقيقة نلمسها في مجموعة من برامج الهواة. فالصوت المغربي شامل ومكتمل، ثم إن الأصوات المغربية غير مستهلكة. أصبحنا نرى تهافت فنانين عرب على الغناء باللهجة المغربية، أو أداء الأغاني المغربية، لما لها من جمالية قلّ نظيرها في ظل الفوضى التي يشهدها الغناء العربي».
وتابع عبد العالي: «تفتّح المغرب على جميع الثقافات والحضارات، وإتقان المغاربة لأكثر من لغة ولهجة بسلاسة، كان السبب الرئيس وراء جمالية الأصوات التي نتميز بها والحمد لله. وبرامج الهواة اليوم سلطت الأضواء على هذه المواهب التي سطع نجمها، والشكر الخاص لهذه البرامج التي بفضلها، اكتشف المدرّبون أصواتاً وصنعوا منها نجوماً وخير مثال على ذلك الفنانة سميرة سعيد».
وأكد: «لا ينقص الأصوات المغربية إلا تسليط الأضواء عليها حتى تتمكن من الانتشار أكثر والإبداع أكثر فأكثر».
وحول ما إذا كان يتوقع فوز موهبة مغربية معينة باللقب هذا العام، قال عبد العالي: «يصعب التكهن بفوز موهبة دون الأخرى لسبب بسيط هو أن هناك معايير كثيرة يعتمدها أعضاء لجنة التحكيم من أجل فوز أحدهم. هناك الصوت وهناك الحضور، إضافة إلى ذلك، هناك التواصل الروحي بين الفنان والجمهور أو حتى اللجنة. في المقابل، لا ننسى أن هناك أيضاً العوامل الترويجية إذا صح التعبير، مثل ما يُسمى بصناعة النجوم لأسباب سياسية محضة، أو حتى لرغبة بعض المنتجين في اختيار متسابق معيّن».
النجاح والفشل بداية طريق الفنان
أما الفنانة المغربية حياة الإدريسي، فقالت: «بالنسبة إليّ، أعتبر «ذا فويس» متنفساً للأصوات المغربية، خصوصاً أن المغرب منجم للأصوات الرائعة، وليس فقط المغرب الذي يتميز بهذه الملكة، بل تونس والجزائر أيضاً، أصوات تألقت فأبدعت. فخامة أصواتهم جعلتني أحس بالفخر والانتماء لهذا الوطن الذي أنجب أصواتاً رفعت راية المغرب عالياً بين باقي الدول العربية».
وحول فشل بعض الأصوات المغربية في إقناع أعضاء لجنة التحكيم، أوضحت حياة: «الفشل هو الخطوة الأولى نحو النجاح وليس نهاية الطريق، بل هو البداية دائماً. يجب أن يعلم المتسابق أن الفشل هو نعمة، وحالة إذا لم تختبرها، لا يمكن أن تنجح وتكتشف نفسك. عندما تفشل في شيء، لا يعني ذلك النهاية إذا جعلت منه درساً للبداية، راجع وضعك الحالي وغيّر الاستراتيجيات متى ما لمست عدم جدواها. جميعنا نمر بالفشل ويعتبره كثيرون منّا نقمة على الإنسان، ولكن إذا لم يوجد الفشل، فقدنا التجربة والخبرة في الوصول إلى الهدف الذي حدّدناه لأنفسنا».
المتسابقون المغاربة
وسيم ناجد: أدى المتسابق المغربي وسيم ناجد، في رابع حلقات الموسم الخامس من برنامج The Voice، أغنية من الفلكلور المغربي «الصبر ما زال نصبر» للمطرب سليم هلال، ونال إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم بالكامل.
وعلّق حماقي، قائلاً له: «أنت أضفت إلى الأغنية بصوتك»، وبعد محاولات كبيرة من الإقناع من قبل راغب وحماقي وأحلام، فضّل المتسابق أن ينضم إلى فريق راغب علامة.
رباب ناجد: هي شقيقة وسيم ناجد، واستطاعت أن تطرب لجنة تحكيم برنامج The Voice في حلقته الرابعة من الموسم الخامس.
وغنت رباب أغنية «لا يعرف الشوق إلاّ من يكابده» للفنان محمد عبده.
وعلى الرغم من أن أحلام وراغب علامة التفتا إليها وحاول كلّ منهما ضمّها إلى فريقه، إلاّ أنّها اختارت الانضمام إلى فريق مواطنتها المغربية الفنانة سميرة سعيد.
وئام رضوان: تصدرت المتسابقة المغربية وئام رضوان 22 سنة، قائمة الترند على «يوتيوب»، وذلك لتسببها في بكاء لجنة تحكيم برنامج اكتشاف المواهب «ذا فويس». ودخل المطرب محمد حماقي، ضمن قائمة تريند «تويتر» بعد بكائه في الحلقة، نتيجة تأثره الشديد بإرادة وتصميم المتسابقة وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وكتب حماقي عبر حسابه على موقع «إنستغرام»: «وئام هزت مشاعرنا وأثرت فينا كلنا... اتحدّت كل الظروف بإحساسها والطاقة الإيجابية اللي نشرتها على المسرح وهي بتغني... وإن شاء الله هنحقق حلمها مع بعض».
وتفاعلت سميرة سعيد مع وئام رضوان، وكتبت عبر حسابها على «إنستغرام»: «من أكثر المواقف الرائعة التي مرت في حياتي أن أرى وئام رضوان تعطينا درساً في الحياة، تحية لك ولأمك الغالية، تستحق منا كل التقدير والحب».
وقال راغب علامة عبر «إنستغرام» أيضاً: «وئام رضوان تحدّت الألم بالأمل، واستطاعت أن تزرع الورود في مسيرة حياتها، وأن تدخل قلوب الملايين بفضل عزيمتها وإرادتها وتصميمها على النجاح».
رضوان الأسمر: شكّلت مشاركة رضوان الأسمر في برنامج «ذا فويس» جدلاً كبيراً في المغرب، على اعتبار أنه نجم معروف في بلده، وله جمهوره وأغنيته «ناكر لحسان»، حققت أكثر من 9 ملايين مشاهدة على «يوتيوب». لهذا السبب، استغرب كثيرون قراره المشاركة في برنامج لاكتشاف المواهب على الرغم من الشهرة التي يتمتع بها.
رضوان الأسمر بدخوله غمار المنافسة على لقب «ذا فويس» في نسخته الخامسة، اختار أداء أغنية للفنان اللبناني الراحل وديع الصافي، فنال استحسان وإعجاب أعضاء لجنة التحكيم في مرحلة الصوت وبس. وحاول كل منهم جاهداً ضمه إلى فريقه، لكنه اختار أن يكون في فريق سميرة سعيد، التي قالت إنّها تعرفه معرفة شخصية، وإنه مطرب مغربي وملحن وموزع موسيقي وهي من عشاق صوته.
وكان قد أطلق على قناته الرسمية «يوتيوب» قبل أشهر أغنية «قال جاني بعد يومين»، أهداها إلى الديفا سميرة سعيد، تعبيراً منه عن حبه وتقديره لها ولفنها.
حفيظة فالكو: قدّمت المتسابقة حفيظة فالكو أغنية «مين عذبك» خلال مرحلة «الصوت وبس» في أولى حلقات برنامج «ذا فويس»، وأدّتها بتميز وسحرت الجمهور بصوتها الدافئ. وعلّقت أحلام، قائلة: «صوتك تحفة، ولازم تكوني في فريقي». فيما شبّهها راغب علامة بالفنانة أسمهان. ولكن في نهاية الأمر، اختارت حفيظة أن تكون ضمن فريق حماقي. وبررت اختيارها له، الذي لم يكن محض صدفة، بتدوينة شاركتها على «إنستغرام» جاء فيها: «أولاً، أنا من عشاق الديفا سميرة سعيد وتربيتُ على أغانيها منذ الصغر، كانت أيقونة وستبقى أيقونة. أما عن اختياري لمحمد حماقي، فلم يكن من قبيل الصدفة. كان هو المرشح الأول الذي كنتُ سأختاره، إذا لفّ الأربعة لأن تفكيره قريب مني كثيراً، مع احترامي لكل الأساتذة الذين يُعتبرون قامات فنية، كل واحد في التوجه الخاص به».
محمد منصوري: غنى محمد منصوري موالاً أندلسياً وأغنية «الا لا يلالي» من التراث المغربي، واستدارت له أحلام في اللحظة الأخيرة، ليكون أول المشتركين في فريقها، وعلّقت بالقول إنها ستوظف مزاجها ومزاجه لتقديم أغنيات مذهلة في المراحل المقبلة، مثنيةً على صوته العريض الذي يؤهله بأن يكون من المنافسين في البرنامج.
شرف أحمد: أدى شرف أحمد أغنية «يا مسهرني» لأم كلثوم، فاستدارت له أحلام وحدها، وأثنت على مظهره الجيد وأدائه السليم، معتبرةً أنه يضع عُربه القليلة في مكانها الصحيح، ومشيدةً بثقته الكبيرة بنفسه.
عثمان بلبل: استطاع المغني الشاب المغربي عثمان بلبل، أن يهز الكراسي الأربعة للجنة تحكيم برنامج اكتشاف الأصوات «ذا فويس». وأبهر بلبل اللجنة بأدائه لموال أندلسي من أغنية «نعشق طفلة أندلسية»، وهي أغنية من التراث المغربي، غنّتها مجموعة من الفنانين المغاربة والعرب.
واختار عثمان البالغ من العمر 23 سنة، أن يصعد على خشبة المسرح ويقدم أغنية من التراث المغربي، تكريماً لوالده المغني الشعبي عبد العالي بلبل الذي فقده منذ سنتين في حادث سير، والذي كان يهوى هذا اللون الغنائي.
وانضم عثمان إلى فريق «السوبر ستار» راغب علامة، لينتقل بذلك إلى مرحلة المواجهة.
وكان عثمان بلبل، قد أصدر مجموعة من الأغاني التي لقيت إعجاباً كبيراً من جانب الجمهور المغربي، منها إصداراته الخاصة ومنها إعادة لإصدارات فنانين آخرين بصوته.
ليلى البراق: أثارت المشتركة المغربية ليلى البراق حالة من الجدل بعد خسارتها في برنامج «ذا فويس»، إذ لم يلتفّ لها أي من المدربين النجوم في مرحلة «الصوت وبس»، الأمر الذي جعل ليلى وهي فنانة مغربية معروفة ولديها أغانٍ خاصة أن تعلن عبر حسابها في «إنستغرام» اعتزالها الفن. وهاجمت الفنانة سميرة سعيد في برنامج إذاعي لأنها وبحسب ما قالت، تصرّفت وكأنها لا تعرفها وعاملتها كمبتدئة.
وأطلت ليلى البراق في لقاء تلفزيوني أوضحت فيه حقيقة ما حصل معها، لافتةً إلى أنه فُرض عليها أن تقدم أغنية «وعدي» لسميرة سعيد مع مزجها بأغنية إسبانية، مشددةً على أنها لم تكن تعلم أن سميرة سعيد ضمن لجنة التحكيم، وأنها كانت ستختار الانضمام إلى فريقها لأنها أستاذة في الغناء، ولكن سعيد تعاملت معها كمبتدئة في الفن على الرغم من أنها تعرفها وتعرف عائلتها. وبعد أيام قليلة من إعلانها اعتزالها الفن، تراجعت عن قرارها من خلال برنامج تلفزيوني، أكدت فيه أنها اتخذت قرارها في لحظة ضعف ليس إلاّ.
فهد المفتخر: أبهر المشترك المغربي فهد المفتخر (25 سنة) لجنة التحكيم لتمكّنه العالي من أداء أغنية غربية لإليشيا كيز وفي نفس الوقت أدّى ببراعة مقطع أغنية لأم كلثوم، ويحظى فهد بمتابعة جيدة في المغرب من خلال مشاركته الأخيرة في «ذا فويس» التي أظهر فيها إبداعه وتميزه شكلاً ومضموناً، حيث خلق تنافساً كبيراً بين أعضاء لجنة التحكيم قبل أن يستقر اختياره على محمد حماقي، الذي اعتبره من أقوى وأجمل الأصوات في فريقه. وفهد هو ابن مدينة الدارالبيضاء موهوب في الغناء، سبق وأن شارك في حفلات على مستوى المغرب لكنه مر بأزمة نفسية بعدما فقد صوته إلا أنه لم يفقد الأمل ومباشرة بعد تعافيه قرر خوض غمار تجربة «ذا فويس» ليظهر فنه للجميع ويأمل في الانتشار الواسع عربياً وعالمياً. أما مهنته، كما قال عنها، فهي قريبة من الفن لأنه يشتغل في مجال تنظيم الحفلات والتظاهرات الفنية والثقافية.