يعد الأول من نوفمبر أحد الاحتفالات السنوية التي يهتم بها العازفون عن تناول اللحوم والأسماك، وهم من نطلق عليهم «النباتيين» وقد تم الاحتفال بهذا الحدث للمرة الأولى عام 1994، من قبل المغنية والناشطة في مجال حقوق الحيوان في المملكة البريطانية «واليس لويز»، والتي أصبحت فيما بعد رئيسة جمعية النباتيين في المملكة المتحدة.
ويعرف المجتمع النباتي نظامهم الغذائي على أنه: «فلسفة وطريقة معيشة تسعى إلى استبعاد بقدر ما هو ممكن وعملي، كل أشكال استغلال الحيوانات، وبالتالي يعزز تطوير واستخدام البدائل الخالية من الحيوانات لصالح البشر والبيئة».
وأرجع البعض السبب في ظهور النباتيين لقيم أخلاقية تتعلق بالحيوانات أكثر، وإن كانت نسبة منهم تفعل ذلك لأساب صحية.
وفي تطور طبيعي، أصبح اليوم العالمي النباتي أكثر انتشاراً وأصبح العالم يحتفل به أكثر، حيث انتشر الاحتفال به في أماكن العمل والمحلات التجارية والمطاعم والمنازل في جميع أنحاء العالم، وتشهد فعاليات هذا اليوم تشجيع الناس على مشاركة وصفات نباتية، أو حتى نصائح حول كيفية تكييف أطباق اللحوم لكي تكون نباتية.
وكشفت بعض الدراسات السبب وراء أن النظام النباتي صحي أكثر، وذلك لأنه يحتوي على مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والحبوب والمكسرات والبقوليات والبذور، كما يقل في هذا النظام الاعتماد على العناصر التي تسهم في ظهور الأمراض.
عدد من الدراسات كشفت عن فوائد تطبيق هذا النظام؛ فقد توصلت دراسة أجريت في جامعة «لندن»، إلى أن النظام النباتي في الغذاء، مرتبط بتحسين الحالة النفسية للشخص، بالإضافة إلى أنه يعمل على خفض فرص الإصابة بمرض السكر النمط الثاني، وأمراض القلب.
وفي ورقة بحثية طبية صادرة عن «أكاديمية التغذية وعلم التغذية»، تم التأكيد على الفوائد الصحية لحمية غذائية نباتية، بدعوى أنها تقلل خطر الإصابة بالسمنة والسكر؛ مقارنة بالوجبات الغذائية غير النباتية.
كما أظهرت دراسة حديثة، أن الأشخاص الذين يتناولون المزيد من الأغذية النباتية بدلاً من المنتجات الحيوانية، تقل فرص إصابتهم بأمراض القلب أو خطر السكتة الدماغية.
وأكد الباحثون البريطانيون في كلية «إمبريال كولدج» في لندن، أن الأشخاص الذين اعتمدوا على نظام نباتي، تراجعت بينهم فرص الوفاة بنسبة 20% متأثرين بأمراض القلب؛ مقارنة بنحو 50% بين الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً غنياً بمنتجات الألبان والبيض والأسماك في وجباتهم الرئيسية.
إضافة إلى ذلك، تقول الدراسة إن الوجبات الغذائية ذات الأصل النباتي المستدامة، أكثر ملاءمة للبيئة؛ مشيرة إلى أنها يمكن أن تقلل من انبعاث غازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 50%، وقال المتحدث باسم «أكاديمية التغذية وعلم التغذية»، إن التحول إلى النظام النباتي، قد يكون مفيداً لصحة الإنسان والبيئة معاً.
في النهاية يعتبر النظام الغذائي النباتي هو نظام صحي للغاية، ولكن اتباعه يتطلب الانتباه إلى بعض أنواع الأغذية للحصول على كل الفيتامينات والمعادن التي تحتاجينها، لذا شددت «الرابطة الألمانية للنباتيين» على ضرورة إمداد الجسم ببعض العناصر الغذائية اللازمة، مثل: الحديد والزنك واليود وفيتامين «د» والأحماض الدهنية أوميجا 3؛ تجنباً للإصابة بنقص في التغذية.
على جانب آخر، التزم عدد من نجوم هوليوود والنجوم العرب بالنظام النباتي، ومنهم: براد بيت؛ فيعد أحد أشهر النجوم النباتيين، إذ يعتقد أن تناول اللحوم يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، وأكدت نجمة هوليوود أوليفيا وايلد، أن اتباعها للنظام «النباتي» لم يكن سهلاً، ولكنها استطاعت أن تعتاد عليه، وغيرهم مثل: غاندي وبيل كلينتون ومايك تايسون.