بعد تحذيرات سابقة من مقتل الآلاف من حيوانات «الكوالا» النادرة جراء الحرائق التي اندلعت مؤخراً في غابات أستراليا، والتي تبقى منها نحو الـ50 في المائة منها فقط، بعد مقتل عدد كبير منها بالصيد الجائر غير الشرعي للحصول على فرائها الثمين، تبين صحة التحذير بعد أن امتدت الحرائق إلى موطن الكوالا في الغابات.
وأنقذت أجهزة الدفاع المدني والإطفاء الأسترالية حيوان «كوالا» واحداً، مصاباً بعدة حروق في جسده ووجهه.
وقضت الحرائق على 5000 فدان «دونم» من غابات الساحل الشرقي لأستراليا، وفقاً موقع «مترو» البريطاني.
ونشرت لقطات لحيوان الكوالا المصاب بعدة حروق وضيق تنفس خلال علاجه الحثيث في مستشفى متخصص بعلاج حيوانات «الكوالا» الأسترالية، وهو مستشفى «بورت ماكواري كوالا».
ويعتقد أنه أول كوالا يتم إنقاذه، وهو صغير الحجم، ويزن 5 كيلو غرامات، وأطلق عليه المتطوعون اسم «كودري بول».
وتخشى الجهات المقدمة لخدمات حماية ورعاية البيئة أن تكون الحرائق قد قتلت المئات من حيوانات «الكوالا» في «نيو ساوث ويلز» التي تعتبر موئل حيوانات الكوالا.
واندلعت الحرائق بعد تعرض الغابات للصواعق يوم 25 أكتوبر (تشرين الأول) - الماضي، وامتدت الحرائق لتشمل مساحات عديدة من غابات أستراليا على بد 200 ميل من شمال مدينة «سيدني» الأسترالية.
وذكرت سو أشتون مدير مستشفى بورت ماكواري كوالا، أنّ ثلث الغابات المحترقة، كان موئل حيوانات «الكوالا» النادرة التي تعتبر كنزاً بيئياً قومياً لأستراليا وشعبها، ونظراً لشدة الحرائق في الغابات، واحتراق ثلثها، حيث يقيم 50 في المائة من الكوالا، أضافت: ليس بأيدينا سوى الأمل بنجاتها.
وقد أرسلت إدارة المستشفى فرق إنقاذ كاملة من المتطوعين للبحث عن حيوانات الكوالا بأمل العثور على ناجين جدد.
وبدأ المستشفى بجمع التبرعات لتأمين محطات مائية للحيوانات التي تعيش في الغابات خلال الحرائق ريثما يتم إطفاؤها بالكامل، وإعادة تأهيل ما احترق وتلف منها من طبيعة وأشجار، فهذه المحطات المائية ستحافظ على الحياة البرية والكائنات الحية التي تقيم فيها، ويصل عدد الحيوانات والطيور المتنوعة التي تعيش في غابات أستراليا إلى أكثر من 43 ألف نوع تقريباً.
وحيوانات «الكوالا» بارعة بتسلق الأشجار العالية والبقاء فوقها لفترات طويلة والنجاة، بحال كانت النار تمر تحتها وليس فوقها.
وأعداد حيوانات «الكوالا» تشهد انخفاضاً حاداً ومقلقاً في العقود الماضية في أستراليا بسبب الصيد الجائر وتعرضها لهجوم الكلاب البرية وتغيرات المناخ والآن: «الحرائق» التي تشكل حالياً التهديد الأكبر والأخطر لحياتها.