هل انتهى عصر ملكات الجمال في الدراما؟ يبدو أنّ على المنتجين أن يعيدوا حساباتهم بعد أن تمكّنت كارمن بصيبص بطلة "عروس بيروت" من قلب كل المقاييس، فظهرت بلوك عفوي، شعر غير مصفف، ماكياج هادىء، ملابس بسيطة، تشبه أي صبية عادية، دون تكلّف ولا استعراض.
ملّ المشاهدون من الوجوه البلاستيكية، التي ضيّعت معالمها عمليات التجميل، وحوّلت صاحباتها إلى أصنام من جفصين، ما انسحب على أدائهن كممثلات.
كارمن جاءت في عصر تصدّرت فيه ملكات الجمال الدراما اللبنانية، لتثبت أنّ الموهبة تأتي في المقام الأوّل، وأنّ الشكل لخدمة الدور لا العكس، وأنّ على موضة ملكات الجمال أن تتوقّف، وأن الممثلات اللبنانيات لسن مجرد أشكال جميلة تتحرّك أمام الكاميرا ولا تجيد التمثيل.
رغم صدور حكم بحبسها.. سمية الخشاب تشعل السوشال ميديا بوصلة رقص في المغرب
في "عروس بيروت" أجادت كارمن دورها كما فعلت أصلي أنفير في النسخة التركية، كرّست نفسها لخدمة الدّور بأدق تفاصيله، ساعدها العمل تحت إدارة تركية، في حين كان يترك للممثلات حريّة الظهور بصورة لا تخدم الدّور، على اعتبار أن جمال الممثلة وشكلها الخارجي يأتي في المقام الأول.
لم يكن "عروس بيروت" أوّل أدوار كارمن، إذ سبق ونجحت في مسلسل "ليالي أوجيني" ولفتت الأنظار إليها، كواحدة من أهم الممثلات التي تراهن عليها شركات الإنتاج في المرحلة المقبلة.
وتتصدّر المشهد الدرامي في لبنان اليوم ملكات الجمال وعارضات الأزياء، يتسلّمن البطولة من أوّل تجربة، بعضهن ينجح والبعض يخفق ويخفق معه فريق عمل بكامله، كما حصل في مسلسل "أدهم بيك" الذي لعب دور البطولة فيه يوسف الخال وأسندت البطولة النسائية إلى شابة قادمة إلى التمثيل من بوابة الجمال تدعى كريستينا، فأخفقت ومعها العمل بمجمله.
في لبنان، أشهر الممثلات في لبنان قادمات من عرض الأزياء ومباريات جمالية، مثل نادين نجيم وسيرين عبد النور ونادين الراسي، نيكول سابا، وحتى ورد الخال نفسها جاءت من عالم عرض الأزياء قبل أن تنجح في اختبار التمثيل وتنحّي شكلها الخارجي جانباً.
ومؤخراً برز في عالم التمثيل اسم دانييلا رحمة القادمة من عالم الجمال، إلا أنها نجحت في إبراز موهبتها من دون الاعتماد على شكلها، وانضمت إلى قافلة ملكات الجمال فاليري أبو شقرا التي برزت بدور صغير في مسلسل "الهيبة" بموسمه الثاني، وعادت لتلعب دور البطولة في مسلسل "ما فيي".
ستيفاني صليبا أيضاً اقتحمت عالم التمثيل من بوابة شكلها الخارجي، كذلك ريم خوري التي لعبت أول أدوارها في مسلسل "الكاتب" في رمضان الماضي، بعد خوضها تجربة في مباراة ملكة جمال لبنان، في الموسم نفسه التي انضمت عارضة الأزياء سينتيا صمويل إلى مسلسل "خمسة ونص".
ومع تصدر العارضات المشهد الدرامي، جاءت كارمن لتقلب المعادلة، وتؤكّد أنّ الموهبة تأتي في المقام الأوّل، وأنّ الجمهور يحبّ أن يشاهد في الدراما نماذج تشبهه وتشبه النماذج التي يراها في الشارع، لا عارضات أزياء يستعرضن جمالهن على حساب الدّور، ويحتجن دائماً إلى رافعة درامية تنقذ ما يقدمنه من أعمال من الهبوط.