أكد محمد فهد الحارثي رئيس تحرير مجلتي "سيدتي" و"الرجل"، خلال مشاركته في جلسة "الإعلام في المستقبل"، ضمن منتدى أسبار الدولي الذي احتضنته العاصمة الرياض بين 4 و6 نوفمبر 2019، والتي جمعت نخبة من الإعلاميين في وسائل إعلامية مختلفة، على أن المؤسسات الإعلامية التي ستستمر هي من تحافظ على المهنية وتعمل على تطوير ذاتها، وتساءل عن مستقبل المؤسسات الإعلامية، خاصةً بعد إعلان بعضها إفلاسها، أو قربها من الإفلاس، وكيف سيكون مستقبلها بعد عشر سنوات؟
أسباب مشكلة المؤسسات الإعلامية
قال الحارثي شارحاً أسباب المشكلة: "نحن نحمِّل تلك المؤسسات الأخطاء التي وقعت فيها بسبب تقاعسها، وعدم مبادرتها في مواكبة التغيرات وتقديم شيءٍ جديد". مشيراً إلى أن "التحديات، والتغيُّرات التقنية جزءٌ من التحديات التي تواجهها أي مؤسسة إعلامية أسوةً بغيرها من المجالات". وقال، طارحاً مثالاً على ذلك: "لنأخذ مثالاً صناعة التكنولوجيا، والتغيُّرات التي باتت تشكِّل تحدياتٍ بالنسبة إلى الشركات العاملة فيه، حيث تمكَّنت شركاتٌ، مثل سامسونج، من تجاوزها بنجاحٍ، في حين استسلمت كثيرٌ من الشركات الأخرى، مثل نوكيا، التي تخلَّت عن المبادرة بعد أن كانت في وقت مضى تملك السيادة في السوق".
ورأى أن "الجزء الأساس في فشل، أو نجاح المؤسسات الإعلامية، يكمن في القيادة التي تملك الرؤية الواضحة، والتصور الصحيح". مؤكداً أن غياب القيادة، هو ما يجعل مصير المؤسسات الإعلامية في مهب الريح".
ماذا يريد القارىء؟
وأوضح الحارثي، أن "الصحف، والوسائل الإعلامية التي تحرم نفسها من كسب ولاء القارئ على المدى البعيد، ولا تستفيد من تجارب وسائل التابلويد ذات النجاح المؤقت، تخسر كثيراً، لأن القارئ بات على مستوى من الوعي، ينافس به مستوى المرسل بحكم التخصُّص والمعرفة، وكمية مصادر المعلومات التي يتلقاها يومياً".
وشدَّد على أن "المؤسسات الإعلامية التي ستستمر، هي التي تحافظ على المهنية والمقاييس والمعايير الصحفية، وتعمل على تطوير ذاتها، وتقديم خدمات جليلة للقارئ".
وأكد الحارثي في نهاية حديثه، أن أي وسيلة إعلامية تستمر في فرض النجاح وفق "البزنس موديل" نفسه، وبالمقاييس الحالية ذاتها، ستفشل، قائلاً: "إذا لم نتغيَّر، فسنغيب".
إعلاميون ونقاش حول مستقبل الصحافة
شارك في جلسة "الإعلام في المستقبل" (نتابعها في خبر منفصل) نخبة من الإعلاميين المعروفين. الذين أثروا الجلسة بآرائهم حول صحة الأخبار وكيفية تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، والتعليم الإعلامي في المستقبل ومستقبل المؤسسات الإعلامية في ظل الثورة الرقمية، إضافة إلى المهن والوظائف الإعلامية في المستقبل والإعلام في المستقبل.. وهل ستختفي الصحافة؟ ومستقبل صحافة البيانات في الإعلام العربي.
وقد أدار الجلسة إدريس الدريس الكاتب والمستشار الإعلامي وشارك فيها علي جابر مدير مجموعة "إم بي سي" والدكتورة حنين شعيب عميدة كلية الإعلان بجدة جامعة الأعمال والتكنولوجيا، وعضوان الأحمري رئيس تحرير صحيفة الإندبندت العربي، والدكتورة ناهد باشطح المؤسسة والرئيسة التنفيذي لمؤسسة أبعاد لصناعة المحتوى الرقمي، والإعلامي علي العلياني والإعلامي عبدالله المديفر.