بدأ فعلياً استخدام أول عقار جيني لعلاج فقدان البصر الوراثي «LUXTURNA»، بعد توفيره في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، وذلك بالحقن جراحياً لإعادة البصر للمرضى.
وبهذا، أصبحت السعودية خامس دولة في العالم توفر هذا العلاج، الذي أُعلن عنه خلال المؤتمر الأول لطب وأبحاث الجينوم، المنظَّم على مدى ثلاثة أيام في مدينة الملك فهد الطبية؛ بهدف إثراء حصيلة المهتمين العلمية، وجعلهم على اطلاع دائم على آخر تطورات الطب، فخلال المؤتمر، تحدثت الدكتورة والباحثة سلوى الهزاع عن أمراض العيون الوراثية، وأعلنت عن:
مفاجآت حصرية منها:
- إنشاء مركز الطب الشخصي لجينوم العيون.
- اعتماد قسم العيون في مستشفى الملك فيصل التخصصي، بوصفه أول مركز في منطقة الشرق الأوسط للعلاج الجيني لنوع من أنواع العمى الوراثي، وهذا العلاج معتمد من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.
- إدخال الفحص للمواليد؛ لإعطائهم العلاج الجيني الجديد؛ لكيلا يكون هناك مولود مصاب بالعمى جراء طفرة RPE65.
وفي لفتة تشجيعية، طلبت الدكتورة الهزاع من طالبتها، الطبيبة الباحثة بسمات المعلم، إلقاء محاضرة عن أبحاثها في جينوم العيون بالمؤتمر.
وفي تصريح خاص لـ«سيدتي»، أكدت الدكتورة الهزاع أن «معدل الكشف عن الأمراض الوراثية الخاصة بالعيون تجاوز 83% في المعمل السعودي للتشخيص، التابع لمستشفى الملك فيصل، وهي نسبة عالية مقارنة بالمختبرات العالمية؛ إذ تُقدَّر بنحو 60%.
وقالت الهزاع: «يبدأ العلاج بالطفولة؛ لعدم حصول تلف في مركز العين، حيث نقوم بعمل الفحص المبدئي عند الولادة؛ لمعرفة الأمراض الوراثية، وعندما نجد لدى الطفل هذه الطفرة، نُجري العملية فوراً، ونضمن نجاحها 100%، ولن يعلم الطفل أنه كان أعمى أبداً، ولن يعاني أهله من البحث عن علاجٍ له، كما أنه لن يكون عالةً على دولته، ومن المعروف أن النمو يقتصر على 18 سنة فقط، أما العينان؛ فيتوقف نموهما وإرسال موجاتهما إلى الدماغ عند عمر ست سنوات، لذا إن لم يُعالج المرض قبل هذا العمر، فسيصبح في حالة تسمَّى «الكسل».
وأوضحت أن «أمراض العشى الليلي أكثر من 300 طفرة، وقد اكتشفنا العلاج لواحدة منها، ونتمنى من باقي الشركات التنافس والحصول على علاج لباقي الطفرات». وكشفت أن «العائلة الواحدة لا تنجب طفلاً واحداً أعمى فقط، بل أكثر من ذلك، والمرض لا يأتي وحده، بل قد يصاحبه العشى الليلي المتلازمي، وأمراض أخرى، مثلاً قد يكون الطفل المصاب لا يسمع، أو لا يدرك جيداً ما حوله، إضافة إلى مشكلات في الأعضاء التناسلية».
من جهتهم، تفاعل المغردون في موقع «تويتر» مع بدء استخدام العلاج؛ إذ كتبوا تغريدات، أثنوا فيها على الخطوة الطبية، حيث قالت المغردة لطيفة الشعلان: «تستحق استشارية أمراض وجراحة العيون الدكتورة سلوى الهزاع الشكر والتقدير، فهي ممن بذلوا الوقت والجهد والمتابعة، حتى تم ترخيص هذا العقار الجيني وتوفيره في السعودية».
في حين غرّد المهندس والمستشار نبيه البراهيم، عضو مجلس الشورى: «الشكر والتحية والتقدير للزميلة الدكتورة سلوى الهزاع، عضو مجلس الشورى في دورته السابقة، والفريق العامل معها في مركز أبحاث مستشفى الملك فيصل التخصصي على هذا المنتج الطيب والمفيد للإنسانية جمعاء».
أما الدكتورة والباحثة ملاك آل عابد الثقفي، مدير المختبر الخاص بـ«برنامج الجينوم البشري السعودي»، في مدينة الملك فهد الطبية، فعبَّرت عن سعادتها بالإنجاز، قائلةً: «سعيدة بنجاح أول علاج جيني في السعودية للعشى الليلي، وأريد أن أشكر رئيس قسم العيون الدكتورة سلوى الهزاع على سعيها خلف علاج Luxturna منذ أكتوبر 2018 مع الشركة العالمية، ثم الشركة المحلية، ثم مع هيئة الدواء والغذاء، فهي ممن بذلوا الوقت والجهد والمتابعة، حتى تم ترخيص هذا الدواء وتوفيره في الوطن».
يذكر أن سلوى الهزاع دكتورة عيون سعودية، متخصِّصة في أمراض العيون الوراثية، رئيس قسم العيون في مستشفى الملك التخصصي بالرياض منذ عام 1997، واستشاري طب وجراحة العيون منذ 1993، أول طبيبة سعودية تحصد جائزة أفضل بحث علمي من الجمعية السعودية لأمراض العيون في 1989 و1995، إضافة إلى عديد من الجوائز العالمية.