عندما نذكر كلمة جاسوسية، أول ما يخطر في أذهاننا أشخاص أذكياء ومدربون على مختلف الفنون القتالية وخطط الهروب. يحملون في ساعاتهم ونظاراتهم الشمسية كاميرات صغيرة وأجهزة تنصت. إلا أن الأمر قد يكون مختلفاً لعدد من العلماء كانوا على متن زورق تابع لدولة جنوب أفريقيا في مياه المحيط المتجمد الشمالي، حيث ساورتهم الشكوك بحوت أبيض لطيف من فصيلة بيلوغا Beluga، بأنه قد يكون جاسوساً روسياً.
ووفقاً لما نقله موقع روسيا اليوم، عن صحيفة الإنديبندينت البريطانية، أن العلماء المختصين في شؤون البحار، كانوا في بداية الأمر يلعبون مع الحوت الأبيض في عرض المحيط، حيث كانوا يرمون له كرة في الماء، وهو يهرع لإحضارها لهم، تماماً كما تلعب الكلاب الأليفة. إلا أن ذكاء الحوت وتصرفاته الغريبة، جعلت الشكّ يساور هؤلاء العلماء بأنه مدرب، حيث رجحوا أن يكون جاسوساً روسياً.
وتابعت الصحيفة البريطانية، أن مقطع فيديو مصور تم تداوله مؤخراً لما حدث مع العلماء، يظهر أحدهم على متن الزورق وهو يرتدي سترة كان عليها شعار دانا إكسبلورر Danah Explorer، وكان يلعب مع الحوت من خلال رمي الكرة له في المياه ليلتقطها ويعيدها إليها. حالة الفرح الشديدة والتصرف غير المألوف لحيوان يعيش في البحر، جعلت العلماء يشكون بأنه مدرب على يد الجيش الروسي، واعتقدوا بأنه قد يكون مدرباً لتنفيذ أعمال التجسس والاستطلاع.
ومن جهته، أشار كوايد فين، المختص في حياة الثدييات المائية، إلى إن سلوك حوت بيلوغا Beluga الذي لعب مع العلماء، كان غير طبيعي على الإطلاق ويثير الريبة إلى حد كبير. وتابع فين قائلاً: «هذه ليست تصرفات حيوان بحري طليق، أغلب الظن أنه مدرب من قبل الإنسان على تنفيذ حركات عديدة مثل جلب الأشياء. لاحظنا أنه يعاني من سوء التغذية، ما يدل على أنه لا يصطاد طعامه، ولا يزال يعتمد على البشر ليأكل، ما يفسر سلوكه وتصرفاته الغريبة».
أما الكاتب المختص بالمقالات والأبحاث العلمية في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فيريس جابر، فقد أوضح أن هنالك احتمال كبير بأن يكون هذا الحوت قد استطاع الفرار والهرب من البشر، وأنه راح يسبح في البحار والمحيطات مبتعداً عنهم وحيداً. ولأنه يشعر بالجوع والتعب، ولأنه يألف البشر من قبل، توجه مباشرة إلى العلماء على الزورق لحظة رؤيته لهم.