أكد وزير الثقافة السعودي، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، في الكلمة التي ألقاها يوم الجمعة الماضي، في مؤتمر اليونسكو، أن المملكة تخطو خطوات واثقة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا عبر "رؤية 2030"، مشددًا على أهمية "تعزيز العلوم الثقافة والفنون؛ للإسهام في إفشاء الحوار والتواصل بين الأمم، من أجل حاضر مزدهر ومستقبل أفضل للأجيال القادمة".
وقال وزير الثقافة السعودي، الذي ترأَّس وفد بلاده في مؤتمر "اليونيسكو" العام بباريس، إن "السعودية تنظر إلى الثقافة في مفهومها العام، بوصفها أحد أبرز الأسس التي تدعم التوجهات للتطوير البشري، ومد جسور التفاهم بين المجتمعات؛ من أجل النهوض بعالم أقوى، تترابط فيه الشعوب باختلاف ثقافاتها".
وأردف: "الثقافة والفنون في المملكة تُعد إحدى ركائز التحول الوطني، من خلال "رؤية 2030"، التي "سرعان ما بدأت ملامحها تنعكس بشكل إيجابي في عدة قطاعات، ومن ضمنها التعليم والثقافة والفنون بأنواعها، بما في ذلك الموسيقى في مناهج الجامعات والمدارس".
وبيّن أن "المملكة تؤمن أن تعليم وتأهيل النشء أساس أي عملية بناء وتطوير وتعزيز للثقافة في مجتمعاتنا، مع تغذيتها بالقيم الإنسانية التي نشدِّد عليها في عملنا، من خلال منظومة أكثر تطورًا وانفتاحًا على مختلف الثقافات؛ لأن من شأن ذلك تقوية النسيج الاجتماعي، وفتح أبواب السلام الكبرى بين الأمم"، مضيفًا: "سعينا إلى تحقيق ذلك، بانسجام مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، عبر إيماننا العميق بأهمية شراكة القطاع غير الربحي مع القطاعات الأخرى؛ كونه شريكًا أساسيًّا في التنمية"، منوّهًا إلى تأسيس السعودية للمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي.
وشدد على أهمية الشباب، "بوصفهم عنصر القوة الهائلة لترجمة طموح وآمال مجتمعاتهم"، لافتًا إلى أن رحلة تمكينهم في المملكة "تستمر بوتيرة أكثر سرعة، وذلك من خلال إيجاد البيئات المحفزة لإبداعهم في شتى المجالات، ودعمهم وإطلاق طاقاتهم، وإشراكهم بالتحفيز والإلهام في كل ما يتعلق ببناء وطنهم، بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني".
وأكد وزير الثقافة "استمرار المشاركة بفعالية الروح السعودية في العطاء، للإفادة وتحقيق النسق المتكامل الذي نسعى إليه معًا، من خلال استراتيجية اليونيسكو التنفيذية بشأن الشباب 2014 – 2021"، منوهًا باهتمام المملكة بالذكاء الاصطناعي، وإنشائها هيئةً وطنية تعنى به، كونه أحد مخرجات الثورة الصناعية الرابعة، وفي صلب التطور المستقبلي.
وأوضح أن السعودية ستستضيف في شهر مارس المقبِل القمةَ العالمية للذكاء الاصطناعي التي "ستمثّل ملتقًى سنويًّا عالميًّا لتبادُل الخبرات، وعَقْدِ الشراكات بين الجهات والشركات الفاعلة في عالم البيانات والذكاء الاصطناعي محليًّا ودوليًّا، لوضع هذا العلم المتطور في سياق خدمة البشرية جمعاء".
ودعا الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، في ختام كلمته، الدولَ الأعضاء لبلورة الرؤى إلى واقع، وقال: "إننا نحضر وفي نوايانا النجاح في بلورة أهداف هذه المنظمة لما يخدمهم جميعًا، بالتعاون والتكامل، يدًا بيد.. لعالم أفضل".