في أحد أيام الصيف المقبل، أمام حشد كبير في مركز كيندي للفضاء، سيتم إطلاق صاروخ يحمل مركبة فضاء تابعة لناسا؛ أملاً في العثور على الحياة على المريخ.
وبحسب موقع «واشنطن بوست» بعد سبعة أشهر، ستهبط سفينة المريخ 2020 بحجم السيارة بالقرب من حفرة جيزيرو، وهي حفرة جافة في نصف الكرة الشمالي للمريخ. مع ست عجلات ومجموعة من أدوات التكنولوجيا الفائقة، سوف تجوب الصخور المحيطة بحثاً عن أدلة على أن الميكروبات الغريبة كانت تعيش على الكوكب الأحمر.
كشفت عقود من مسح كوكب المريخ أنه كان يؤوي ذات مرة جواً سميكاً وماء على سطحه. واكتشف الباحثون آثار جزيئات عضوية معقدة قد ترجع لخلايا حية.
الآن، تقدم دراستان جديدتان اقتراحاً مثيراً للدهشة بأن رحلة المريخ 2020 يمكن أن تجد دليلاً أقوى على وجود حياة على سطح كوكب المريخ.
تُظهر الصخور المحيطة بجيزيرو دليلاً على وجود جزيئات السيليكا والكربونات المعروفة على الأرض التي تساعد في الحفاظ على الحفريات المجهرية على مدى مليارات السنين.
وقال «بريوني هورجان»، عالم الكواكب في جامعة بوردو والمؤلف الرئيسي للدراسة في مجلة إيكاروس عن اكتشاف الكربونات: «إنها إشارة كبيرة للنظر في هذا المكان، إنه مكان متنوع، مع الكثير من المسارات للأمام للبحث عن البيوجينات، مما يعني أن لدينا الكثير من الفرص لفهم ما حدث بالضبط مع تاريخ الحياة هنا».
لكن ما الذي يجب أن يجده العلماء في رحلة المريخ 2020 ليكونوا متأكدين من وجود حياة على سطح المريخ؟
تصوير استطلاعي
اعتمدت الدراستان اللتان نُشرتا هذا الأسبوع على مطياف التصوير الاستطلاعي للصور (CRISM)، وهو كاميرا مدارية قادرة على مسح سطح المريخ في ضوء الأشعة تحت الحمراء والمرئية.
من ارتفاع 250 ميلاً، يرسم CRISM خرائط ملونة للمعادن على الكوكب الأحمر
تم العثور على الكربونات، التي تتشكل عندما يتفاعل ثاني أكسيد الكربون مع الصخور والماء، في جميع أنحاء جيزيرو. لكن CRISM أظهر تركيزاً عالياً للغاية من المعدن على طول الحافة الداخلية للحفرة، حيث كان ساحل البحيرة قد انتهى قبل أكثر من 3 مليارات سنة.
لقد وجد العلماء الستروماتوليتات - وهي عبارة عن تراكيب طبقات مكونة من الحصير المغطى بالكربونات - والتي يعود تاريخها إلى 3. 7 مليار سنة.
وقد اعتمد أيضاً «جيس تارناس» عالم الكواكب في جامعة براون على خرائط CRISM لأبحاثه، حيث تصف مقالته السيليكا المائيّة بالقرب من دلتا جيزيرو، حيث غذى الماء البحيرة من نهر قديم.
يمكن أن تكون السيليكا الرطبة، والمعروفة باسم أوبال، قد تشكلت في الانفجارات البركانية وعلى حواف الينابيع الحارة. ولكن عندما يتم إنشاؤها من الرواسب التي تستقر في قاع البحر، يمكن أن تشكل بلورات قوية وفعالة بشكل استثنائي في الحفاظ على علامات الحياة... على الأرض، وجد العلماء عينات من السيليكا الرطبة التي تحتوي على مواد عضوية قديمة وحتى خلايا متحجرة.
ونظراً لأن السيليكا الموجودة في المريخ قريبة جداً من الدلتا، فمن الممكن أن تحتوي على مواد من محتويات النهر. وإذا احتوت أنهار المريخ على حياة، فقد تظل بقايا الكائنات القديمة محصورة داخل هذه البلورات.
سيتم تزويد روفر 2020 بمجموعة واسعة من الأدوات لفحص هذه المعادن. ويمكن للكاميرات التقاط صور من صخور استروماليتس إذا كانت موجودة. ستحدد أشعة الليزر تكوين الصخور على مستوى عنصري.
من الجدير بالذكر أن رحلة المريخ 2020 ليست سوى الخطوة الأولى من برنامج مكون من أربعة أجزاء. بمجرد التعرف على الصخور الأكثر إلحاحاً حول جزيرة جزيرو، سيتم استخدام أداة تم تطويرها خصيصاً لجمع وتخزين عينات من المادة.