دينا فؤاد، زوجة المخرج الراحل هشام فؤاد، خال الفنان هيثم أحمد زكي من الشخصيات المؤثرة في حياة الفنان الراحل. قابلناها في منزل عائلة المخرج الراحل أحمد فؤاد، جد هيثم. وهو المنزل الذي شهد أفراح وأحزان ورحيل أصحابه الواحد تلو الآخر. المخرج أحمد فؤاد، ثم الأم الرقيقة الممثلة هالة فؤاد، ثم الجدة والأم الثانية لهيثم، ثم الخال المؤثر في حياته، حتى كتب القدر نهايته في منزله الخاص في كمباوند بيفرلي هيلز. سألنا دينا فؤاد، زوجة خال هيثم:
ذكرياتك مع هيثم زكي ومن تكفّل بتربيته؟
في البداية، أنا حزينة جداً على فراق هيثم، لأنه في مكانة ابني. تزوجت المخرج هشام فؤاد وهيثم يبلغ من العمر 10 سنوات، وكان ذلك بعد رحيل والدته هالة فؤاد وجده المخرج أحمد فؤاد.
وبعد زواجي، طلب مني هشام أن نعيش مع والدته، جدة هيثم حتى يربّيه معها، وكان هيثم طفلاً ذكياً شقياً ودمه خفيف وحساساً جداً، اتفقت معه أن يناديني باسمي، وأن نكون أصدقاء، وكان يحكي لي كل شيء يحدث معه ويشتكي لي من جدته وزوجي (خاله هشام)، لأنهما دائماً ما تحدث بينهم خلافات بسبب خوفهما عليه، وكنت أذاكر لهيثم دروسه.
ماذا كان يخبرك عن والدته؟
كثيراً ما كان يحكي لي عن والدته لأنني لم أتعرّف عليها، وكيف أنها كانت أماً حنوناً ويشبّهها بالملاك، ويقول لي: «ماما كانت تحكي لي حواديت كتيرة، تعلّمت منها معاني جميلة في الحياة كالصدق والأمانة». وكان هيثم يداوم على مشاهدة تسجيلات لأعياد ميلاده ليرى والدته، وكأنها ما زالت تعيش معه، تتحرك وتضحك وتتكلم.
كيف كان دور الجدة نجاة، والدة هالة فؤاد؟
كانت تعوّض هيثم عن حنان والدته، وتعلّمه ما كانت هالة تريد تعليمه إيّاه من صلاة وصيام. وكان تحرص على أن تطهو له كل الأكلات التي كان يحبها من يد والدته، مثل المعكرونة والمحاشي والموز باللبن، وكنت أساعدها في ذلك. وكان هيثم يترك غرفته لينام بجوار جدته، وعلى الرغم من كل هذه المحبة، كانت تحدث خلافات بينها وبين هيثم وخاله أحياناً بسبب المواعيد في فترة المراهقة والبقاء خارج المنزل إلى وقت متقدّم من الليل أحياناً. وكانت الجدة وزوجي هشام حريصَيْن على أن يعود هيثم إلى المنزل في مواعيد محددة وعلى معرفة أصدقائه وأهلهم، لأن الفنان الراحل أحمد زكي كان يتابع مع هشام تحركات هيثم، وحرص على معرفة أصدقاء ابنه وعناوين بيوتهم. فكان ذلك يزيد على قلق هشام ووالدته، لأن أحمد زكي ترك المسؤولية لهما بسبب انشغاله في عمله وتصوير أفلامه.
كيف كانت علاقة هيثم بخاله هشام؟
كانت صداقة أكثر منها علاقة خال بابن أخته، وكان يذهب معه إلى النادي ويلعبان كرة القدم ويقضي معه أوقاتاً طويلة، يحكي له عن أصدقائه في المدرسة، أو أي علاقة عاطفية مر بها في فترة المراهقة، وكان يحكي لي أنا أيضاً. وكان هشام يتابعه في المدرسة ويسأل عن مستواه الدراسي بصفة منتظمة.
«لم يشبع» من أبيه
كيف كانت علاقة هيثم بوالده أحمد زكي في ذلك الوقت؟
كان هيثم يحب والده جداً، ويخاف منه ويحترمه جداً ولكنه كان يخاف أن يحكي له ما يحدث معه، لأنه لم يكن يضمن رد فعل والده، نظراً إلى اندماج أحمد زكي المستمر في شخصيات أفلامه، وكان ذلك يجعله متقلِّب المزاج. لكن أحمد كان حريصاً كل الحرص على حضور عيد ميلاد هيثم، ودائماً ما يحضر الهدايا لبناتي، وكان إنساناً جميلاً.
كيف كان أحمد زكي يتعامل مع تبنه هيثم؟
من الأمور التي علّمها أحمد زكي لهيثم، أنه كان يعطيه مصروفاً محدداً، حتى يشعر بقيمة المال، لأنه كان يرى أن كثرته تفسد أي شيء. كما كان النجم الراحل أحمد زكي حريصاً على أن تكون لدى هيثم قناعاته، وأن يكون محترماً وخلوقاً. وقد زاد ارتباط هيثم بوالده عندما انتقل إلى الحياة معه في شقته بالمهندسين، عندما أُصيب أحمد بالسرطان، فأقام هيثم مع والده لمدة عام ونصف العام، حكى فيها أحمد لابنه مشوار حياته وأدواره، وعلاقته بهالة فؤاد والدة هيثم، وندمه على طلاقه منها. في هذه الفترة، عرف هيثم والده عن قرب وتعلّم منه الكثير في هذه المدة الزمنية القصيرة، وارتبط بوالده أكثر.
كيف تصفين حالته بعد رحيل والده؟
حزن هيثم كثيراً، لأنه «لم يشبع» من أبيه حسب كلامه وكان يتحدث كثيراً عنه ويراه شخصية قوية ورجلاً عظيماً عاش وحيداً طوال حياته. وكان هيثم يقول إنه أصبح وحيداً الآن ويشعر بالوحدة التي كان يشعر بها والده. ثم أقامت جدته معه بعد وفاة أحمد زكي وأحزنها أن هيثم دخل المجال الفني واندمج فيه. وهذا عكس وصية هالة فؤاد التي لم تكن تريد لابنها دخول المجال الفني، لأنه مجال مليء بالصراعات والضغوط. وكانت جدته تريده أن يعمل في إدارة الأعمال، لأنها مجال تخصصه. وبعد رحيل جدته، عرض عليه هشام زوجي العودة مرة أخرى ليقيم معنا، لكنه رفض، وبقي في منزل والده.
تغييرات في حياته
كيف كانت علاقة هيثم بابنتي خاله؟
علاقة طيبة جداً. وهو في سن المراهقة، أنجبتُ هالة ابنتي الكبرى فكان يلاعبها ويجلس معها كثيراً، ويعتبر أنه أخوها الكبير، وكان يتصل دائماً للاطمئنان على بناتي، إذ كان يرى نفسه مثل والدهما بعد وفاة خاله الذي ربّاه. وكان يؤكد أنه سيكون الأخ والأب لهما حتى تتزوّجا، وكنت أوصيه عليهما وأقول له: «إنت يا هيثم هتجوزهم وتختار عرسانهم»، وكان دائماً يحضر لهما الهدايا من أي مكان يسافر إليه، وما زلت أتذكر النظارة الشمسية التي أهداها لهالة، ابنتي الكبرى في عيد ميلادها الماضي.
حياة هيثم تغيّرت تماماً في العامين الأخيرين. ماذا حدث؟
عندما بدأت قصة حبه بإنجي بدأ يتغير، وكان حريصاً على أن يستقر ويكوّن أسرة. ومنذ سنتين، تمت الخطبة وأدى فريضة الحج، وبدأ ينتظم في الصلاة ويحكي لي كل هذه التغيّرات، وهو في قمة السعادة، بعدما عانى لفترة قبل حج بيت الله الحرام من كوابيس كانت تلازمه في نومه. وكان لا ينام كثيراً، لكن عندما تغيّرت حياته، أصبح أكثر هدوءاً وسعادة واطمئناناً. ربنا يرحمك يا هيثم.
شاهدوا أيضاً:مفارقات صادمة حول وفاة هيثم أحمد زكي
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي