على الرغم من التقدم الكبير في مجال الطب في عصرنا الحديث، إلا أن هذا لم يمنع من من انتشار العديد من الأوبئة القاتلة والمبيدة للبشرية، خاصة بعد التقرير الدولي الذي تم تداوله مؤخراً بهذا الشأن. وفي الصين، تنتشر هذه الأيام مخاوف كبيرة من انتشار وباء الطاعون من جديد، وذلك بعد أن لقي أحد الصيادين مصرعهم، إثر تناوله وجبة أرنب بري، أصيب على أثره بالطاعون النزفي.
شبح الطاعون يهدد أكثر دول العالم سكاناً..
ووفقاً لما نشره موقع سكاي نيوز، فقد صرح عدد من المسؤولين رفيعي المستوى في الصين، أن رجلاً في منطقة منغوليا كان لاقى حتفه بالطاعون النزفي، عقب تناوله أرنباً برياً خلال اليومين الماضيين. إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذه الحادثة فقط، وما يزيد من مخاوف انتشار وباء الطاعون في البلاد بهذا الشكل الكبير، هو مصرع شخصين في المنطقة نفسها خلال الأيام القليلة الماضية، بعد إصابتهما بنوع من أنواع الطاعون يعتبر أشد خطورة وفتكاً.
ونقل سكاي نيوز عن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أنه بتاريخ 5 تشرين الثاني/نوفمبر من الشهر الجاري، أصيب الرجل البالغ من العمر 55 عاماً بنوع قاتل من الطاعون النزفي إثر تناوله لحم أرنب بري، وبعد عدة أيام من معاناته من المرض فشلت خلالها جميع محاولات علاجه لقي مصرعه أخيراً. إلا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، إذ قامت السلطات الصينية بوضع 28 شخصاً في العزل الصحي كنوع من الإجراءات الاحترازية، بعد ثبوت تواصلهم معه خلال فترة مرضه.
وبحسب ما ذكرته وكالة الأسوشيتد برس الإخبارية، أن المسؤولين في وزارة الصحة الصينية، أفادوا خلال تصريحاتهم بأنه لم تظهر أي أعراض من الحرارة العالية على الأشخاص الـ28 الذين تم عزلهم صحياً، إلا أن وضعهم بالعزل كان من باب الإجراء الاحترازي. حيث تم اتخاذ هذه الإجراءات الطبية في العاصمة بكين، تحديداً بعد إصابة شخصين آخرين بالطاعون الرئوي في وقت سابق.
مخاوف من الموت الأسود.. والسلطات تنفي
وعلى الرغم من المخاوف الكبيرة من انتشار وباء طاعون قاتل في البلاد خاصة من الجهات الشعبية، التي وجهت انتقادات لاذعة للسلطات الصينية لعدم اتخاذها اللازم في مثل هذه الحالات، إلا أن المسؤولين في البلاد أشاروا إلى أن خطر انتشار الطاعون لا يزال منخفضاً جداً، وربما لا يكون الأمر سوى حالات فردية فقط.
الطاعون الأسود.. قاتل الملايين
ومن الجدير بالذكر، أن الطاعون النزفي أو ما يسمى أيضاً بالدملي، هو نوع من الطاعون يصيب الحيوانات عادة، ويتسبب بوفاة الكائنات المصابة به خلال أيام قليلة فقط من الإصابة به. ورغم أنه يصيب الإنسان بنسبة أقل من الحيوانات كما هو معروف، لكنه يعد من أشهر أنواع الطاعون عبر التاريخ، إذ تسبب بوفاة عشرات الملايين من الناس في آسيا وإفريقيا وأوروبا على مرّ العصور القديمة، وكان يطلق عليه اسم «الموت الأسود» بسبب بقع الدم التي يتحول لونها إلى اللون الأسود تحت جلد المصاب.