يعاني بعض المحاربين والجنود القدامى في بعض الجيوش الأجنبية الكوابيس والأزمات النفسية؛ لمواجهتهم الموت عن قرب، أو لاضطرارهم إلى قتل مدنيين بالخطأ خلال حروب شاركوا فيها، ودخل أحد المحاربين الإنجليز في عزلة نفسية قاتلة، وفكر بالانتحار مراراً، ولم ينقذ حياته سوى صور للحياة البرية.
فعندما نقع ضحايا العزلة الاجتماعية والأزمات النفسية لا ينقذنا من أفكار الانتحار السوداء، أو الألم، سوى العثور على هواية جميلة، تطلعنا على عظمة الله وقيمة الحياة البشرية وجمال الحياة وكائناتها الحية، كالتصوير أو العمل التطوعي الذي ينقذ ويشفي ويساعد الفئات المهمشة والمستضعفة، والأطفال اليتامى والمرضى، فالنجاح الجديد، وإسعاد المحتاجين يمنح اليائس أملاً حقيقياً بحياة ثانية أجمل من الحياة الأولى، وبول ويليامز إنجليزي، أنقذته هوايته بتصوير الحياة البرية من الموت منتحراً.
حيث أرجع بول ويليامز، أحد المحاربين المخضرمين في الجيش الإنجليزي الفضل في إنقاذ حياته لهوايته في تصوير لقطات من الحياة البرية.
وتعرض الجندي المحترف، بول ويليامز، من دورست الإنجليزية، لاضطراب ما بعد الصدمة لتتغير حياته إلى الأبد في عقده الرابع من العمر، قائلاً: «كانت أيامي حالكة للغاية مع ورود رغبة ثابتة تقريباً في الانتحار بعد تشخيصي بالصدمة وعلمي أن حياتي المهنية، والحياة كما أعرفها، قد انتهت».
بعدها، أمضى معظم وقته في «تجنب» العائلة والأصدقاء والزملاء. تلخصت مشكلته بـ«الإنكار» بأن شخصاً مثله يمكن أن يصاب بمرض عقلي. استغرق الأمر ما يقارب ثلاث سنوات لتقبل الأمر تماماً. وبالتوازي مع العلاج النفسي، بدأ بول التقاط صور للحياة البرية في الحديقة.
وبحسب صحيفة «مترو» البريطانية، و«البيان»، قدمت هواية التصوير الحافز لبول لكسر نمط حياته المنعزل ليعتريه الرضا الكلي ويجلس في أماكن هادئة في انتظار ظهور كائنات الحياة البرية. موضحاً أنه في بادئ الأمر كانت حالته الذهنية سيئة للغاية لدرجة عدم قدرته على الحفاظ على أي نوع من الاستمرارية في التصوير، ليعود لشرنقته ويعتزل العالم مجدداً عدة أيام.
تدريجياً، بدأ بالاستمتاع بالوقت الذي يختلسه مع الطبيعة، علماً بأنه لا يزال يقاسي حتى الآن في جانب الاتصال مع البشر، بدرجةٍ ما.
كانت الصورة التي غيرت كل شيء بالنسبة لبول هي لقطة لبومة نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت قد لقيت ردود أفعال إيجابية كبيرة لتشكل بدايةً لعلاقة رائعة تستمر حتى يومنا هذا. كما وضعت صوره في أحد تقويمات عام 2019. وأضاف بول، إنه قد عدّ هذا التغيير نقطة محورية إذ كان له دور في ملء الفراغ الذي خلفه فقدان الوظيفة لتصبح له هوية ذاتية.
هوايته بتصوير الحياة البرية تنقذه من الموت
- أخبار
- سيدتي - سميرة حسنين
- 22 نوفمبر 2019