«رجل ينفذ عملية احتيال بمليون دولار من داخل السجن». يبدو أن هذا العنوان قد يكون أقرب إلى فيلم تشويق هوليودي من كونه حادثة حقيقية، إلا أن الأمر ليس فيلماً وليس سيناريو خيالياً، بل حادثة حقيقية وقعت بالفعل في أحد السجون في نيجيريا، وبطلها سجين نفذ عملية احتيال ضخمة للغاية بأكثر من مليون دولار أمريكي، ولم يستخدم سوى هاتفاً وحزمة إنترنت، تمكن من إدخالهما بطريقة ما إلى زنزانته.
ووفقاً لما نشره موقع صحيفة البيان الإماراتية، فإن المسؤولين النيجيريين، كانوا قد كشفوا بأن سجيناً نيجيرياً يدعى هوب أوليسغون أروكي، وهو مسجون لمدة 24 عاماً بتهمة الاحتيال عبر الإنترنت عن طريق التحويلات البنكية واستنساخ شيكات مزورة، في سجن لاغوس المعروف بأنه من أكثر سجون البلاد حراسة وتحصيناً، تمكن من ارتكاب عملية احتيال ضخمة جديدة وهو في زنزانته.
وعند التحقيق بالأمر، اكتشفت لجنة الجرائم المالية النيجيرية، أن أروكي على عكس جميع النزلاء في سجن لاغوس، يتمتع بحرية كبيرة للغاية وغير مألوفة، إذ أن بإمكانه أن يغادر السجن وقت يشاء للقاء عائلته، حتى أنه كان يواظب على المشاركة بالعديد من الفعاليات الاجتماعية. ومن خلال هذه الحرية غير المفهومة التي كانت يتمتع بها، استطاع إدخال هاتف ذكي بحزمة إنترنت لتنفيذ جريمة الاحتيال الأخيرة.
وتابعت الصحيفة الإماراتية، أن أروكي الذي بدأ محكوميته عقب اعتقاله في العام 2012، كان قد تمكن من إقامة شبكة علاقات مع مسؤولين فاسدين في سجن لاغوس شديد الحراسة، منحوه بدورهم كل هذه الحرية الكبيرة بالتنقل وفعل ما يشاء، وأنهم أنفسهم ساعدوه في تنفيذ عملية الاحتيال الضخمة التي تقدر بما يزيد عن المليون دولار من داخل مهجعه.
وأضاف المسؤولون في نيجيريا، أن أروكي كان قد تمكن من الوصول إلى حساب زوجته المصرفي، وأنه كان يحول الأموال التي يجنيها إلى ذلك الحساب. كما أن المحتال كان قد فتح حسابين اثنين آخرين بأسماء مزورة، ومن خلالهما قام بشراء عدد من المنازل الفخمة والسيارات الفارهة. ومن الجدير بالذكر، أنه عند اعتقاله وصفته السلطات النيجيرية، أنه رأس شبكة معقدة من مخططات الاحتيال عبر الإنترنت تجتاز قارتين مختلفتين، كما تبين أنه ضحاياه ليس فقط في نيجيريا، بل في بلاد أخرى من قارات مختلفة.