وُضِعَ مساء أمس الأربعاء حجر الأساس لمشروع "بوابة الدرعية" في حفلٍ تدشين، أقيم تحت رعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز وحضوره، حيث تفضَّل، رعاه الله، بوضع حجر الأساس للمشروع بعد تسلُّمه من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ويهدف المشروع التراثي والثقافي إلى ترميم المنطقة التاريخية، وإعادتها إلى ماضيها العريق في القرن الـ 18 حتى تصبح وجهة سياحية محلية وعالمية، نظراً لما تضمُّه من جغرافيا وتاريخ عتيق.
وتحوَّل ليل الدرعية إلى نهارٍ بفعل الألعاب النارية على وقع عزف فرقة "الأوركسترا" العالمية المطعَّمة بالألوان السعودية.
وحمل حفل الافتتاح عديداً من الاعتبارات ذات القيمة العالية، منها صناعة حجر الأساس من الطين التقليدي المستخدم في مباني الدرعية، إذ تم نحت الحجر الأصفر ممهوراً بجملة "جوهرة المملكة" على يد النحات علي الطخيس.
وسيُفتتح مشروع بوابة الدرعية أمام الجمهور عام 2020، ويعد من أكبر المشاريع ضمن خطط السعودية بقيمة 64 مليار ريالٍ، وستغدو المنطقة عند إعادة ترميمها مجتمعاً حضرياً وتقليدياً متعدد الاستخدامات على امتداد سبعة كيلومترات مربعة، تحتضن ما يصل إلى 100 ألف نسمة من العمال، والضيوف والمقيمين والطلاب، وفي المستقبل القريب ستتحول إلى مكان مثالي للاجتماع والاستكشاف والتسوق والعيش والعمل وتناول الطعام.
كما توقع جيري إنزيريلو الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، أن يبدأ مشروع بوابة الدرعية في تحقيق عوائد بعد خمسة أعوام من الآن، بحسب تصريح إعلامي، وقال: إن الاستثمار في المشاريع، مفتوح أولاً للسعوديين ومن ثم الأجانب.
ولفت إلى وجود ثلاثة أوجه لتمويل قيمة المشروع، الأول عن طريق ميزانية هيئة تطوير بوابة الدرعية، الثاني من المستثمرين السعوديين، الثالث من المستثمرين الأجانب، حيث أبدى كثير منهم اهتمامه بالاستثمار في مشروع بوابة الدرعية، مؤكداً أن الأولوية دائماً للمستثمر السعودي لتطوير المنطقة وذلك بحسب التوجيهات المباشرة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأردف جيري إنزيريلو “في يناير 2020 سنبدأ في أول مشاريعنا وهو “متحف الفن المعاصر”، مشيراً إلى أن المشروع الثاني سيكون نزل “سمحان” وهو فندق مبني بالكامل على الطابع التراثي النجدي المعماري ومملوك لسعوديين.
وأكد أن المشروع سيوفر نحو 55 ألف وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر، لافتاً إلى أن 15 % من الموظفين السعوديين الحاليين في المشروع من سكان الدرعية، حيث الأولوية لهم.
ويعد "بوابة الدرعية" مشروعاً سياحياً ثقافياً وحيوياً ضخماً، أسَّس له الملك سلمان بن عبدالعزيز في نوفمبر 2019، ويقام على مساحة 1.500.000 م2، ويضم أكبر متحف إسلامي في العالم، ويشتمل على مدينة طينية متكاملة، تحتوي على مكتبة الملك سلمان، إضافة إلى أسواق ومجمعات تجارية ومطاعم ومواقع احتفالات.
تضم الدرعية سبع بوابات، هي: بوابة وادي حنيفة، بوابة الغبراء، بوابة مانع المريدي، بوابة الإمام محمد بن سعود، بوابة سمحان، بوابة سلمان، وبوابة محمد.
وتتمتع الدرعية "جوهرة المملكة" بخصائص تاريخية وثقافية وعمرانية وبيئية، مكَّنتها من أن تصبح مركزاً مرموقاً، وتأخذ مكانة عالية في مصاف المدن التراثية العالمية التي تستند إلى مقومات تاريخية وبيئية، وفي عام 2010، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة "يونسكو"، حي الطريف في مدينة الدرعية أحد مواقع التراث العالمي.
وقد نشرت وكالة الأنباء السعودية "واس" إنفوجرافاً، يبيِّن أبرز تفاصيل مشروع "بوابة الدرعية" الذي دشنه، أمس الأربعاء، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حيث يشمل المخطط الرئيس لبوابة الدرعية:
- منطقة الفنون.
- منطقة المطاعم والأسواق.
- مواقع ترفيهية ورياضية.
- مواقع للراحة والاسترخاء.
- موقعان للضيافة والمعارض.
ويوفر المخطط خمسة أماكن مميزة، هي:
- ميدان الملك سلمان.
- مدرج سمحان.
- ميدان النصب التذكاري لأبطال السعودية.
- ميدان المسجد.
- ميدان القرية التاريخية.
ويتضمن المخطط ستة متاحف، هي: متحف منزل آل سعود. متحف الدولة السعودية وشبه الجزيرة العربية، متحف رحلة المئة قصة. مركز الدرعية للفنون، متحف الفنون الرقمية. ومتحف مسك للتراث.
ويأتي حفل التدشين التاريخي في وقتٍ تواصل فيه السعودية المضي قُدماً في خطة التحول القائمة على "رؤية 2030"، وبهدف تحويل منطقة الدرعية إلى إحدى أبرز الوجهات العالمية للسياحة والثقافة وأنماط الحياة العصرية التي تناسب مختلف أطياف المجتمع.
وتمثل الدرعية رمزاً وطنياً بارزاً في تاريخ المملكة العربية السعودية، وتتربع على مساحات خضراء وفيرة، تتيح للزوار والمقيمين الاستمتاع بما تضمه المنطقة من عجائب طبيعية فريدة، حيث يحاط المشروع بوادي حنيفة الشهير بغابات النخيل، التي تمتد على مساحة كيلومترين، وتشكِّل المنطقة وجهة مثالية للأنشطة الترفيهية وتجارب الهواء الطلق.
كذلك، يمكن للمقيمين والزوار التنزه في الدرعية سيراً على الأقدام لمسافة ثلاثة كيلومترات على امتداد مسارات طبيعية، تطل على وادي حنيفة، وحي الطريف التاريخي، في حين يجوب المارة شوارع بوابة الدرعية عبر الطريق المعبَّد الذي يمتد على طول 2.5 كيلومتر.