لاشك أنّ الحلقات الأربع التي عُرضت من مسلسل "ممالك النار" لغاية الآن، غير كافية للحكم على العمل بكل ما فيه، ولكن لا يمكن لأيّ متابع عادي أن يمر مرور الكرام على أداء الممثلين في العمل، والذين تتفاوت نسبة حضورهم وإتقانهم لشخصياتهم من عدمه .
لكنّ اللافت والمثير للانتباه هو الطريقة التي يقدم فيها النجم السوري محمود نصر نفسه في العمل بشخصية "سليم الأول"، ذلك السفاح العثماني الذي لا يمنعه أيّ شيء عن تحقيق أحلامه وطموحاته بالعرش، بكل ما يملكه من دموية ووحشية أوصلته حتى لقتل لوديه .
يلعب محمود على أوتار الشخصية ويعيش معها كأنها جزء منه، فيبرع في أدائها إلى حدّ وصلت فيه الحكاية لإبراز أدق تفاصيلها من قسمات الوجه، وصولًا لطريقة الكلام وانتهاءً بردود الأفعال الجسدية والحسية التي تجعل المشاهد يدرك أنه أمام شخص حقيقي لا ممثل يقدم شخصية ويمضي .
محمود تعامل مع "سليم الأول" وحوّله بتكنيكه وبراعته وعمله على التفاصيل، إلى شخصية من لحم ودم، بعد أن كانت مكتوبة على الورق، ويبدو جليًّا عمله على تفاصيلها ودراسة تاريخها وتصرفاتها، وهي الشخصية التي يحكى عنها الكثير في كتب التاريخ .
في مشهد قتل ولديه يستحضر محمود إمكاناته ويستخدمها ببراعة تُحسب له، فكان الجانب النفسي والحسي هو المهم لإيصال الأهم من الفعل، وهي الأسباب التي دفعته لذلك، وهو ما قدّمه محمود ببراعة لافتة، فالرجل كان يتفنّن حتى بالبراعة، وهي نقطة تُحسب لخريج المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا، ولممثل لم يكن يومًا عابرًا أو مارقًا، في مهنة يتعامل معها بشغف وحب لا كمهنة يترزّق منها .
بدا واضحًا للجميع وهو ما يمكن أن نتابعه عبر ردود الأفعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ محمود نصر لفت الأنظار ببراعته كممثل يقدم الشخصية بكل تفاصيلها، ويعمل على توسيع مساحات اللعب بأدائها عبر جوانب مختلفة، منها النفسية والجسدية وصولًا إلى طريقة الكلام وتقاسيم الوجوه، ومرورًا بنظرات العيون التي كانت تتحدث عن الحالة التي تعيشها الشخصية.
باختصار يمكن القول إنّ محمود لم يكن يومًا إلا رهانًا رابحًا، وهو اليوم في "ممالك النار" يؤكد أنه مسكون بالهمّ الإبداعي وإظهار أنه ممثل بارع بعيدًا عن أيّ جوانب أخرى .
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
