اختتم أمس السبت في منارة السعديات وسط حضور استثنائي لعشاق الفن والمهتمين، معرض فن أبوظبي، في فعاليات اليوم الثالث والأخير من نسخته الحادية عشرة، التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة، والتي استمرت على مدى 3 أيام من من 21 - 23 نوفمبر، للاحتفاء بالتنوع الثقافي الذي يتميز به المشهد الفني في أبوظبي.
وأقيمت الفعاليات في مواقع مختلفة على مستوى الإمارة، فقد أقيمت الفعاليات الرئيسية في منارة السعديات بأبوظبي، بينما عرضت بعض الأعمال في واحة العين وقلعة الجاهلي بمدينة العين. كما شهد فن أبوظبي مشاركة كبيرة لفنانين مرموقين وقيمين من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب عدد من الفنانين والمبدعين الناشئين على المستوى المحلي.
تمتع الزوار بمجموعة من المعارض والجلسات الحوارية الفنية والإبداعية التي تضمنها البرنامج الثقافي، بالإضافة إلى الجولات الفنية مع المرشدين، وعروض الأداء، وورش العمل التي تناولت العديد من العناصر الفنية والإبداعية.
الجلسات الحوارية وورش العمل التي تضمنها المعرض
ترسخ النسخة الحادية عشرة من فن أبوظبي، أهداف المعرض الفني الرامية إلى تعزيز النقاشات والحوارات الفنية البنّاءة، وكان من أبرزها، الجلسة الحوارية مع الفنان محمد المليحي تحت عنوان "الفنان، الناشر، المهاجر"، حيث تناول فيها تجربته متعددة الأوجه كرسام ومصمم ومصور وناشط ثقافي، وكيف وضعته هذه المهنة في طليعة الفن المغربي في مرحلة ما بعد الاستعمار والحداثة في جنوب العالم.
وأجرت لجنة كولبير الفرنسية جلستها الحوارية الأخيرة خلال فن أبوظبي، حيث تناولت موضوع "الرفاهية الفرنسية والفنون المعاصرة"، فقد انضمت الشركات والمؤسسات إلى حوار شيق يستكشف العلاقة بين الإبداع والتراث الثقافي، وتناولت عدة عناوين هي الفنانون المكلفون، دعماً للإيماء الإبداعي، والفن المعاصر في فرساي.
وشهدت فعاليات اليوم الثالث من فن أبوظبي الجلسة الحوارية الأخيرة في "معرض بوابة: قصص من الماضي والحاضر"، والتي استضافت حواراً عاماً أقامه الفنانان باولو كولومبو وسارة كولينز، إلى جانب الفنانين المكلفين لمياء قرقاش ونيما نابوي، تناولوا فيها القضايا المتعلقة بعرض القطع الأثرية والأشياء ذات الأهمية الأنثروبولوجية مع أعمال الفن المعاصر.
كما أقيمت أيضاً ورشة العمل المتخصصة التي تحمل عنوان "التطريز مع نقش كوليكتيف"، حيث تعرف المشاركين من خلالها على بعض من أقدم الزخارف الفلسطينية واستخدامها كمصدر للإلهام، حيث كانت النساء الفلسطينيات يستخدمن هذا النوع من التطريز لتجسيد قصصهن على أرض الواقع.
واختتم فن أبوظبي يومه الثالث بعرض أداء لـ "فن التعبير"، حيث تضمن قراءات شعرية من "فصول بلا عنوان"، في تركيب تفاعلي يستكشف سرد التراث ورمزيته في سياق العالم المعاصر، بالإضافة إلى عرض "لايرى ولايزول" لفنانات برنامج "آفاق: الفنانين الناشئين"، حيث قامت الفنانات عائشة حاضر وروضة خليفة الكتبي وشيخة الكتبي بتقديم نبذة عن عملهم التركيبي، الذي أتاح للجمهور الفرصة لإلقاء رؤية عميقة على عملية الفن الإبداعية.
وسيواصل برنامج المعرض إقامة عروضه وجلساته النقاشية على مدار العام، حيث يستمر برنامج "بوابة: قصص من الماضي والحاضر"، ومعارض الفنانين الناشئين في منارة السعديات حتى 8 فبراير 2020، ويمكن زيارة معارض الفنانين المكلفين في واحة العين وقلعة الجاهلي حتى تاريخ 29 فبراير 2020.