سابقاً كنا نقول إن العالم أصبح قرية صغيرة، هذا كان سابقاً، أما اليوم فمن الممكن أن نقول إن العالم تحول إلى غرفة واحدة صغيرة، لأن تكنولوجيا الاتصالات والمواصلات لا تزال مستمرة بتطور هائل وغير مسبوق أبداً في تاريخنا. ومؤخراً، كشفت وكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء، عن إنتاجها طائرة نقل ركاب جديدة، قادرة على اختراق سرعة الصوت، وبإمكانها قطع الرحلة من مدينة نيويورك الأمريكية إلى العاصمة البريطانية لندن، بأقل من 4 ساعات فقط، مع العلم أن الرحلة ذاتها بطائرة الركاب العادية قد تصل إلى قرابة الـ8 ساعات كاملة.
ووفقاً لما ذكره موقع عربي بوست، نقلاً عن عدة صحف بريطانية من بينها الديلي ميل وذي صن، فإنه خلال الفترات القادمة، ستبدأ ناسا بإطلاق رحلاتها السريعة، والتي كشفت أنها ستكون أرخص ثمناً من الرحلات التي كانت تقدمها طائرات كونكورد السابقة، والتي كانت تصل إلى ما يزيد عن الـ13 ألف دولار أمريكي. بينما قد تصل رحلات الطائرة الجديدة من ناسا إلى قرابة الـ7 آلاف و435 دولاراً، إضافة إلى أنها ستكون أكثر تطوراً بمراحل عديدة من الرحلات القديمة.
وذكرت الصحف البريطانية، أن المثير بأمر طائرة الركاب الجديدة من ناسا، والتي أطلق عليها اسم أكس-59 X-59، بأنها قادرة على اختراق سرعة الصوت، ولكنها بالوقت نفسه ستكون بمستوى ضوضاء أقل بكثير من الطائرات القادرة على اختراق هذه السرعة. مشيرة وكالة الفضاء الأمريكية، إلى أن هذا الأمر الذي لم تستطع فعله طائرات كونكورد، لذلك كان يُحظر عليها التحليق فوق المُدن المأهولة بالسكان، ولا يُسمح لها سوى بالطيران فوق المحيطات أو البحار.
وأضافت ناسا، أن طائرات كونكورد كانت تصل إلى سرعة تقارب الـ2180 كم/ساعة، وهي أسرع بالمقارنة مع الطائرة الجديدة أكس-59 X-59، التي تصل حتى 1500 كم/ساعة، ولكن ما سوف يميز طائراتها الجديدة، هو أنها ستخفف من حدة الصوت المرتفع والصاخب جداً، وذلك بسبب تصميم شكل أنف الطائرة الطويل والرفيع.
وتابعت الصحف البرطانية، أن التصميم الجديد والبسيط للغاية الذي جاءت به الطائرة الجديدة، لا يترك مجالاً لوجود مقصورة قيادة بنوافذ، ولذلك تم تطوير مقصورة جديدة بنظام محاكاة فيديو في مقدمة الطائرة، وسيعمل نظام الرؤية الخارجي على خلق تجربة واقع معزز عبر جميع العديد من البيانات ثلاثية الأبعاد لما يحيط بالطائرة ودمجها وتحليلها، وذلك من خلال كاميرات خارجية متطورة.