انتشر مصطلح «الاكتئاب المبتسم» بشكل واسع في الآونة الأخيرة، وهي حالة يبدو خلالها الشخص على أنه سعيد، بينما يعاني في الحقيقة من أعراض اكتئاب داخلية شديدة.
وقالت "أوليفيا ريميز"، وهي طالبة دكتوراه في جامعة كامبريدج، إن الاكتئاب المبتسم ليس مصطلحاً تقنياً يستخدمه علماء النفس، بل إنه أقرب تسمية علمية لمن يصاب بالاكتئاب وينجح في إخفاء الأعراض».
مخاطر الاكتئاب المبتسم
وتحذر ريميز من أن هذه الحالة تعرض الناس لخطر الانتحار، حيث إنها تعد أكبر قاتل للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً في المملكة المتحدة، على سبيل المثال.
وتشير ريميز إلى أن أقرب تسمية علمية لهذه الحالة هي «الاكتئاب اللانمطي»، حيث إن نسبة كبيرة من المصابين بهذا الاكتئاب، تمكنوا من إخفاء معاناتهم من المزاج السيء وفقدان المتعة في ممارسة الأنشطة المفضلة عادة، وقد يكون هؤلاء الأشخاص عرضة بشكل خاص للانتحار.
ومن الصعب للغاية تحديد المرضى المصابين بـهذا النوع من الاكتئاب، حيث لا يظهرون معاناتهم من أي سبب، كأن لاشي يدفعهم للحزن، فلديهم وظائف ومنازل وربما أطفال وشركاء، ويبتسمون حين تحييهم فضلاً عن أنهم يتمكنون من إجراء محادثات ممتعة مع الآخرين، باختصار، فإن الذين يعانون من «الاكتئاب المبتسم» يضعون قناعاً للعالم الخارجي يظهر أنهم يعيشون حياة طبيعية ونشطة على الدوام، على عكس ما يشعرون به حقيقة.
أعراض الاكتئاب المبتسم
تقول الخبيرة النفسية الدكتورة أميرة حبراير، تشمل أعراض هذا النوع من الاكتئاب الخطير: الإفراط في الطعام، والشعور بالثقل في الذراعين والساقين، والتعرض للأذى بسهولة من خلال النقد أو الرفض، والشعور بالاكتئاب بشكل أكبر في المساء، فضلاً عن الشعور بالحاجة إلى النوم لفترة أطول من المعتاد.
ومن الصعب تحديد الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب المبتسم، لكن هؤلاء الأشخاص هم غالباً ممن يعانون من المزاج المتقلب، وقد يرتبط ذلك بأنهم أكثر عرضة لتوقع الفشل، ومواجهة صعوبات في التغلب على بعض المواقف المحرجة أو المهنية، ويميلون إلى التفكير في المواقف السلبية التي يحتمل أن تحدث.
ويعد مرض الاكتئاب شائعاً للغاية باعتبار أن نحو واحد من كل 10 أشخاص يعاني منه، في حين أن هناك ما بين 15% و40% من هؤلاء يعانون من هذا «الاكتئاب اللانمطي».
وأكد عالم الأعصاب النمساوي، فيكتور فرانكل، أن «حجر الزاوية في الصحة العقلية الجيدة» هو وجود هدف في الحياة، ولا ينبغي لنا أن نسعى لأن نكون في «حالة خالية من التوتر والمسؤولية والتحديات»، بل يجب أن نسعى إلى شيء في الحياة، وهذا ما قد يكون له تأثير إيجابي، مثل التطوع في نشاط ما، أو رعاية أحد أفراد العائلة أو حتى الحيوانات.