كشف علماء الفلك عن أدلة بوجود كوكب عملاق شبيه بنبتون يدور حول نجم القزم الأبيض لأول مرة، وبحسب موقع «ميرور» يقول علماء الفلك من قسم الفيزياء ونواة الألفية لتشكيل الكواكب (NPF) التابع لجامعة وارويك في بريطانيا، إن الدليل على وجود الكوكب البعيد يأتي في شكل قرص من الغاز تم إنشاؤه من غلافه الجوي المتبخر، ويُعتقد أن هذا الكوكب يفوق حجم نجم القزم الأبيض بأكثر من أربعة أضعاف.
نجم القزم الأبيض
ويُعد نجم القزم الأبيض هو نوع من أنواع النجوم في مجرتنا مجرة درب التبانة، أو الطريق اللبني، وله حجم صغير في حدود حجم الكوكب، ولذلك أطلق عليه اسم قزم مقارنة بأحجام النجوم الأخرى، ولكن كثافته عالية تصل إلى مليون مرة قدر كثافة الشمس، وألوانه ما بين اللون الأبيض والأصفر.
يدور الكوكب العملاق حول النجم مرة واحدة كل 10 أيام - الذي يبعُد نحو 2000 سنة ضوئية عن الأرض - تاركاً آثاراً من الغاز تتكون من الهيدروجين والأكسجين والكبريت في أعقابه فيما يقول عنه الباحثون إنه أول دليل على كوكب عملاق يدور حول نجم قزم أبيض.
تم التعرف على النجم، WDJ0914 + 1914. في مسح شمل 10الآف من الأقزام البيضاء التي لاحظها استطلاع Sloan Digital Sky Survey.
قام علماء الفلك في وارويك بتحليل الاختلافات الطفيفة في الضوء المنبعث من النظام لتحديد العناصر الموجودة حول النجم، واكتشفوا طفرات دقيقة للغاية في الهيدروجين، وكذلك في الأوكسجين والكبريت، والتي لم يروها من قبل.
باستخدام التلسكوب الكبير جداً للمرصد الجنوبي الأوروبي في تشيلي، وجدوا أن شكل الغازات هو مؤشر نموذجي لحلقة الغاز.
10 أضعاف حجم الشمس
وقال المؤلف الرئيسي «بوريس جانسيك»، من جامعة وارويك: «في البداية، كنا نظن أن هذا كان نجماً ثنائياً به قرص تراكم يتكون من كتلة تتدفق بين النجمتين، ومع ذلك، تظهر ملاحظاتنا أنه قزم أبيض واحد مع قرص حوله نحو 10 أضعاف حجم شمسنا، مصنوعة فقط من الهيدروجين والأكسجين والكبريت، مثل هذا النظام لم يسبق له مثيل من قبل، وكان من الواضح لي على الفور أن هذا كان نجماً فريداً».
يشير تحليل البيانات إلى أن تكوين القرص يطابق ما يتوقعه العلماء بالنسبة للطبقات الأعمق من عمالقة الجليد في نظامنا الشمسي، أورانوس ونبتون.
حسب الدكتور «ماتياس شرايبر» من جامعة فالبارايسو الأميركية أن القزم الأبيض الحار الذي يبلغ 28 ألف درجة مئوية يقوم بتبخير هذا العملاق الجليدي المخفي ببطء عن طريق قصفه بفوتونات عالية الطاقة التي تقوم بسحب كتلتها المفقودة في قرص غاز حول النجم بمعدل يزيد عن 3 آلاف طن في الثانية.
قال الدكتور «جانسيك»: «هذا النجم يحتوي على كوكب لا يمكننا رؤيته مباشرة، ولكن نظراً لأن النجم حار جداً، فإنه يُبخر الكوكب، ونحن نكتشف الغلاف الجوي الذي يخسره.. هذا الاكتشاف هو تقدم كبير لأنه على مدى العقدين الماضيين كانت لدينا أدلة متزايدة على أن أنظمة الكواكب تبقى في مرحلة الأقزام البيضاء». ويضيف «لقد رأينا الكثير من الكويكبات والمذنبات والكائنات الصغيرة الأخرى التي تصطدم بالأقزام البيضاء، وتفسير هذه الأحداث يتطلب أجساداً أكبر للكتل على كوكب الأرض».