تحتفل منظمة الطيران المدني الدولي «الإيكاو» بيوم الطيران المدني الدولي. يمثِّل هذا العام مناسبة خاصة، حيث تحتفل منظمة الطيران المدني الدولي بالذكرى السنوية الـ75 لإنشائها بموجب «اتفاقية الطيران المدني الدولي» لعام 1944، وهناك عدد كبير من الدول الأعضاء في الإيكاو التي تعهَّدت بأن تساهم بمواردها في مختلف أنشطة المنظمة بهدف إذكاء وعي الجمهور والقطاع بهذه اللحظة المهمة في تاريخ النقل الجوي، وتضمن ذلك عدداً من المعارض التي تبرز تاريخ الطيران بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين من جانب المطارات وسلطات الطيران المدني، ورفع علم الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للإيكاو في مواقع جغرافية بارزة وفريدة للغاية، وتنظيم عروض جوية، والترويج لفيلم فيديو بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للمنظمة في عدد من المطارات الكبرى.
وفي هذه المناسبة الخاصة للاحتفال بإسهامات قطاع الطيران الفريدة وتاريخه الهائل المبني على التعاون وما نتج عن ذلك من سلام وازدهار في العالم، أصدر كل من رئيس مجلس الإيكاو، الدكتور أولومويا بينارد أليو، والأمينة العامة للمنظمة، الدكتورة فانغ ليو، بيان مشترك للاحتفال بهذه الذكرى التاريخية.
اليوم العالمي للطيران
وقال البيان: «حمل يوم الطيران المدني الدولي في عام 2019 شعار «75 عاماً من الربط بين أرجاء العالم»، ويمثِّل هذا الشعار احتفالاً بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين للإيكاو في هذا العام، ووقع الاختيار عليه لجذب الاهتمام إلى عناصر السلامة والأمن والربط السريع بوصفها عناصر تعبر عن القدرة الأساسية لشبكة الطيران العالمية والقيمة الرئيسية التي تنبثق عنها جميع المنافع الأخرى للطيران الدولي – سواء كانت تجارية أم ثقافية أم شخصية».
وأضاف: قررت الإيكاو أن تركِّز اهتمام قطاع النقل الجوي خلال هذه الذكرى السنوية التاريخية بشكل مباشر على مستقبل الطيران أكثر من ماضيه. ويعَد إعطاء الأولوية للمستقبل اعترافًا بالقدرة المتنامية للطائرات الهائلة الجديدة التي يجري الآن الإعداد لها وتصميمها وإنتاجها لتوفير الخدمات المثيرة الجديدة والأدوار المختلفة للمجتمعات المدنية.
وتابع: «نحن ممتنون للغاية للعديد من الدول الأعضاء في الإيكاو التي عملت على الإشادة بقطاع الطيران والاحتفال به في سياق الذكرى السنوية الخامسة والسبعين في هذا العام، بما يشمل دور الإيكاو في توحيد صفوف قطاع الطيران العالمي، ومن بين آلاف الخبراء والمسؤولين الزائرين الذين انضموا إلينا في مقرنا في مونترﻳﺎل هذا العام، وخاصةً أثناء الدورة الأربعين للجمعية العمومية التي عقدناها، شهدنا معاً، وكان هذا من دواعي فخرنا واعتزازنا، عدداً من القدرات الجديدة والواسعة النطاق في قطاع الطيران خلال معرض الإيكاو للابتكار والمنتدى العالمي للطيران اللذين انعقدا على هامش الجمعية العمومية».
واستطرد البيان: «خلال المنتدى العالمي للطيران هذا العام بصفة خاصة، تمكَّن المسئولون الحكوميون ومسئولو القطاع من استكشاف هذه القدرات الجديدة الكامنة بشكل مفصَّل، وليس هذا فحسب بل تمكَّنوا أيضاً من مشاهدة الابتكارات التي ستحدد الأولويات الأساسية للجهات التنظيمية في قطاع الطيران المدني أيضاً، ووفَّر المنتدى العالمي الخامس للطيران محفلًا هاماً سمح للإيكاو أن تعلن من خلاله عن الفائزين في مسابقات الابتكار العالمية للشباب. وكان من المشجِّع للغاية أن نرى مستوى المشاركة الكبرى اليوم من جانب الشباب في بناء مستقبل حافل لعالم الطيران الذي تُستخدَم فيه المحركات كقوة أساسية للدفع، ونشعر بسعادتهم بالتنويه بقدراتهم من جانب أوساط الطيران العالمية من خلال الإيكاو».
وأردف: سوف يكون الابتكار من العناصر الأساسية التي تسمح للطيران بتلبية الأولويات الملِّحة في عالم اليوم والغد. وتشمل هذه الأولويات كيفية مواكبة نمو الحركة الجوية وتنظيم الحركة لعدد متزايد من الطائرات في مجال جوي تشغيلي محدود، فضلًا عن كيفية استيعاب نمو الحركة المستمر مع الحد من انبعاثات القطاع بصفة مستمرة بل وخفضها في نهاية المطاف، إلا أنه مع زيادة سعادتنا وحماسنا برؤية قدرات الطائرات الجديدة وإمكانياتها التشغيلية وهي تتحرك من مائدة الرسم والتخطيط إلى الأجواء، يتعين علينا ألا نغفل عناصر الأمن والسلامة والكفاءة؛ إذ إنها هي أهم قيمة جوهرية في عالم الطيران المدني الدولي وتشكِّل اللبنة الأساسية التي تربط بيم أرجاء عالم.
واختتم البيان: «من الأهمية القصوى بالتالي أن نعدّ معاً منهجاً فعَّالًا ومتوازناً؛ لينطبق على ابتكارات الطيران الجديدة والإجراءات التنظيمية المتسارعة مع الحفاظ على الحاجة التقليدية إلى القواعد التنظيمية وإنفاذ السياسات العامة وحماية المستهلك والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المُنصفة والمستدامة، وبناءً على كل ما شهدناه من توافق وتعاون في السابق، الأمر الذي يعدّ من العناصر المميزة للإنجازات التي تحققت من خلال الإيكاو في السنوات الـ75 الماضية، سيحقِّق مجتمع الطيران المدني مستقبلًا جديداً أكثر إشراقاً واستدامة في السنوات القادمة المليئة بالآمال».