أظهرت دراسة إحصائية بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن حوالي 11 في المائة من رواد الفضاء فقط كانوا من النساء. وتبين دراسة نشرتها ناشيونال جيوغرافيك أن النساء أقدر على التأقلم في رحلات الفضاء الطويلة، كما أن إرسال طاقم من النساء سيوفر من الميزانية بشكل كبير.
وتقول أمينة المتحف الوطني للطيران والفضاء مارغريت ويتكامب: «تتجنب ناسا إرسال النساء في مهمات للفضاء في حين أنهن أكثر ملاءمة للسفر إلى الفضاء من الرجال».
أسباب ملائمة النساء لرحلات الفضاء
ويعود ذلك لأسباب مختلفة. أهمها صغر حجم المرأة، كما تعاني النساء أعراضاً جسدية أقل مرتبطة في تأقلم الجسد مع المشكلات الفضائية كما تتمتع النساء بصفات شخصية تجعلهن أقدر على تحمل رحلات طويلة الأمد.
ويؤكد مدير برنامج ناسا السابق ومدير برنامج مكوك الفضاء، واين هيل، أن الوزن يلعب دوراً مهماً في الفضاء، فكلما زاد وزن الشخص تطلب وقوداً أكثر. بشكل عام، تستهلك النساء كمية أقل من الطعام والأكسجين وباقي الموارد الضرورية لبقاء البشر على قيد الحياة في الفضاء. علماً بأن الرجال يحتاجون سعرات حرارية أكثر بـ 15 إلى 25 في المائة عند مقارنتهم مع النساء.
لاحظت كيت غرين أثناء مشاركتها في مهمة استغرقت أربعة أشهر في المريخ، وكانت مهمتها تتضمن مراقبة عمليات الأيض لزملائها؛ حيث سجلت أن النساء أنفقن أقل من نصف السعرات الحرارية مقارنة بنظرائهم الرجال، بالرغم من تطابق النشاطات الجسدية فيما بينهم. إضافة إلى ذلك تنتج النساء كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون والفضلات الأخرى، مما يسهل إعادة التدوير والتخلص من الفضلات.
وتقول فرجينيا ووترينج، من مركز طب الفضاء في كلية بايلور للطب إن النتائج المتعلقة بالفوارق القائمة على الجنس هي نتائج أولية ولكنها مثيرة للاهتمام. يبدو أن الرجال أقل تأثراً بمرض الحركة الفضائية ولكنهم أقدر على السمع. فيما تعاني النساء بدرجة أعلى من التهابات المسالك البولية ولكنها مشكلة لا تنفرد برحلات الفضاء فقط.
وعموماً يتعرض الرجال إلى تدهور عالٍ في مشكلات الرؤية، وهي مشكلة لا تواجهها النساء بنفس القدر.
بعيداً عن الاعتبارات المادية والفسيولوجية، وجدت معظم الدراسات التي ركزت على مظاهر الفشل أو النجاح في التعايش بمناطق صحراوية مثلاً أو البعثات الموجهة إلى القطب الجنوبي، أن الرجال متفوقون في التجارب قصيرة الأجل وذات الأهداف الواضحة في حين أن النساء أفضل بالتأقلم في التجارب طويلة الأمد.
لا يعرف العلماء سوى القليل عن الآلية التي سيتعامل بها طاقم كامل من النساء محاصر في سفينة فضاء ضيقة لشهور أو سنوات في بيئة فضائية مكثفة ورتيبة. ولكن البيانات المتعلقة بآليات تفاعل المجموعات البشرية تشير إلى أن الفرق المختلطة بين الجنسين تبقى الأنجح والأفضل.