اكتشف علماء الآثار فى بريطانيا بيضة سليمة عمرها حوالى 1700 عام، وتعود إلى الإمبراطورية الرومانية، وتعد البيضة الكاملة الوحيدة من هذا العصر، ووجدت فى الجزر البريطانية.
هذا الاكتشاف مهم للغاية؛ لأنه يتيح رؤية تفصيلية حول المعتقدات والممارسات الطقسية للرومانيين البريطانيين.
وبحسب موقع «ancient-origins» قامت جامعة أوكسفورد للآثار، التي تعمل في موقع الإسكان وتنمية المجتمع فى بيريفيلدز بالقرب من أليسبوري، باكينجهام شاير، لمدة تسع سنوات، بإجراء الاكتشاف حيث وجدوا مستوطنة من العصر الحديدي الأوسط والمنطقة الخلفية الزراعية للمستوطنة الرومانية المفترضة للأسطول مارستون؛ وفقاً لعلم الآثار فى أوكسفورد، وكان هذا يقع في شارع رئيسي، وكان ذات يوم مركزاً تجارياً وإدارياً وزراعياً مهماً.
خلال السنوات الماضية، اكتشف علماء الآثار العديد من القطع الأثرية الرائعة، التي يعود تاريخها إلى ما بين القرنين الأول والرابع الميلادي، عندما تم التنقيب في الموقع، وكان من بين الأشياء التي عُثر عليها: العملات المعدنية، والفخار، والمواد المعدنية.
كان علماء الآثار يعملون في حفرة مليئة بالمياه، وقد واجهوا عدداً غير معتاد من الرواسب العضوية، والتي تفككت مع مرور الوقت.. ومن بين الأشياء الأثرية التي تم اكتشافها: أحذية جلدية، وأدوات خشبية، وسلة خوص، التي ربما كانت تحتوي على الخبز في ذلك العصر، كما تم اكتشاف بقايا شجرة بلوط، وأكوام خشبية من جسر في الأرض المغمورة بالمياه.
ومن بين المواد العضوية التي تم العثور عليها أيضاً: أربع بيضات تبين أنها بيض دجاج، وكانت جميعها في حالة سليمة، ولكن أثناء استخراجها ونقلها، انكسرت ثلاث منها؛ لأنها كانت هشة للغاية.. وكان البيض المكسور تنبعث منه رائحة قوية وكريهة، ولم تكن هذه مفاجأة؛ لأن عمرها قرون.
ومع ذلك، تم استخراج واحدة من البيض سليمة من الأرض الموحلة، بعد القيام بأعمال مضنية.
صرح «إدوارد بيددولف» من جامعة أوكسفورد للآثار، بأن الحفرة كانت تغمرها المياه، وقد حافظ هذا على مجموعة رائعة من الكائنات العضوية، ولفهم سبب وجود بيض وعناصر أخرى تُركت ببساطة في الأرض، نحتاج إلى فهم المنطقة التي عُثر عليها فيها.. حيث يبدو أن الموقع كان عبارة عن حفرة مغمورة بالمياه، والتي كان من الممكن استخدامها بطريقة مماثلة لبئر التمني؛ إذ كان الناس يرمون الأشياء في الحفرة من أجل التوفيق، كما تم اكتشاف مرآة رومانية وبعض الأواني في الموقع مع العناصر العضوية.
ومن الممكن أيضاً أن البيض والسلة، كانا يقدمان كطعامٍ للموتى، ربما بعد الدفن، وكان هذا شائعاً جداً في العادات الجنائزية في العصر الكلاسيكي.
ويعد البيض رمزاً بالنسبة للعديد من الشعوب القديمة.. ففي المجتمع الروماني، يرمز البيض إلى الخصوبة والولادة.
يُعد هذا الاكتشاف مذهلاً؛ لأنه تم العثور على بقايا قشر البيض فقط في بريطانيا سابقاً، بشكل رئيسي في قبور من العصر الروماني.
الموضوع السابق
