خيبة أمل كبيرة عاشتها الطالبة البريطانية المسلمة ريدينا الهادي، إلى جانب العديد من البريطانيين الآخرين، بعد أن أعلنت السلطات في مدينة شيفليد جنوبي إنجلترا، إطلاق سراح سيدة اعتدت على الطالبة البالغة من العمر 14 عاماً في محطة الحافلات أمام أنظار عشرات الأشخاص. وحاولت قتلها عبر خنقها بواسطة الحجاب الذي ترتديه ردينا. الأمر الذي أشعر الكثيرين بغضب شديد جراء قرار الشرطة.
ووفقاً لما ذكره موقع سكاي نيوز، أن الحادثة وقعت بالأيام القليلة الماضية في مدينة شيفليد، عندما كانت كل من ردينا وشقيقتها وصديقتها، تحاولان ركوب الحافلة في المحطة، وعندها بدأ عدد من الركاب بتوجيه كلمات نابية وعبارات عنصرية لصديقتها. وعندما حاولت الهادي الدفاع عنها، لكنها تفاجأت بامرأة في عقدها الرابع من العمر، تهاجمها بشكل عنيف وتوجه لها اللكمات والضربات.
وذكرت صحيفة مترو البريطانية، أن السيدة الأربعينية لم تكتفِ خلال الهجوم البشع الذي شنته على الفتاة ذات الـ14 عاماً بالضرب واللكم، بل وأسقطتها أرضاً خارج الحافلة، ثم حاولت خنقها بواسطة الحجاب الذي ترتديه الفتاة المسلمة. وما زاد من سوء الموقف، أن رجلاً كان يرافق السيدة البريطانية المُعتدية، منع أي شخص من مساعدة ردينا، وهدد كل من يحاول فعل ذلك. واستمر الاعتداء حتى وصلت الشرطة.
فيديو يُوثّق الحادثة.. وهذا ما فعلته الشرطة
كل ما جرى خلال الاعتداء الوحشي على الطالبة البريطانية المسلمة ريدينا الهادي، كان قد وثقته كاميرات هواتف شهود العيّان في محطة الحافلات، ويمكن لمن يشاهد الفيديو أن يسمع صوت الأشخاص الذين يصيحون ومنهم من كان يبكي ويصرخ: «اتركوها إنها مجرد طفلة». ويُشار إلى أن التقارير الطبية أوضحت أن ريدينا وشقيقتها وصديقتهما، تعرضن لكدمات وضربات عنيفة في مناطق مختلقة من أجسادهن.
عند وصول رجال الشرطة إلى مكان الاعتداء، قاموا على الفور باعتقال المرأة التي اعتدت على ريدينا، كما اعتقلت الرجل الذي هدد كل من يحاول مساعدتها، ووجهت لهما تُهم الاعتداء الوحشي ومخالفة الأنظمة العامة. ولكن وبقرار مفاجئ وصادم، سرعان ما تم إطلاق سراح السيدة المُعتدية، مع تحذيرها من تكرار الأمر، فيما ظل الرجل الذي كان يرافقها خلف قضبان السجن حتى الانتهاء من التحقيقات. وهو الأمر الذي اعتبره الكثيرون إلى جانب الفتاة المسلمة، بأنه قرار ظالم وخطير ومُخيب للآمال.
الشرطة توضح.. وتصريحات ردينا
بعد إطلاق سراح المعتدية، أعلنت الشرطة في مقاطعة ساوث يوركشاير، أنها سوف تعمل على مراجعة التحقيقات والتواصل مع شهود العيان الذين كانوا على الحادثة، لتتوصل إلى تفاصيل أكبر وأدق بشأن الحادثة. ومن جانبها، صرحت ريدينا الهادي لصحيفة مترو، أنه تشعر بخيبة أمل وغضب شديدين، وبالاشمئزاز من إطلاق سراح المُعتدية. وأشارت إلى أن ما حدث من الممكن أن يجعلها تمتنع عن الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى.
وتابعت الطالبة البريطانية المسلمة: «عندما كانت تخنقني ظننت أنني سأموت. مثلها لا يجب أن يطلق سراحها هكذا، لأنها من الممكن أن تعتدي على طفل مسلم آخر. أنا الآن أخشى بشدة من مغادرة منزلي». وتابعت الهادي: «لا أدري أي ذنب اقترفت. أنا مجرد طفلة كانت عائدة إلى بيتها بعد انتهاء دوامها المدرسي».