صرخات سيدة وبكاؤها الهستيري أمام محكمة الأسرة، كان يوحي بتعرضها لكارثة، وأظهر حديثها أنها عاشت مأساة حقيقية مع زوجها الذي تفنن في تعذيبها بصورة بشعة؛ فكان يحبسها داخل حمام شقتها طوال يومين متواصلين؛ انتقاماً منها للخروج من المنزل دون إذنه، ونجحت الزوجة في الهروب إلى منزل أسرتها، ورفضت أية محاولات للصلح، وقررت التخلص من تلك الزيجة واللجوء إلى محكمة الأسرة للفصل في دعواها.
وأقامت «نشوة. ع» 36 سنة، دعوى خلع أمام محكمة الأسرة في مدينة أكتوبر بمحافظة الجيزة، طالبت فيها بخلع زوجها لاستحالة العشرة الزوجية بينها وبين زوجها، بسبب اعتياده على حبسها داخل الحمام ليوم أو أكثر كنوع من أنواع العقاب لها؛ اعتراضاً منه على بعض تصرفاتها.
دموع الزوجة لم تتوقف طوال حديثها للمحكمة، وقالت إنها منذ بداية الزواج وهي تعاني الأمرين من تصرفات زوجها معها؛ فعندما تتحدث إليه والدته أو تشتكي منها في شيء، يقوم الزوج بحبسها في الحمام؛ ليجبرها على فعل ما يريده منها، وتكرر الوضع أكثر من مرة؛ حتى فقدت الأمان بمنزل الزوجية وقررت الانفصال عنه؛ فطلبت منه الطلاق؛ فما كان من الزوج إلا أنه ازداد عناداً، وتطاول عليها بالضرب؛ مما دفعها لتحرير محضر تعدٍ بالضرب ضده: «من يوم ما اتجوزته وحماتي كل ما تقوله كلمتين يجي يضربني ويحبسني في الحمام عشان يذلني، أنا حاسة إنه مش طبيعي وممكن يعمل فيا حاجة».
وأضافت الزوجة في حديثها، أنها لجأت للخلع بعد أن رفض الزوج الحل بجميع الطرق الودية، ومنع عنها ابنها الرضيع وقال في دعوى ضم الحضانة، إن الطفل كان بصحبتها أثناء خروجها من المنزل، ولا يعلم عنه شيئاً: «مش مكفيه اللي عمله فيا، خطف ابني اللي لسه بيرضع وحارمني منه، وبيقول انتي خدتيه معاكي أما جيتي تسيبي البيت وتمشي، وابقي اثبتي بقا إنه عندي».
وعقب انتهاء المحكمة من سماع رواية الزوجة، قررت استدعاء الزوج لمواجهته بما جاء على لسان زوجته في محاولة للصلح بينهما أمام مكتب تسوية المنازعات، وعندما تخلف الزوج عن الحضور تمسكت الزوجة باستكمال الدعوى أمام المحكمة والفصل فيها، وأنها متنازلة عن كل حقوقها المادية.