كشف عدد من فنادق خمس نجوم حول العالم، عن سرقة مقتنيات غريبة من الغرف على يد النزلاء، وفق استطلاع نشرته شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية.
وأشار الاستطلاع الذي أجرته شركة «ويلسن هافين»، إلى أن سرقة المناشف أو الوسادات وبطاريات الريموت كنترول أو روب الحمام تعد أمراً معتاداً، لكن الغريب بالفعل هو اختفاء أشياء ضخمة من الغرف بعد مغادرة النزلاء، كشاشات التلفاز ومراتب السرير وآلات القهوة الفاخرة.
وأوضح عدد من ملاك الفنادق الفخمة أن هذه السرقات تتم ليلاً حينما يكون مكتب الاستقبال مغلقاً أو به أقل عدد من الموظفين، مبينين أن السبب الذي يدفعهم لعدم الإبلاغ عن تلك السرقات هو عدم رغبتهم أن يكونوا طرفاً مرتبطاً بأي جريمة.
وهناك استطلاع جديد آخر، نشرته شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، كشف أن الفنادق الفخمة أصبحت تواجه نزلاء يسرقون حتى فرشات «مراتب سرير» من الغرف التي يمكثون بها، وبنسب تفوق التوقعات كافة.
وأجرت الاستطلاع شركة «ويلسن هافين»، التي توصلت إلى أن الفنادق من فئة 5 نجوم باتت تشهد فقدان أشياءَ كثيرةٍ، وهذه الأشياء ليست صغيرة ولا يمكن إخفاؤها.
وشمل الاستطلاع 643 فندقاً من فئة أربعة نجوم، و523 فندقاً من فئة خمسة نجوم تنتشر أساساً في القارة الأوروبية، وقال العديد من مالكي الفنادق إن النزلاء يتمكنون من سرقة أشياء ضخمة مثل المراتب، على الرغم أنه من السهل معرفة من سلب هذه الأغراض.
سرقة المقتنيات في الليل
وأوضح المدير التنفيذي لـ«ويلسن هافين»، تاسيلو كيلمان، نقلاً عن هؤلاء، أن النزلاء يسرقون في الغالب مقتنيات الفندق في الليل، عندما يكون مكتب الاستقبال مغلقاً أو مشغولاً بأقل عدد من الموظفين.
ولفت الاستطلاع إلى أن المسروقات تشمل مجموعة متنوعة وفقاً لجودة الفنادق؛ إذ تشمل التليفزيونات، وآلات القهوة في الفئة الفاخرة (5 نجوم)، فيما تشمل المسروقات من فنادق (4 نجوم) حتى بطاريات أجهزة التحكم (الريموت كنترول).
لكن لماذا لا تبلغ الفنادق عن هذه السرقات؟ يقول كيلمان إن إدارات الفنادق من غير المرجح أن تعلم الشرطة بهذه السرقات؛ لأنها لا ترغب بأن تكون طرفاً مرتبطاً بأي جريمة.
سرقات شائعة مثل روب الحمام والشماعات
وبالطبع، هناك سرقات شائعة مثل روب الحمام، والشماعات الخشبية، لكن استبدال هذه أسهل وأقل تكلفة من التلفزيونات أو الآثاث بطبيعة الحال.
مسلسل friends، لـ«تشاندلر»، شرح ما يمكنهما أخذه للبيت من الفندق ولا يعتبر سرقة، «هناك فرق كبير بين السرقة وما يتركه الفندق لك ويمكنك امتلاكه، مثلاً المملحة ليس من حقك أن تأخذها، ولكن الملح بداخلها نعم يمكنك!».
وحينها، تَنْشَط لديهم غريزة اقتناء تلك الأشياء الصغيرة، يمكن أن تجدهم يتقمصون شخصية بطل فيلم The Road، فيقومون بتمشيط المكان بأكمله بحثاً عن كل ما يمكنهم وضعه في شنط السفر، ولا يعترض طريقهم سوى بعض تأنيب الضمير، مع ضيق مساحة الشنطة.
ولا تذكر ملفات القضاء أو الشرطة الكثير عن إلقاء القبض على من يتهم بسرقة أشياء أو مقتنيات الفنادق من النزلاء، فعادة تدرجهم الفنادق على القائمة السوداء، أو تُضاف قيمة المسروقات على فاتورة الحساب حين يدفع بالبطاقة الائتمانية.
ولكن في اليابان تم القبض على رجل وامرأة سرقا «برنص» الحمام ومنفضة سجائر في حين سُجنت امرأة من نيجيريا ثلاثة أشهر؛ لسرقتها منشفتين من فندق هيلتون في العاصمة أبوجا.
وكانت صحيفة ديلي تلجراف، نقلت عن الكاتب السياحي جاكوب تومسكي: «ما من إدارة فندق محترمة تطلب من الضيف أن يفتح حقائبه وتفتشها بحثاً عن علب شامبو، بل إن الإدارة المحترمة تأمل في أن يأخذ الضيف هذه المستحضرات ويتذكر الفندق حين يستخدمها».
قام قسم السفر في صحيفة The Telegraph البريطانية، في بحثٍ سابق، بجمع قائمة لأكثر الأشياء التي تُسرق من الفنادق، وتبيَّن لهم أن المناشف والملابس الكتانية، والبطاريات والمصابيح الكهربائية، والطعام والشراب، وكذلك أدوات المائدة وإطارات الصور هي أكثر ما يتم سرقته من الفنادق، بالإضافة إلى اللوحات الفنية، والستائر، وغيرها من الغلايات الكهربائية والكتب.
أما الأكثر غرابة فهو ما ذكره كولن بينيت، المدير السابق لأحد فنادق ستاروود هوتيل جروب في بريطانيا، من أن مراجعة كاميرات المراقبة تبين أحياناً أحد الضيوف يمر أمام مكتب الاستعلامات، وهو ينوء تحت ثقل جهاز التلفزيون الذي أخذه من الغرفة، من دون أن ينتبه إليه أحد، كما أن رواد فندق تشيسترفيلد في مايفير بلندن سرقوا تمثالين نصفيين من بهو الفندق.
سرقة السرير وجميع محتويات الغرفة
لعل أكثر السرقات جسارة أن رجلاً وامرأة كانا يقيمان في أحد فنادق هوليداي إن، في الولايات المتحدة طلبا غرفة قرب ساحة وقوف السيارات تحديداً، ثم أفرغا محتويات غرفتهما بما فيها السرير والأثاث في شاحنة بالجراج ولاذا بالفرار.
سرقة كعك بـ 90 ألف دولار
في حادثة فريدة من نوعها كشفت صحيفة نيويورك تايمز، أن عاملاً في سلسلة مخابز أمريكية، سرق كعكاً فاخراً على مدار عامين كاملين بقيمة أكثر من 90 ألف دولار على مدار أشهر طويلة، والكاميرات رصدته وهو يخرج من المخازن محملاً بأكياس سوداء كبيرة.
الدب المحشو والنجفة والستائر وتماثيل أبرز المسروقات
ومن الأشياء الأكثر غرابة التي سُرِقَت من الفنادق، الدب المحشو بالفرو، والذي سرق من فندق du Vin، في منطقة برمنجهام ببريطانيا، والستائر والمرايا، والتي تم سرقتها من فندق Travelodge في لندن، ونجفة، من فندق Shangri-La، بهونج كونج، ومدفأة من الرخام، في فندق Four Seasons Beverly Wilshire، بمدينة بيفرلي هيلز الأمريكية.
وكذلك هناك من سرق رقم الغرفة، في فندق Franklin، بمنطقة نايتسبريدج بلندن، وتماثيل نصفية، في فندق Chesterfield بمنطقة ماي فير بلندن، وسيفاً من القرون الوسطى، ودباً خشبياً طوله أربعة أقدام، ولوحة فنية من أعمال آندي وارهول تصل قيمتها إلى 300.000 دولار في فندق W Hong Kong، بهونج كونج، وكذلك بيانو ضخم من فنادق Starwood، بالولايات المتحدة الأمريكية.
اعترفات المشاهير والنجوم بالسرقات
لا يتوقف أمر السرقات من الفنادق الكبرى عند النزلاء العاديين أو مرتادي الفنادق لأول مرة، بل إن هناك هوساً لدى بعض الشخصيات المشهورة والنجوم والفنانين وعارضات الأزياء ولاعبي الكرة للحصول على مقتنيات الفنادق باعترافهم شخصياً أو اعتراف المقربين منهم، ومن هؤلاء النجوم.
جنيفر جارنر، التي اعترف زوجها السابق سكوت فولي بأنها تمتلك الكثير من الأغراض، ومع ذلك ففي كل مرة يغادران فيها فندقاً تملأ حقيبة سفرها بصابون الحمام والشامبو.
وكذلك مارجوت روبي التي اعترفت بأنها سرقت ورق الحمام، أما كيم كاردشيان فقد سرقت اثنين من أرواب الحمام من فندق أتلانتس في مدينة دبي، واعترفت بأن تصرفها هو عادة لديها قائلة: «من أكثر الأشياء المفضلة لديّ عند الإقامة بأي فندق، هو روب الحمام الأبيض المثير، كل من يسافرون معي يعلمون أنني مهووسة به».
أما كاتي بيري، فاعترفت بأنها تسرق الوسائد قائلة: «نعم أنا أسرق الوسادات من كل مكان أذهب إليه»، وبررت ذلك بمدى السعادة التي تشعر بها عندما تستلقي على مجموعة من الوسادات داخل سريرها في غرفة كبيرة، مشبهة في ذلك نفسها برواية Princess and the Pea.
بينما «ليدي جاجا»، إحدى مذيعات برنامج the view، فحاولت سرقة صورة لووبي جولدبيرج، خلال إقامتها بأحد فنادق نيويورك، واعترفت بذلك في إحدى حلقات البرنامج.
أشياء غريبة يسرقها الأوروبيون
تعد سرقة التحف الفنية من أكبر المشاكل التي تواجه الفنادق الفخمة، فوفقاً لاستطلاع أجراه موقع السفر «ولينيس هيفن» سابقاً، هناك 34% من استطلاعات الرأي التي شملت فنادق من درجة خمس نجوم، اشتكت من سرقة اللوحات الفنية منها.
وكلما كان الفندق رخيصاً، انخفضت نسبة السرقات فيه كما يبدو، فلوحة فنية زيتية في جناح فاخر أكثر أهمية من صورة ورقية في غرفة بفندق نجمتين، أظهرت نتيجة 50% من ضمن ألف فندق شملته الدراسة اختفاء الأغطية من الغرف، في حين أن لصوص الوسائد بلغوا 13% من الفنادق الفخمة أكثر من الفنادق المعتدلة أو الرخيصة.
وسرقة التلفزيونات من المشكلات المنتشرة في الفنادق الكبيرة، حيث كشف الاستطلاع أن 5% من الفنادق اختفى فيها أجهزة التلفزيون، على الرغم من أن إزالتها ليست بالأمر السهل، وغالباً ما تعني خوض كومة من الكابلات وفصلها عن الجدار، ما يؤكد أن اللصوص قد أحضروا معهم المعدات اللازمة لذلك.
سارق التلفزيون من الفندق
بعض أصحاب الفنادق، ذكروا أن اللصوص نقلوها بدون أدنى مقاومة، عن طريق المصعد إلى مرآب السيارات في منتصف الليل، وقد فقدت 5% من فنادق خمس نجوم مراتب الأسرّة.
من أكثر السرقات الصادمة التي أبلغ عنها فندق إيطالي في 2017، اختفاء «بيانو» في بهو الفندق الفخم فجأة، وكان ثلاثة أشخاص مجهولي الهوية قد أخرجوه ببساطة من الفندق ومن ثم إلى الشارع.
الأرجنتين تتصدر قائمة أكثر الدول سرقة
وفي استطلاع رأي سابق لموقع Hotels. com، عن أكثر البلدان التي يسرق مواطنوها أشياء من الفنادق أثناء السفر، فكانت الأرجنتين تتصدر القائمة واعترف 73% من المسافرين الأرجنتينيين بسرقة أشياء من غرف الفنادق التي يقيمون فيها، باستثناء مستحضرات الحمام غير المشمولة بالاستطلاع.
أما المسافرون من سنغافورة والإسبان، فباعتراف 70% منهم يميلون إلى سرقة أشياء من الفنادق، ويليهم الألمان والإيرلنديون والروس، بينما الأقل ميلاً إلى السرقة من الفنادق هم الكولومبيون، فـ31% فقط يعترفون بأخذ أشياء من غرف الفنادق دون علم الإدارة، ويأتي في ذيل القائمة المسافرون من النرويج وكوريا الجنوبية وهونج كونج، والدنمارك على التوالي.