تزامنت ليلة الجمعة في 12 يونيو (حزيران)، مع الحلقة الأخيرة من برنامج «ستار أكاديمي6»، «سيدتي» تابعت مجريات هذه الحلقة من المغرب مع عائلة المشتركة المغربية بسمة لحظة بلحظة. فكيف كانت ردّة فعلهم؟ علماً أن «سيدتي» كانت مع العائلة مجدّداً بعد يومين في مطار محمد الخامس في انتظار وصول بسمة.
من غرائب الصدف أن يتزامن التصويت لبسمة المغربية مع يوم انتخاب المجالس البلدية بالمغرب. الحركة لم تكن عادية في كل ربوع مدن المغرب، فاليوم حار جداً وسياسي بامتياز. والمغاربة يختارون مرشّحهم المفضّل ليمثّلهم في البلديات، رغم محدودية التصويت الذي لم يتجاوز 51 في المائة، وهي نسبة تثير باستمرار نقاشاً حامياً في المغرب حيث تجري محاولات لتحليل سبب عزوف الشباب عن السياسة. ويبدو أن الأمر حاصل حتى في الفن مع ضعف تصويت شباب المغرب لبسمة رغم موهبتها وحضورها وبقائها حتى آخر «برايم». في الإنتخابات السياسية حديث عن سلطة المال لشراء الذمم، وفي بيت عائلة بسمة دار حديث بنفس اللهجة تقريباً عن شراء الأصوات لصالح مشترك دون آخر، وعن سلطة
الـSMS لتحديد المواهب الحقيقية.
توقّعوا فوز بسمة باللقب
كان جميع الحاضرين يتوقّعون فوز بسمة باللقب، فقد أظهرت أنها جميلة ووديعة ومتمكّنة من أدواتها طيلة البرنامج، وكل المكالمات التي تلقّتها أم بسمة تشجّع وتهنّئ العائلة على موهبة ابنتها واستحقاقها للنجومية. رنين الهاتف لم يتوقّف طيلة بثّ البرنامج، ليؤكّد كل المتحدّثين أن بسمة «ستار» (نجمة). أما والدتها التي استقبلتنا ببشاشة وترحاب كبيرين، وقد انخفض وزنها كثيراً، فلم تعلّق، بل كانت حائرة وقلقة وسعيدة في الوقت نفسه. وحين سألناها عن النتيجة التي تتوقّعها؟ أجابت:
«لا أعرف. أنا مضطربة، ماذا تتوقّعون أنتم؟
والدتها أيضاً تمتلك صوتاً جميلاً
إجتمعت عائلة بسمة في بيت قريبتهم نسيمة التي فتحت بيتها الفسيح وقلبها المؤمن بموهبة بسمة، لكل أفراد العائلة: خالتاها ووالدا بسمة وشقيقاها الصغيران أسامة وياسر ومعجباتها وبعض الجيران. كانت جلسة حميمية حضرتها «سيدتي» بعد أن تاهت قليلاً في حي بوركون في الدار البيضاء، مقرّ شقة قريبة بسمة التي احتضنت العائلة التي تقطن مدينة ورزازات (جنوب المغرب) التي تبعد حوالي 1000 كلم عن الدار البيضاء. الكل كان يتطلّع إلى الشاشة، وكلما أطلّت بسمة، يصرخ الجميع بسعادة.
والد بسمة قال لـ«سيدتي»: بسمة هي ابنتي البكر، وهي صديقتي أيضاً، لم أستعمل معها سوى سلطة المحبة بعيداً عن تسلّط الأبوة. هي موهوبة منذ صغرها، وأحب موهبتها لأنني بدوري أعشق الغناء والطرب رغم أنني أعمل محامياً، ووالدتها أيضا تمتلك صوتاً جميلاً. كلنا عشاق للفن، لذلك شجّعتها وسررت لاختيارها، خاصة وأن البرنامج يحظى بشهرة عربية واسعة، ويضمّ أساتذة أكفّاء وخبراء في الموسيقى والأداء على المسرح».
وعن احتمال إخفاقها قال: «لا تهمّني النتيجة. فأنا فخور جداً بابنتي، وهي نجمة في عيون الجميع، فنحن نتلقّى كل يوم رسائل واتصالات محبة وتشجيع لموهبتها. إبنتي شرّفتني وشرّفت بلدها وأنا معها دائماً».
حضور والدة خولة
حضرت والدة خولة، زميلة بسمة في الأكاديمية وإبنة بلدها، لمساندة العائلة وترقّب النتيجة، وقالت لـ«سيدتي» إن خولة وبسمة صديقتان حميمتان ويجمعهما ودّ كبير، كما إن خولة دعمت بسمة كثيراً، وتمنّت قائلة: «تستحقّ بسمة اللقب وهي الأجدر به، لكن التصويت قد يحمل المفاجآت، فمعروف عن دول الخليج أنها تصوّت كثيراً لمرشّحيها. أتمنى أن يحالفها الحظ فعلاً ليحمل المغرب اللقب هذا العام، بسمة فعلاً من أجمل الأصوات التي عرفها تاريخ الأكاديمية، وهي نجمتنا مهما تكن النتيجة».
النتيجة المفاجأة
إنقلب حال الترقّب لحالة حزن وانطفاءة أمل، بعدما أرسلت الموناليزا كما تقدّم نفسها، وهي من القريبات المعجبات ببسمة، «إيميل» يعطي النتيجة قبل أن تظهر على الفضائية. إمتلأت العيون بالدموع وعلا الإحتجاج أرجاء البيت، وبينما كانت الأم داخل غرفة تتلقّى اتصالات المعجبين، قرّر أحد أفراد العائلة أن يخبرها فوراً حتى لا تنهار. صرخت الأم وغرقت في البكاء والتفّت حولها أختاها، بينما انهمرت دموع الصغيرات والصغار وتبدّدت فرحة الوجوه. وبدأت كلمات المواساة «بسمة ستار»، «غير ممكن»، «مستحيل»، «المغاربة لا يصوّتون»، «لم تكن الدعاية الإعلامية في المغرب كافية»، «لم تتلقّ بسمة الدعم الذي تستحقّ»، الخليجيون يصوّتون أكثر». توالت التعليقات والإحتجاجات، لكن الأم وبالرغم من انهيارها، كانت تحاول متابعة ما يجري على الشاشة، بعدما تأكّدت النتيجة مرّة أخرى عبر النت. حاولنا تهدئتها وشعرنا أننا في مأتم حقيقي. لم تقل أم بسمة سوى حسبي الله ونعم الوكيل، أما خالتها نجاة من مراكش فعلّقت قائلة: النتيجة غير متوقّعة بتاتاً، وأتمنى أن ينتبه المسؤولون والشركات في المغرب لموهبة بسمة التي قدّمت نموذجاً راقياً للفتاة المغربية الواعية والمتّزنة والموهوبة. بسمة في نظر الجميع نجمة حقيقية، وأتمنى أن تستعمل ذكاءها لتحقّق طموحها الفني لأنها تستحقّ النجومية.
ماذا قال أفراد عائلة بسمة لـ "سيدتي" هذا السؤال تجدون الإجابة عنه في العدد رقم 1477 من المجلة.