مساحة خارجية تحتفي بأسرار البحر

ألزم الانحدار القوي للأرض التي شيّد عليها هذا المنزل مالكه سمير عيراني أن يجعل الطراز اللبناني يطغى على هندسته الخارجيّة، مع خطوط عصرية أشرف عليها المهندس فرانسوا باسيل. ولعلّ اللافت أن هذا الانحدار تحوّل إلى قوالب حجرية يتمتّع الناظر إليها، ويشعر بحماسة للجلوس إليها!

وإذ يعتزّ المالك بمنزله الذي يمتدّ على مساحة 1600 متر ويشرف على بيروت وخليج جونيه (شمال بيروت) والجبل، يحكي كلّ من القرميد الأحمر والقناطر والأحجار قصصاً لافتة فيه.

 

 

قدّم المالك مجموعة من الأفكار إلى المهندس باسيل، فقام هذا الأخير بتنفيذها بحرفيّة، وتجلّت خصوصاً في الحديقة الغنّاءة والمتألّقة بورودها وشتولها ونوافيرها، علماً أن  المهندس الزراعي بيار سمن أولاها عناية خاصّة لناحية اختيار شتولها وأشجارها بحسب طبيعة الأرض والموقع والمناخ. وتبرز بصخورها الطبيعية التي تشهد على على مجاورة البحر منذ القدم.

وتبدو، على مدخل هذا المنزل، أشجار مستوردة من أقاصي آسيا تتناغم بطلّتها مع الشتول والممرّات والبناء.

وإذ تحجز الحجارة مكانتها منذ المدخل الرئيس، يفيد المالك أنه أحضرها من منطقة شامات في قضاء جبيل (شمال بيروت) بألوان ثلاثة وبنقوش رائعة لعلّ أجملها: النقش المدقوق والمعتّق بالأسيد. وتعلو الأعمدة كما الشكل الدائري هذا البناء، ما يحقّق رحابة ومدى فسيحاً بين جزءيه السفلي والعلوي. وإذ واجه صعوبة في اختيار الزجاج للمكان الدائري الذي لم يتوافر في لبنان، لجأ إلى إمارة دبي لهذه الغاية، فجاء اختياره مميّزاً! 

ويطغى خشب السنديان على الباب الرئيس، كما الأبواب الداخلية الأخرى، والذي يتزاوج مع دوائر من النحاس ليعكس روحاً كلاسيكية تشغل دواخل المنزل. أمّا الشرفات فدائرية بغالبيّتها، تمتلك إطلالة رائعة على البحر!

 

أثاث فخم

تتوزّع صالونات مفتوحة على بعضها البعض تنتهي عند غرفة الطعام، يمتاز أثاثها الخشبي بفخامته، فيما يتقدّم ديكورها الداخلي الخشب المزخرف والجص الذي يحمله السقف بطراز "فرساتشي".

وتتغنّى المالكة دعد عيراني بقطع نادرة في منزلها هي عبارة عن لوحات أوروبية من "الغوبلان"، أجملها واحدة تعود إلى القرن السابع عشر تبرز بألوانها الأخّاذة نمط العيش في الريف الإسباني آنذاك، فيما يناهز عمر الثانية ربع قرن وحملها شقيق المالك.

ويكمن السر خلف رحابة قسم الاستقبال إلى انتقاء قطع الأثاث بعناية وعدم الإكثار في عددها، مع إيلاء المساحات الفارغة أهميّة. وهنا، تلفت آلة بيانو يعزف عليها المالك وأولاده.

 

 

الأسود والذهبي والأحمر

وتتجلّى روعة الأعمال في أثاث غرفة الطعام بألوان الأسود والذهبي والأحمر، وهي   مستوردة من إيطاليا وتحمل شكل السلحفاة! وتتلألأ الثريات المطليّة بالذهب، فيما تشمل أبرز "الاكسسوارات" اللوحات وآنيتين كبيرتين يابانيتين تعودان إلى القرن السابع عشر.

ويبدو مشرب يمكن فتحه ميكانيكياً، يضمّ أكواباً وأباريق تنتمي إلى طراز نابليون. ويتوزّع شمعدانان وساعة من البرونز والنحاس من صناعة "مورّو" الفرنسية، كما "اكسسوارات" إسبانية بغالبيتها.

ويتوزّع السجاد الأصفهاني ذاو الألوان الجريئة على أرضيات قسم الاستقبال.